وصف أحمد أبو الغيط -وزير الخارجية الأسبق- الرئيس المخلوع حسني مبارك بأنه "شخص وطني"، وأن مَن يُنكِر ذلك "هو شخص جاحد"؛ وذلك بحسب تعبيره. وأضاف أبو الغيط -خلال حواره ببرنامج "الحياة اليوم" الذي يُذاع على قناة الحياة- أن مبارك علاقته بالسلطة بدأت منذ أن كان نائبا للرئيس الراحل أنور السادات؛ أي منذ أكثر من 35 عاما، مشيرا إلى أن طول تلك الفترة جعلته يشعر بالملل. وتطرّق أبو الغيط إلى السيارة المصفّحة التي انتقاها مبارك؛ فقال: "في عام 1994 طلب من سفارات مصر بروما وباريس وعدة عواصم أخرى عروضا وأسعارا للسيارات المصفّحة ليختار مبارك إحداها"، مضيفا: "حينما ركب مبارك السيارة الإيطالية المدرّعة التي رشّحتها له بصفتي سفير مصر بإيطاليا أعجبته، لكنه رفضها؛ لأن سعرها غالٍ، واختار عرض السيارة الفرنسية؛ لأن مبارك كان حريصا في التعاملات المادية". ورفض أبو الغيط الاعتداء الذي تعرّض له أحمد ماهر -وزير الخارجية الأسبق- عندما كان يزور القدس، معلّقا على ذلك بقوله إنه كان "شيئا محزنا للغاية، وكان نقطة تحوّل في العلاقات الدبلوماسية المصرية". وأوضح وزير الخارجية أن مبارك كان يتدخّل في أدقّ التفاصيل الخاصة بالزيارات الخارجية وحركة السفراء، وأنه كان يوجّه لعدم الصدام مع بعض الدول؛ وعلى رأسها دول الخليج. وأشار أبو الغيط إلى أن الرئيس المخلوع كان لا يزور عددا من الدول الأوروبية مثل ألمانيا؛ رغم أنها الدولة الأكثر استثمارا في مصر، كما كان يزور إنجلترا دون الاقتراب من لندن لأسباب شخصية؛ مفسّرا: "من وجهة نظري، مبارك كان لا يصل إلى لندن؛ لأنه ذات مرة زار فيها لندن تظاهر في وجهه عشرات المصريين الرافضين له دون تدخّل من الحكومة الإنجليزية". وعن العلاقات المصرية-الأمريكية في ظلّ حكم الرئيس المخلوع؛ قال أبو الغيط: "مبارك امتنع عن زيارة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمدة 5 سنوات لوجود بعض الخلافات"، مشيرا إلى أن مبارك رفض أن يُشارك أمريكا في الحرب على العراق، وهو ما دفعه لأن يقول ذات مرة "أمريكا لم تعد تريد استمراري". وكشف أبو الغيط أن المخابرات المصرية ساعدت الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يُسمّى ب"الحرب على الإرهاب الدولي"، لافتا في الوقت نفسه النظر إلى أن مبارك شكّك في أحداث 11 سبتمبر، وفي أن يكون تنظيم القاعدة مَن قام بها، مبيّنا أن مبارك في حكمه كان يعتمد على خبرته الطويلة وما رآه طوال عمره. واستطرد: "علاقة أمريكا بمصر لها عدة أهداف على رأسها الوجود الإسرائيلي"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القبض على أيمن نور -رئيس حزب الغد الجديد- أتاح الفرصة لأمريكا للضغط على مبارك.