يدعو رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مجلس الوزراء الامني لاجتماع الاربعاء القادم للنظر في صفقة لتبادل أسرى فلسطينيين بجندي اسرائيلي اسير كجزء من اتفاق هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة. ويبذل اولمرت المنتهية ولايته محاولة اخيرة لاطلاق سراح الجندي قبل ترك منصبه. ورفض قبول اقتراح مصري لوقف اطلاق النار الى ان تفرج حماس عن الجندي جلعاد شليط مقابل مقابل مئات السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم اسرائيل. وقال مسؤول اسرائيلي كبير ان مجلس الوزراء الامني سيبحث وربما "يصرح بمعايير الصفقة" التي قد تشمل شليط يوم الاربعاء، وقال مسؤول ثان "انهم يبحثون ويناقشون" من الذين سيفرج عنهم مقابل شليط. ونقل مكتب اولمرت عنه قوله لوفد زائر من الكونجرس الامريكي انه سيقدم لمجلس الوزراء الامني الاربعاء اقتراحا "يهدف الى التعجيل بالافراج عن.. شليط" وايضا هدنة اوسع في القطاع الذي تسيطر عليه حماس. وقال المسؤول الكبير في حماس موسى ابو مرزوق من القاهرة، ان الحركة مستعدة لفتح ملف شليط للتفاوض. واضاف انه اذا كانت الحكومة الاسرائيلية تريد ان يعود شليط لبيته فيجب ان تدع الاسرى الفلسطينيين المحتجزين في اسرائيل يعودون لبيوتهم ايضا. وقال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة حماس المقالة انه كان قد تم التوصل "لاتفاق محدد" حول التهدئة الى ان اصر اولمرت في مطلع الاسبوع على اطلاق سراح شليط اولا. واضاف ان حماس تؤكد رفضها "لاي ابتزاز اسرائيلي". وتعتقد اسرائيل ان هجوم الشهر الماضي في قطاع غزة عزز موقفها ازاء حماس فيما يتعلق باطلاق شليط الذي اسره نشطاء فلسطينيون في غارة عبر الحدود عام 2006. واذا اراد سكان غزة اعادة اعمارها فانهم بحاجة الى ان تفتح مصر واسرائيل المعابر الحدودية كاملة وهو امر تعهد اولمرت بالا يفعله الى ان يعود شليط. وتطالب حماس بالافراج عن 1400 اسير فلسطيني مقابل شليط. واستعادت اسرائيل مرارا رهائن اسرى ورفات جنود قتلى من جيشها من خلال عمليات تبادل غير متوازنة الى حد كبير. وتعتقد اسرائيل ان شليط مازال حيا. ويقول دبلوماسيون غربيون ان اولمرت ربما يفرج عن حوالي الف اسير فلسطيني بينهم بعض نشطاء حماس الذين شاركوا في هجمات مميتة ضد اسرائيليين. وقبل تنفيذ صفقة مع حماس تنظر اسرائيل في اطلاق سراح زعيم الانتفاضة الفلسطيني مروان البرغوثي لتعزيز منافس حماس الرئيسي على السلطة فصيل فتح العلماني الذي يقوده الرئيس محمود عباس المدعوم من الغرب. وقال مسؤول اسرائيلي ثالث في اشارة الى الجهود لتعزيز فتح من خلال اطلاق سراح البرغوثي "نحن نفكر في تلك الامور." وقال دبلوماسيون غربيون ان اطلاق سراح البرغوثي يمكن ان يساعد فتح ولكنه يمكن ان يعجل برحيل عباس الذي بعث برسائل متضاربة حول نيته في خوض الانتخابات مرة اخرى. وتقول حماس انها لم تعد تعترف بعباس كرئيس لان فترة رئاسته انتهت. وتنظر اسرائيل ايضا في اعطاء قوات الامن التابعة لعباس سلطة اكبر في بعض اجزاء الضفة الغربيةالمحتلة حيث يوجد مقر حكومته. وبعد الانتخابات غير الحاسمة في اسرائيل الاسبوع الماضي فربما تشهد البلاد معركة ممتدة حول من يحق له تشكيل الحكومة مما يعطي اولمرت بضعة اسابيع للمناورة. وتعتقد اسرائيل ان حماس تريد ابرام اتفاق قبل تولي حكومة اكثر تشددا ربما يقودها الزعيم اليميني بنيامين نتنياهو. وقال مسؤول اسرائيلي كبير "التوقيت عامل (مؤثر) هنا لان اولمرت يريد ان يترك وراءه سجلا نظيفا ونتنياهو يريد ان يتولى السلطة بدون ان تخيم قضية شليط فوق رأسه." (رويترز)