شهد المؤتمر الصحفي الذي عقدته جماعة الإخوان المسلمين اليوم (الخميس) للردّ على أحداث المقطم، مشادات كلامية بين الصحفيين الحاضرين والدكتور مراد علي -المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة- بسبب عرض بعض لقطات الفيديو المصوّرة التي تتبنّى وجهة نظر الجماعة في الأحداث الأخيرة بالمقطم، وهو ما اعتبره الصحفيون تغييرا للحقيقة وانحيازا لوجهة نظر بعينها. وأعرب أحمد عارف -المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين- عن احترامه واحترام الجماعة لكل الصحفيين والإعلاميين، وقال "نحترم كل الإعلاميين والكرامة المهنية محفوظة، ولا نمسّها من قريب ولا بعيد". ومن جهة أخرى، قال الدكتور محمود حسين خلال المؤتمر: "مع الأسف الشديد كان هناك مَن يُشجّع البلطجية ويُحرّضهم على مزيد من التخريب، ويمنحهم الغطاء السياسي ويقدّمهم للناس على أنهم ثوار، في الوقت الذي كان مِن أسس الوطنية والإخلاص للشعب وإيثار المصلحة العامة أن تتضافر كل الجهود لإيقاف العنف، والذهاب إلى صناديق الانتخاب في إجراءات حضارية راقية تحترم الشعب وإرادته الحرة، كل ذلك كان بهدف إسقاط مؤسسات الدولة وإقصاء الإخوان، غير مبالين بإرادة الشعب وبالديمقراطية وبحقوق الإنسان". وأضاف: "كلما اتخذت الرئاسة قرارا يحقّق مصلحة الشعب؛ رفعوا من وتيرة عنفهم، وكلما فشل لهم مخطط صعدوا في مخطط جديد، وأخيرا جاءوا إلى المقر الرئيسي للجماعة بالمقطم، وهو مكان سكني هادئ يثيرون فيه الشغب، ويصعدون من أعمالهم الخارجة إلى أن وصل بهم الأمر لإطلاق هتافات وشتائم تناولت الجماعة ورموزها، بل وأمهاتهم، وقاموا بكتابة هذه الشتائم على جدران المبنى، واستفزوا الشباب الذين يحرسون المبنى، وكان هؤلاء المعتدون مسلحين بسكاكين وعصي وزجاجات مولوتوف". وأشار الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين إلى أن كل تلك الأفعال أدّت إلى اشتباكات بين المعتدين وبين مَن يحرسون المبنى، مضيفا: "هنا تجاهل الإعلام كل ما فعله هؤلاء المعتدون، وصوّر الأمر على أنه عدوان من شباب الإخوان عليهم؛ متغافلا أنهم هم الذين صعدوا المقطم وذهبوا إلى مركزهم"، مضيفا: "رغم ذلك كله؛ فإننا نتعهد بالتحقيق، وإذا وجدنا تجاوزا من أي من حراس المبنى فسوف نقوم بمحاسبته، ونطالب في نفس الوقت الجهات القضائية بالتحقيق ومحاسبة الطرف المعتدي". وأكمل حسين: "مِن حق أي إنسان أن يعلن عن رأيه بطريقة سلمية وحضارية، ومن حقّي أن أعرض ما أراه وجهة نظري، ومن واجب الصحفيين أن يستمعوا إليّ ثم يعرضون وجهة نظرهم". وأتمّ: "لن نسلّم مقراتنا لأحد، وسنتواجد في كل مكان يُمكّننا من حماية مقراتنا، ونؤكّد أننا لن نؤذي أحدا ولن نبادر بالعدوان، ولكن لن نسمح لأحد بالاعتداء علينا". وعن تقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين، قال الدكتور محمود حسين إنه لم تصدر أي أحكام قضائية بعدم قانونية وضع جماعة الإخوان المسلمين، وبناء عليه قامت الجماعة بتقنين أوضاعها طبقا للقانون الحالي بعد لغط عن وضع الجماعة، مشيرا إلى أن الجماعة ستقنّن وضعها وفقا للقانون الجديد الذي سيعرض على مجلس الشورى.