كتب: سعيد الكحل أطلقت صحيفة الأهرام المصرية في عددها ليوم الإثنين 11 فبراير 2013 تحذيرا للأجهزة الأمنية بضرورة التحرّك العاجل والتحرّي الدقيق والموضوعي من المعطيات التي كشف عنها بعض المسئولين الألمان -وفي مقدّمتهم وزير الداخلية هانس بيتر فريدريش- والتي تُفيد بوجود عناصر من السلفيين الألمان ذوي الأفكار المتطرّفة في محافظة مرسى مطروح. وطبقا لتصريحات هانس بيتر فريدريش -وزير الداخلية الألمانية- الذي قال إن مصر تحوّلت خلال الأشهر الأخيرة إلى مركز جذب للجهاديين والسلفيين المتطرّفين من ألمانيا، وكذلك هنا تصريحات على لسان هانس جيورج ماسن -رئيس جهاز حماية الدستور الألماني- الذي قال: "إن أجهزته رصدت سفر نحو 60 سلفيا متشدّدا من ألمانيا إلى مصر منذ الصيف الماضي". وسبق لصحيفة شتوتجارتر ناخريشتن الألمانية أن نشرت تقريرا حول هذا الموضوع حذّرت فيه بوضوح مِن تحوّل محافظة مرسى مطروح إلى مركز للجهاديين الألمان الذين يتنقّلون عبر الحدود المصرية-الليبية. ومن شأن هذه المعلومات -التي كشف عنها المسئولون الألمان- أن يكون لها تأثير سلبي مباشر على حركة السياحة الألمانية، على الخصوص، والسياحة الأوروبية عموما، نحو مصر؛ خصوصا أن قطاع السياحة يشكّل المرد الرئيسي لخزينة الدولة. الأمر الذي يفرض على المسئولين المصريين أن يُبادروا بالتحقيق والتحرّي في مدى صحة هذه التقارير، واتخاذ التدابير اللازمة لطمأنة الرأي العام المصري، واتخاذ الإجراءات المناسبة لتلافي أي خطر ممكن، فضلا عن طمأنة الرأي العام الألماني حتى لا تتأثّر حركة السياحة الألمانية في مصر، وجدير بالإشارة أن سيناء شهدت أعمالا إرهابية نفّذتها مجموعات متطرّفة ضد قوى الجيش والأمن خلال الصيف الماضي، وما زالت تنفّذ أعمالا إرهابية وتشكّل تهديدا لأمن مصر واستقرارها. وكان آخر هذه الأعمال الإجرامية، الهجوم المسلّح الذي قامت به مجموعة مسلحة يوم الإثنين 11 فبراير الجاري بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية؛ حيث استهدفت حاجزا أمنيا بطريق بلبيس-السلام الصحراوي، وأطلق عناصرها النار على الضبّاط ورجال الأمن، ثم انسحبوا بعد ذلك دون أن ترد أخبار عن وقوع إصابات. يُضاف إلى خطر توافد عناصر ألمانية متشدّدة إلى مصر، خطر آخر ويتعلّق باحتمال تسرب العناصر المتطرّفة الفارة من القتال بشمال مالي؛ فقد أكّدت تقارير صحفية وأمنية عن فرار قيادات من الطوارق ومن التنظيمات المتطرّفة الموالية لتنظيم القاعدة نحو دارفور عبر ليبيا. ويوجد احتمال كبير بخصوص تسلل العناصر المتطرّفة إلى داخل مصر؛ خصوصا أن الأوضاع الأمنية هناك متدهورة بشدة؛ بسبب الاحتقان السياسي وحركة الاحتجاج التي تعمّ مصر. نُشر بموقع السكينة