كشفت صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية وموقع "تيك دبكا" الإسرائيلي، المختص بشئون الأمن والاستخبارات، أن حزب الله أتم تدريب 5000 آلاف عنصر على القيام بعملية نوعية جديدة باقتحام أراضي الدولة العبرية، والسيطرة على المستوطنات الموجودة بالجليل (منطقة قريبة من الحدود اللبنانية). وأشارت مصادر استخباراتية إسرائيلية إلى أن خطة حزب الله ستكون مرتبطة على الأغلب بقيام إيران بقصف المفاعلات النووية الإسرائيلية، وسيكون من المرجح أن تفتح سوريا وحماس جبهتين أخريين بخلاف الجبهة اللبنانية والإيرانية في هذه الحالة. وكشفت مصادر استخباراتية أمريكية أن حزب الله والحرس الثوري الإيراني عملا في العام الماضي على إنشاء خمسة ألوية من القوات الخاصة التابعة للحزب وتدريبها، وتتركز مهمتها الأساسية على احتلال أجزاء من الجليل، إضافة إلى إحداث حالة من التمرّد المسلّح في وسط عرب إسرائيل في مواجهة أي حرب مقبلة. وأضافت المصادر الاستخباراتية أن قوات حزب الله تدرّبت جيداً، وهي في مستوى قتالي يُشبه مستويات القوات الخاصة الأمريكية والإسرائيلية، مضيفة أنه جرى تقسيم ال5000 آلاف مقاتل إلى 5 ألوية يقوم كل منها بمهمة محددة وتم تدريبها على مهمتها بشكل مفصل. وتشمل مهام وحدات حزب الله احتلال مدينة نهاريا التي يبلغ تعداد سكانها 55 ألف نسمة، للسيطرة على أكبر عدد من الإسرائيليين كرهائن لمنع شن هجمات إسرائيلية مضادة، فضلاً عن قطع إمدادات الجيش الإسرائيلي، ومحاولة الوصول لقرى عرب 48 لإثارة الاضطرابات بينهم وقطع الطريق البحري الإسرائيلي. وتم تكليف اللواء الرابع بالعمل في القطاع الشرقي في جنوب لبنان، واحتلال مناطق في المستوطنات الإسرائيلية الآتية: المالكية ورموت نفتالي ويفتاح ومستوطنات تل هار يوشع، ما يمكّن حزب الله من السيطرة بالنيران عن بُعد على المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في أجزاء من إصبع الجليل، أما اللواء الخامس فقالت التقارير الإسرائيلي إنه لواء احتياط استراتيجي، دون أن يحدد وظيفته. والغريب في هذه التقارير الإسرائيلية أنها تقترن مع تحذيرات متعددة في واشنطن وتل أبيب من أن حزب الله يطوّر قدراته بشكل غير مسبوق، خاصة في الصواريخ التي يمتلكها والتي أكدت التقارير أن الحزب حصل على صواريخ طويلة المدى وشديدة القوة التفجيرية من إيران. ولا تشير خطط الحزب فقط إلى تطور مستواه العسكري، ولكن إلى تغيّر النظرة إلى إسرائيل التي أصبح الحزب (ومعه إيران وسوريا) يرون أنه يمكن مهاجمتها وليس صد عدوانها بنجاح مثلما حدث في حرب 2006، بما يعني الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم. ويبدو أن إسرائيل نفسها تعلم بتطور قدرات أعدائها، وهو ما اتضح من خلال إقرارها برنامجا لتوزيع أقنعة واقية من الغاز على كل سكانها خلال عامين مع البدء بأماكن الحدود اللبنانية، كما توسعت تل أبيب في إقامة الملاجئ الحصينة، وامتنعت عن تنفيذ خطط قديمة لتعمير المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية؛ خوفا من تدميرها بعد ذلك. واللافت هنا أن حزب الله لم يصدر أي نفي لما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، مما يشير إلى أن هذه الخطط قد تكون صحيحة، حيث اعتاد الحزب نفي أية بيانات إسرائيلية كاذبة، كما أن تخصيص الحزب ل5000 عنصر لتلك المهمة يؤكد أنه زاد من عدد عناصره، حيث كانت التقديرات تشير إلى 15 ألف مقاتل فيما قبل، ولا يمكن تخصيص ثلثهم لمثل هذه المهمة. كما يبدو واضحاً أن معسكر "إيران - سوريا - حزب الله - حماس" مصرّ على أن تكون الحرب القادمة هجومية، حتى أن الطرف الأضعف في المعادلة (سوريا) أكدت على لسان وزير خارجيتها أن أية حرب في المنطقة ستطال المدن الإسرائيلية كلها، بما يؤشر بأن الدولة العبرية ستعاني أياما صعبة؛ لأنها لم تتعرض لأي حرب هجومية منذ عام 1973.