في البداية أود أن أشكركم على ما تبذلوه من جهد للرد علينا في أمور نحتاج فيها إلى آراء الآخرين والمختصين.. أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، وتقدم لي شاب يحمل الكثير من الصفات الطيبة، ومنها الاحترام والخجل اللذان نادرا ما يكونان موجودين في صفات الشباب حاليا؛ ولكن المشكلة توجد في أن والديه أقارب، ونتج عن زواج الأقارب أخ وأخت له لديهم كهرباء زائدة؛ ولكن له أيضا أخت بصحة جيدة ولم تعانِ من شيء، وهو أيضا بصحة جيدة.. المشكلة في أنني خائفة من الموافقة عليه، ثم يأتي أولادي مثل إخوته الذين لديهم كهرباء وتوفاهم الله بهذا المرض؛ لذا أريد أن أعرف: هل هذا ممكن أن يكون وراثياً؟ مع العلم أن والديه بصحة جيدة تماما، وعائلته كلها لم تعانِ من أمراض وراثية، وأيضا فأنا أنظر للموضوع بشكل آخر، وهو أنه ممكن أن يصاب المرء بأمراض بدون أمراض وراثية وتكون مهلكة له أنا محتارة.. F
أصدقك القول أن الدراسات العلمية أثبتت أن نسبة الوراثة لمرض الصرع لا تتعدى 1% في العائلة إن كانت حالات الصرع غير متكررة فيها؛ ولكن في حالة زوجك حالة الصرع متكررة في أسرته؛ فبالتالي فالنسبة ستكون أعلى، ولكي تستطيعي أن تقرري إكمال مشوار الزواج منه أو لا؛ فعليك أن تعرفي بعض الحقائق عن هذا المرض؛ فهو له أكثر من نوع ودرجة؛ فهناك نوع من الصرع يحتاج لمواظبة لفترة معينة ويتوقف العلاج، وهناك علاج يتطلب المواظبة طول العمر دون إهمال لتظل الحالة مستقرة، وفي كل الأحوال كل ما عليك هو الكشف الطبي المتخصص للمخ والأعصاب لأطفالك لمعرفة النوع والدرجة والاحتياطات اللازمة، وغالباَ ستحافظين معظم الأوقات على التالي: - أن ينام الطفل ما لا يقل عن 8 ساعات متواصلة ليلاَ. - ألا يتعرض لوجوده في مكان مظلم؛ خاصة لو كان هناك شخص يتحرك في هذا الظلام، فلا يجوز وجوده مثلا في سينما أو الجلوس أمام التليفزيون أو الكمبيوتر في حجرة مظلمة. - المواظبة على عمل تحاليل لوظائف الكبد للاطمئنان كل 6 أشهر. - عدم التعرض لضغط نفسي أو عصبي. على أية حال هذا المرض لو تم وراثته سيكون له طريقة للتعامل معه بشكل جيد حتى لا يكون مشكلة كبيرة، والمهم هو أن تجيبي على هذا السؤال بصدق ووضوح: "هل ستتحملين تلك المواظبة مقابل ما ستجدينه من زواجك به أم لا؟"، فلا يجوز أن نتوقع من أنفسنا أكثر مما تتحمله، ولا يجوز أن نتصور أن الحياة آمنة من كل شيء؛ فقد يصاب المرء السليم بعد زواجه بأمراض لم يكن يتوقعها، فالموضوع موضوع وضوح وقدرات، وكلما صارحنا أنفسنا بحقيقة قدراتنا وطاقتنا قبل الدخول في وضع جاد كلما كان الوضع أفضل.