ناقشت برامج ال"توك شو" مساء أمس السبت قضايا عدّة، كان من أبرزها آخر تطورات ترشيح د. محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية لرئاسة الجمهورية، واستمرار تصدير الغاز لإسرائيل، والحكم الذي حصل عليه مرتضى منصور بوقف برامج شوبير على قناة الحياة لهجومه المتكرر ضده. بداية استضاف "العاشرة مساءً" في فقرته الرئيسية عدداً من الخبراء والمحللين لبيان آخر تطورات ترشح البرادعي لرئاسة الجمهورية؛ حيث أكد الشاعر عبد الرحمن يوسف المقرر العام لحركة "البرادعي رئيساً"، أن هناك بياناً تأسيسياً من أجل التغيير السياسي السلمي عن طريق مرشح رئاسي توافقي لمرحلة انتقالية.
و أجمع الكثيرون على البرادعي ليكون الشخص المطلوب، وأشار إلى أن هناك تغيرات كثيرة ستحدث في مصر، وأوضح أن البرادعي سيرفض أي عرض من الدولة بأن يكون نائب رئيس الجمهورية أو أيا من الوظائف الأخرى التي سيعتبرها نوعاً من "الرشوة المفضوحة" لإبعاده عن الترشح للرئاسة. بينما أشار محمود أباظة -رئيس حزب الوفد- أنه سيكون سعيداً جداً بالجيل الجديد وأفكاره الجديدة من أجل التغيير السياسي، ولكن لا بد من معرفة الطريق الصحيح؛ مشيراً إلى أنه لا توجد ديمقراطية بدون أحزاب متعددة ومنظمة تستطيع حمل البرامج السياسية المختلفة، ولكن مما لا شك فيه أن الأفكار المطروحة جيدة، كما أوضح أنه لا بد أن تكون هناك رؤية واضحة للمستقبل السياسي. وأضاف جورج إسحاق -أحد مؤسسي حركة كفاية- أن من الجيد أن البرادعي يرغب في تنقية الأجواء السياسية أولاً بتعديل المواد السياسية والدستورية، وأضاف: "لا يجب تحميل الحزب الحاكم كل اللوم؛ حيث إن البرادعي قد جمع المواطنين حوله في ساعات؛ بينما لم تستطع الأحزاب ذلك في سنوات، والأحزاب السياسية هي أساس الحياة السياسية القوية في مصر، ونرغب في رئيس تتوافر فيه صفة الرغبة في التغيير، ولكن التزوير في مصر للانتخابات فاق كل تصور، وطالب بتنقية الانتخابات ونزاهتها عن طريق الإشراف القضائي والرقابة المحلية والتصويت الإلكتروني". فيما أكد د. جهاد عودة -أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان وعضو لجنة السياسيات بالحزب الوطني- أن الحزب الحاكم لم يصبح حاكماً إلا في 2002 عندما ظهر الفكر الجديد في الأحزاب؛ حيث إن الحزب الوطني في عهد الرئيس محمد أنور السادات لم يكن حزباً، والحل هو الفصل النسبي بين قيادات الحزب الحاكم وقيادات الحكومة، والمؤشر لذلك هو أن الحكومة يكون لها رأي والأحزاب والجماعات لها رأي آخر؛ بحيث يحدث تداول للسلطة بالتعبير عن مطالب الجماهير. وتناول البرنامج حكم محكمة القضاء الإداري بإغلاق قناة الحياة في أوقات عرض الإعلامي أحمد شوبير ووقف بثها أثناء ذلك. ومن جانبه أكد أحمد شوبير في مداخلة هاتفية "أن الحكم عادي وله استئناف"، وصرح أنه لا يوجد لديه أي ضيق أو أزمة ولكن العلاقة بينه وبين مرتضى وصلت إلى "طريق مسدود ولا سبيل للصلح". وبشأن حكم محكمة القضاء الإداري في قضية تصدير الغاز لإسرائيل عرض البرنامج تأكيد القضاء الإداري أنه لا يجب عليه النظر في القرارات السيادية؛ ولكنها تنظر كيفية القرارات الإدارية وطريقة تنفيذها؛ حيث قضت بأنها لا تختص بنظر تصدير الغاز إلى إسرائيل؛ ولكن على السلطة التنفيذية أن تعدّل في ثمن تصديره؛ بحيث لا يشوبه فكرة المجاملة لإسرائيل. فيما استضاف "القاهرة اليوم" د. حسن نافعة منسق المنسق العام لجمعية البرادعي الوطنية من أجل التغيير، الذي ذكر أن مصر تعيش أوضاعاً اجتماعية تهدد بحرب أهلية، فيما أكد صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة القاهرة، أن انضمام محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تيار الإصلاحيين "دعم معنوي لا يقدر بثمن"؛ إلا أنه رأى أن البرادعي طرح حلماً بدون تفاصيل؛ بمعنى أنه لم يعطِ أي تفاصيل أو برنامجا لتغيير الأوضاع السياسية وتعديل الدستور. فيما رأى مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة المصري اليوم، أن مبادرة البرادعي "تأثيرها كتأثير الحجر في المياه"؛ مؤكداً أن البرادعي يمثل بالفعل خطراً على النظام لأنه يتمتع بما تفتقده البدائل الأخرى؛ "فالبرادعي بدون تاريخ مثير للجدل". من جانبه، جدد حسن نافعة، التأكيد على عدم سعي البرادعي إلى الرئاسة، مشيراً إلى أن مصر تعيش أوضاعاً اجتماعية تهدد بحرب أهلية، وأن تعميم الديمقراطية هي فرصة الحكومة للنجاة من انتفاضة الشعب؛ موضحاً أن البرادعي رأى أن البلد تغرق في الهموم والمشكلات، ووجد أن تعميم الديمقراطية والسماح للمواطن العادي بممارسة حقه السياسي هو الحل، لافتاً إلى أن ظاهرة البرادعي أساسها التفاف الشعب حول رغبته في التغيير. ونقل البرنامج أيضاً تأكيدات شوبير باستمراره في تقديم البرامج على قناة الحياة؛ فيما هدد منصور بمقاضاة وزيري الإعلام والاستثمار إذا شاهد شوبير يقدم برنامجاً واحداً على الحياة مرة أخرى. أما "90 دقيقة"؛ فسلط الضوء على قضية العلاج على نفقة الدولة؛ حيث أشار النائب المستقل مصطفى بكري إلى أن النائب شمس الدين أنور أعاد 400 طلب علاج على نفقة الدولة بعد إثارة الملف في وسائل الإعلام؛ فضلاً عن حصوله على 27 مليون جنيه شهرياً و72 مليون جنيه خلال 4 سنوات؛ فيما أكد النائب شمس الدين أن الطلبات لا تحمل تلك الأرقام ووصفها بالمبالغة؛ إلا أن بكري اتهم شمس الدين بأنه محاط بالشبهات. كما ذكر البرنامج حصول المستشار مرتضى منصور على حكم إداري بوقف برامج أحمد شوبير على شبكة قنوات الحياة، وصرح منصور في مداخلة تليفونية له أن الحكم واجب النفاذ، من جانبه علق شوبير على مجريات الحكم قائلاً "القضاء له كل الاحترام وهاقدم برنامج لك يا سيدي أفضل من المشاكل"، كما أعلن أنه لا يعاني من أي نوع من الأزمات والكره الآن في ملعب المحامين، كما أكد في ثقة أن برامجه على الحياة ستذاع في مواعيدها الرسمية قائلاً "ما يحدث نوع من الفبركة".