فجأة تحولت الصحافة الفنية إلى باب "مطلوب عريس" تدلي فيه معظم الممثلات والمطربات بتصريح ثابت في كل حواراتهن الصحفية.. "نفسي أتجوز".. قبل أن تعدد كل واحدة صفاتها الشخصية، وطباعها، ومواصفات فارس أحلامها.. فهل الزواج بهذه الصعوبة التي تدعو معظم الفنانات إلى النداء والبحث عن عن "عريس تايه يا ولاد الحلال"؟! * مروة نصر: نفسي في النجومية والعريس (جريدة وشوشة) * سمية الخشاب: أنا قلبي مفتوح للزواج (مجلة الكواكب) * مي سليم: هاموت وأتجوز (مجلة الإذاعة والتليفزيون) * نيكول سابا: عايزة أتجوز (مجلة أخبار النجوم) * نهال نبيل: نفسي أحب (جريدة وشوشة) * إليسا: أفكر في الحب والزواج ونفسي أبقى أم كويسة (مجلة الإذاعة والتليفزيون) * رزان مغربي: دلوقتي مستعدة أتجوز (مجلة الكواكب) وغيرها وغيرها من التصريحات المتعلقة بالنِّفس المفتوحة للزواج أو الموت عليه، أو انتظاره بفارغ الصبر، ولا أتحدث هنا عن خبر زفاف مؤكد حول عريس بعينه، أو حفل خطوبة وغيرها من الأخبار التي تدخل تحت بند اليقين مع أشخاص بعينهم، وأسماء محددة للجمهور، بل أتناول تلك الأمنيات التي تصدّرها إلينا نجمات الفن بين الحين والآخر في صفحات الجرائد والمجلات ومواقع الإنترنت، وكأن الزواج أصبح بالنسبة إليهن رغبة صعبة المنال، أو أمنية مفتوحة لكل من يجد في نفسه الجرأة والشجاعة و"الجيب المليان"!
الأمر نفسه سمعناه من قبل من فنانات طالما صرحن بأن المال هو آخر ما يشغل بالهن في عريس الأحلام المنتظر، وأكدن مراراً وتكراراً أن الرجل الشهم، الجدع، ابن البلد، هو أهم ما يبحثن عنه قبل أن تطالعنا الأيام بعد تلك التصريحات الرومانسية المتواضعة "القنوعة" بخبر زفاف الفنانة الفلانية على "رجل الأعمال الفلاني"!
فإذا كانت كل ممثلة أو مطربة بما لها من جمهور عريض، وآلاف مؤلفة من العشاق، والمغرمين، بل ومهووسين يطاردونها أحياناً في كل مكان تذهب إليه، بخلاف شبكة الأصدقاء الواسعة التي تبدأ من زملائها من الفنانين، وتمتد إلى باقي العاملين في الوسط الفني خلف الكاميرا من مؤلفين ومخرجين وغيرهم، بالإضافة إلى رجال الأعمال، لم تستقر أيٌّ منهن بعدُ على العريس "اللي عليه العين والنية"، فماذا عن تلك الفتيات البسيطة التي لا تملك واحدا بالمائة من تلك الشبكة الواسعة من العلاقات الإنسانية والصداقات المتعددة؟!
هل الأمر متعلق بندرة الجنس الخشن وأزمة "رجالة"؟!، أم إن من تطلق هذا التصريح تعطي الضوء الأخضر لشخص بعينه أن يتقدم حتى تحدثه بشكل غير مباشر؟، أم إن ظاهرة العنوسة التي طالت ملايين الشباب والفتيات في الوطن العربي عرفت طريقها أخيراً إلى الوسط الفني؟ أم إن كل فنانة تطلق هذا التصريح الرومانسي الحالم حور رغبتها في الزواج قائلة جملتها الشهيرة: "أنا عايزة أتجوز..." أو "هاموت وأتجوز..." تنسى أن تضع مكان النقاط باقي الأمنية من كلمات يستقيم بها ولها المعنى التام الذي يعبر عن شخصية تلك الفنانة مثل: "رجل أعمال" أو "شخصية لها سلطة ونفوذ"، وغيرها من الصفات واللوازم التي لم نسمع يوماً عن أي زيجة فنية تمت بدونها!
الطريف أيضاً أن معظم اللاتي يؤكدن رغبتهن في الزواج على صفحات الجرائد والمجلات، هن اللاتي ينفين أي خبر ارتباط، ويؤكدن مراراً وتكراراً أن حياتهن الشخصية ملكاً لهن وحدهن ولا يحق لأحد التدخل فيها، ولا مانع من أن نسمع بعد نفي أي خبر ارتباط، أو تصريح يدعو الصحفيين والإعلاميين إلى رفع أيديهم عن الحياة الشخصية، نسمع بعدها خبر الارتباط بنفس الشخص التي أنكرت الفنانة الفلانية أي صلة به، وأكدت أنه مجرد صديق ليس أكثر!
الخلاصة التي توصل لها تفكيري المتواضع، كاجتهاد شخصي قد يرتقي إلى درجة الصواب، أو يهبط إلى قاع التخمين، أن معظم الفنانات يطلقن هذه الأمنيات في لحظات صدق مع النفس تشعر فيها كل واحدة أنها أنثى تحتاج إلى رجل تستظل بظله، وتكمل به نفسها التي خلقها الله ناقصة في حاجة إلى شريك يكملها، لكنها ما إن تسبل جفنيها وتسترخي في مقعدها الوثير في انتظار ابن الحلال، حتى تعود الأضواء تسلط عليها من جديد ليطاردها المعجبون وذوو المال والسلطة فتتوه وسط آلاف القلوب التي تتمناها، وتقرر أن تفكر ملياً للمفاضلة بين كل هؤلاء، ثم يسرقها الزمن وتنسى أنها امرأة!