اتسمت برامج "التوك شو" أمس (الأحد) بالاختلاف في المضمون وإن اتفقوا على شيء واحد، وهو أننا على أعتاب انتفاضة فلسطينية ثالثة؛ حيث سلّطت أغلب البرامج الضوء على المظاهرات التي قام بها العشرات من طلبة جامعة الأزهر وجامعة القاهرة؛ احتجاجاً على ضم الحرم الإبراهيمي. حيث عرض تقرير خارجي لبرنامج "90 دقيقة" على قناة المحور لهذه المظاهرات التي انطلقت صباح أمس منددة بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" دخول المسجد الأقصى وضم الحرم الإبراهيمي وقبر راحيل إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية، وتميّزت المظاهرات بالحدّة وقوة الهتافات، وفرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً لمنع المتظاهرين من الخروج منها، وطالب المتظاهرون الأنظمة العربية بالتدخل لمنع إسرائيل من هذه الممارسات الاستيطانية التي تهدف إلى "تهويد القدس". ولكن أكثر فقرات البرنامج إثارة هي حوار مع الفنان أحمد عزمي بعد تكريمه مؤخراً من المركز الكاثوليكي عن فيلمي الوعد، وعزبة آدم. إذ تطرّق الحديث إلى المَشاهد الجريئة والمثيرة في أفلام عزمي، وعما تثيره المَشاهد الساخنة في أفلام "الوعد"، و"عزبة آدم"، و"قبلات مسروقة" من الغرائز، وردّ عزمي قائلاً: "الفيلم لا يُثير الغرائز، ولا يستهدف شباك التذاكر". مشيراً إلى أن السينما صناعة، وطبيعي أن تستهدف الجمهور، متابعاً: "لا يجب أن نخبئ رأسنا في الرمل، والأفلام التي تتناول المصارحة في المجتمع، ليست عيباً". وسأله معتز الدمرداش -مقدّم البرنامج- عن مسائل القبلات في التمثيل، والتعرّض للحرج في هذه المواقف، فأكد عزمي أنه لا يشعر بالحرج من هذه المَشاهِد، مؤكداً أنه لا يُقدّم "حاجة يخجل منها أو يتكسف منها"؛ مشيراً إلى أن عمّال السينما هم أكثر الناس الذين يخافون علينا، ولا يشعر بالخجل منهم، وقال عزمي إنه لا يُقدّم شيئاً يخجل منه، فإذا خجل منه أثناء التصوير، فماذا سيكون شعوره عند عرضه على الملايين؟ وقال عزمي إنه طلب من مخرج فيلم "قبلات مسروقة" ألا يجعل عمّال التصوير يغادرون المكان أثناء تصوير أحد مشاهد القبلات. وتميّزت الفقرة بالعديد من الأسئلة الجريئة التي طرحها الإعلامي الدمرداش الذي سأله: هل تتحرّك غرائزك أثناء تأدية أحد المشاهد الساخنة؟!! فأجابه عزمي: أقسم لك بالله أني لا أشعر بأي غريزة تجاه الممثلة التي تكون في حضني، وأكد أنه ينفصل بالشخصية التي يؤديها عن شخصيته الحقيقية، وقال: "أنا لو بافكر إني عاوز أقتل حد، وغريزتي تحرّكت بهذا الإحساس، سأقتل كل يوم واحد". وأكد عزمي أن المَشاهد الإباحية تنقل رسالة للمجتمع، وسخر من مصطلح السينما النظيفة؛ مؤكداً أن هذا المصطلح يهين كبار نجومنا السينمائيين؛ مثل: عمر الشريف وفاتن حمامة، وقال: إذا كانت أفلام الكِبار حَوَت بعض مَشاهِد القبلات، فهل يعتبر ما قدّموه سينما غير نظيفة؟ وفي ظل الأزمة المشتعلة بين الإعلامي الكابتن أحمد شوبير ومرتضى منصور في أعقاب صدور حكم القضاء الإداري بإيقاف بث جميع برامج شوبير على قناة "الحياة" السبت الماضي ناقش برنامج "القاهرة اليوم" -عبر مقدّمه عمرو- أديب الأمر من خلال مناظرة هاتفية بين "شوبير" و"مرتضى منصور". وقال شوبير إنه لم يظهر على شاشات "الحياة" احتراماً لحكم القضاء، وحتى تدرس وزارتا الإعلام والاستثمار ورئيس مجلس إدارة النايل سات ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون نص الحكم جيداً؛ مؤكداً أن الحكم خاطب قناة الحياة ووزارتي الإعلام والاستثمار. حيث قضى الحكم بأن يتم قطع الإرسال عن القناة في أوقات إذاعة برامج "الكرة مع شوبير" و"الملاعب اليوم" و"استاد الحياة" تاركاً تحديد مدة الإيقاف لإدارة القناة بما يتناسب مع جسامة الخطأ. فيما أعرب المستشار مرتضى منصور، عن أسفه لوصول الخلافات بينه وبين شوبير إلى هذه المرحلة، إلا أنه قال إنه لم يجد أمامه سوى اللجوء للقضاء عندما وجد شوبير يسخر منه ويسبّه على مدار حلقتين كاملتين؛ مشيراً إلى أنه قد يتنازل عن القضايا التي رفعها ضد شوبير إذا "اعتذر" له وأقرّ بخطئه في حق منصور. موضحاً أنه في حالة ظهور شوبير على قناة الحياة تحت أي مسمى سيتم حبس موظف النايل سات؛ لأنه لم يقطع الإرسال. فيما أكد شوبير أنه لن يعتذر، مذكراً منصور بأنه اتهم شوبير بالاتجار في المخدرات وارتياد شقق مشبوهة ولم يعتذر، لافتاً إلى أنه قدّم مذكرة للنائب العام ضد منصور. فيما استضاف برنامج "الحياة والناس" عبر قناة "الحياة" المفكر والكاتب الإسلامي محمد سليم العوا -الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وتطرّق الحديث عن أبرز القضايا المتواجدة على الساحة في مصر، وكان أهمها سؤال من مقدمة البرنامج "رولا خرسا" عن الانطباع السائد بسلبية الشعب المصري؛ حيث أكد العوا على هذه الانطباع، مشيراً إلى أن هناك نوعين من الناس، الأول: يستسلم للواقع وهم كثيرون، والثاني: يرفض الاستسلام ويسعى للتغيير إلا أنهم قلة قليلة، ورغم مطالبة العوا بضرورة التغيير؛ إلا أنه شدد على ضرورة اختيار قيادة تصلح لذلك. وانتقل الحوار عن صلاحية المرأة لتولي رئاسة الجمهورية، وأشار العوا إلى أن هناك أكثر من مليون امرأة تصلح لتولي رئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أن الدستور المصري لا بد من تغييره كاملاً وليس الاكتفاء بتعديله، حيث طالب بلجنة قوية قديرة بتغييره. وفيما يتعلّق بالمسجد الأقصى ورغبة إسرائيل في هدمه، أشار العوا إلى أن الأقصى سيهدم، وتحت أعين الحكام العرب، إلا أن هدم جدران المسجد الأقصى ليست أزمة؛ لأن قدسية الأقصى تكمن في موضعه أو مكانه، وليس في الحجارة التي بنيت به؛ مؤكداً أن أزمة فلسطين بأكملها مرهونة بالحكام العرب والجيوش. عن اليوم السابع (بتصرّف)