ثمة مؤشرات قوية على احتمال قيام قوات كوماندوز إسرائيلية بعملية عسكرية خاطفة في قلب قطاع غزة؛ من أجل تحرير الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط، من يد آسريه من حركة المقاومة الإسلامية حماس. المتابع أو المراقب للوضع الداخلي الإسرائيلي والفلسطيني يجد حزمة من المؤشرات القوية على عزم إسرائيل إطلاق سراح الجندي الأسير شليط، أهمها التحذيرات الفلسطينية المستمرة من تعزيز أجهزة المخابرات الإسرائيلية لعملائها في قلب قطاع غزة وإغرائهم بالمال، وهو ما سبق وأن نوّهت إليه كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد العملية العسكرية الغاشمة على قطاع غزة نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009، من مدى تحكم حركة حماس بغزة وقطاعها وسيطرتها على العملاء والخونة، وقتلها للعشرات منهم أثناء رحى الحرب بعد اكتشافها لأمرهم، وتلمس الحركة لمدى مساعدة العملاء لقوات الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية على القطاع، حيث أعربت إسرائيل عن دهشتها من اكتشاف حماس لعشرات العملاء والخونة في قلب قطاع غزة، وذلك بحسب شبكة ديبكا الإسرائيلية القريبة الصلة بجهاز الموساد الإسرائيلي.
يُذكر أن بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي- قد كلّف الوزير يوسي بيليد، ليكون مسئولاً عن ملف العملاء الفلسطينيين بقطاع غزة وتلبية مطالبهم الاقتصادية حتى يتعاونوا ب"إخلاص" مع الاحتلال الإسرائيلي، ويرشدوا تل أبيب عن مكان الجندي شليط، وعن قادة حركة حماس أيضاً، فضلاً عن أن أكثر من وسيلة إعلامية إسرائيلية أكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ألقى عشرات الآلاف من المنشورات باللغة العربية التي تدعو أهالي قطاع غزة للتعاون معهم، ولأكثر من مرة، خاصة أثناء حرب غزة الأخيرة، وما بعدها وتحديداً منذ شهرين. واقعة اغتيال القيادي البارز بحركة حماس محمود عبد الرءوف المبحوح، في دبي قبل شهر تقريباً كانت حلقة ضمن خطة محكمة لسلسلة اغتيالات لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية، أوضحت إسرائيل نيتها الشروع فيها. بيد أن نقل صحيفة معاريف الإسرائيلية لتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، يوم الثلاثاء الماضي من أن إسرائيل لن تدفع كل الثمن من أجل استعادة شليط، والجيش الإسرائيلي قام عدة مرة بعمليات عسكرية بهدف الإفراج عن أسرى إسرائيليين، وهو تهديد مباشر لآسري الجندي شليط في قطاع غزة من أن إسرائيل مستعدة دائما للقيام بمثل هذه العمليات العسكرية بهدف إطلاق سراح شليط كغيره من الأسرى الإسرائيليين. إسرائيل لم تتوقف عند حد هذا التهديد فحسب، وإنما قال رئيس الوزراء نتنياهو أيضا خلال زيارته للعاصمة الروسية "موسكو" التي بدأها الأحد الماضي إن إسرائيل معنية في إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حماس، لكنها لن تتراجع عن مواقفها التي عبرت عنها سابقا، ولا تنوي تقديم عروض أفضل لحماس، وهو التهديد الذي يحمل في طياته مضمون احتمال وجود معلومات استخباراتية لدى إسرائيل بمكان وجود الأسير شليط، وأنه يتثنى لإسرائيل فحسب اختيار الوقت المناسب لتنفيذ مهمة استعادة شليط من حركة حماس، نتيجة لتعاون بعض العملاء مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. المؤشرات حول قيام إسرائيل بعملية عسكرية خاطفة لاستعادة شليط بدت قوية، في ظل مماطلات مستمرة من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني من قِبل حماس، والوقت يمر وإسرائيل المستفيدة في ظل تدهور الأوضاع الاجتماعية، وتردي الأحوال الاقتصادية، ومدى استغلال إسرائيل لقلة الحيلة والإغراءات المادية للعملاء.