هناك مسلسلات تليفزيونية كثيرة قيّمة وتحقّق نجاحات هائلة على مستوى العالم، لكن لا يُدركها الجمهور لأنها لم تصل إليه عبر قنواته، أو لأن أعمالا أقل في القيمة والجودة استحوذت على دعاية أكبر.. وهنا سنحاول أن نعيد مشاهدة تلك الأعمال لنستمتع بها، وندلّكم على القنوات والمواقع التي يمكنكم مشاهدتها بها. تهتم المسلسلات الأمريكية بعالم الجريمة بشكل خاص، وأفضل أعمالها تدور في هذه الأجواء، وكأن الولاياتالمتحدة صارت مرتعا للمجرمين الأذكياء الذين يحتاجون إلى عباقرة في فن الاستنتاج من أجل الكشف عن جرائمهم! وبينما يغدو العالم الحقيقي أكثر واقعية، حيث هناك جرائم حملت لقب "الجريمة الكاملة" رغم بساطتها، وجرائم أخرى كُشفت بالصدفة رغم تعقيدها الشديد، إلا أن مسلسلات الجريمة تنحو بشكل مغاير، لتحتاج إلى مستشار عبقري من طراز باتريك جاين، ذلك الخبير الذي يستخدم طرق الإيحاء النفسي، والتلاعب بالعقول، حتى يكشف عن حقيقة الجريمة ومرتكبها. كان باتريك جاين – الذي يؤدي دوره الممثل الأسترالي الموهوب سيمون بيكر- يعمل في البداية في سيرك، مستخدما مهاراته في النصب على الناس، مدعيا أنه وسيط روحي يتصل بعالم الموتى، ثم ترقّي في عمله المهني، وصار له اسم ومتابعون، حتى ارتكب الخطأ الأكبر في حياته. فقد ظهر إلى الوجود السفاح الخطير ريد جون "جون الأحمر"، والذي يترك خلفه- على مسرح الجريمة وبالقرب من قتلاه- رسما بدم الضحية على الحائط يمثل وجها مبتسما! المهم أن باتريك هذا ظهر على شاشة التليفزيون، وأعلن تحديه السافر لذلك المجرم المرعب، وكانت النتيجة أن ذلك الأخير قام بقتل زوجته وابنته الوحيدة في جريمة بشعة، انهار على إثرها الزوج والأب المكلوم، وقضى وقتا في مصحة نفسية، قبل أن يقرر أن لحياته منذ الآن هدفا واحدا وهو: الإمساك بريد جون وقتله! ومن أجل تحقيق هذه الغاية، ينضمّ باتريك جاين لفريق الجرائم الذي تقوده الشرطية البارعة تيريزا ليزبن، وبالفعل، يحتكّ بعدوه اللدود أكثر من مرة، سواء بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، فالمشاهدون لا يعرفون وجه جون الأحمر الحقيقي! ما يميز المسلسل خلطته الأقرب للإنسانية أكثر من المسلسلات الأخرى المماثلة؛ فالبطل هنا بشريّ من لحم ودم، وليس مهتما بالجريمة وتحقيق العدالة كهدف سامٍ.. في الواقع هو يريد الانتقام صراحة من قاتل زوجته وابنته، ثم ليحدث بعدها ما يحدث، فلن يكترث ولن يهتم.. إنه إنسان محطم، تعيس، أكله الانتقام من الداخل، ولم يعد ينظر للحياة من زاوية أخرى مختلفة.. فقط السواد المطبق! برع الممثل سيمون بيكر في أداء الشخصية باقتدار فائق، بحلته التي لم يغيرها منذ الحلقة الأولى، وبوجهه الطفولي، وبسيارته القديمة المتهالكة، وبعدم اهتمامه بالقيم أو الماديات في ذات الوقت. فلا شيء يهتم به سوى الانتقام. على الجانب الآخر نرى الممثلة روبين تاني تؤدي دور الشرطية تيريزا ليزبن، وهي امرأة مجتهدة وعملية، والوحيدة التي تفهم باتريك أكثر من غيره، وهناك علاقة مودة بينهما لم تقع في فخ الحبّ المعتاد كعادة هذه المسلسلات. الطريف أن عناوين معظم حلقات المسلسل – التي ما زالت تمتد عبر 5 مواسم متتالية- تنتمي بشكل أو بآخر إلى اللون الأحمر ومشتقاته، وكأن كل الجرائم التي يقابلها باتريك جاين سُلَّم إلى هدفه الأعظم، أو كأن كل المجرمين ينتمون بطريقة أو بأخرى إلى سيدهم جون الأحمر! حقق المسلسل نجاحا ساحقا، منذ تم إطلاقه في عام 2008، ويُعرض منه الآن الموسم الخامس على قناة MBC Action كل أربعاء من كل أسبوع، ويمكن شراء المواسم السابقة من منافذ البيع القانونية في مصر، أو من موقع أمازون الشهير. شاهد أحد مشاهد المسلسل من هنا إضغط لمشاهدة الفيديو: شاهد تريلر المسلسل من هنا إضغط لمشاهدة الفيديو: