قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل إن العالم العربي هو مَن يدفع تكاليف تدخّل الحلف الأطلنطي (الناتو) في ليبيا، والذي كان معدّا ومحدّدا قبل تطوّر الأمور هناك. وأكّد هيكل -خلال لقائه مع برنامج "مصر أين وإلى أين" cbc- أن القاهرة طلبت من مجلس الأمن فرض حظر جوي في ليبيا؛ حتى لا يضرب معمر القذافي شعبه بالطائرات. وتابع هيكل: "وصدر قرار مجلس الأمن بأن يقوم الحلف الأطلسي بهذه المهمة، وكانت حجة الدول العربية في ذلك أنها ليست لديها الوسائل لكي تفعل ذلك". وبيَّن أنه كان بإمكان العالم العربي أن يتدخّل في الأزمة الليبية، ولكن "الناتو" كان متوليا للأمور منذ البداية، والعالم العربي أعطاه هذا التفويض. واستطرد هيكل قائلا: "لقد طلب مجلس قيادة الثورة الليبية من مصر حضوري، وذهبت بالفعل إلى هناك، وقابلت القذافي الذي كان يحبّ مصر، ولكنه لم يكن يفهمها بالصورة الصحيحة، وكان لديه آمال كبيرة وطموحات عن الوحدة العربية". وواصل: "القذافي كان شخصية جاءت من الفضاء، وكتبتُ عنه في مؤتمر القمة العربية "طرزان في الرباط"، وقد كان يتعامل من منطلق قِبلي؛ حيث كان شخصا قادما من خيمة". وتابع هيكل أن ليبيا دفعت سنة 1973 ما يُساوي مليار دولار بأسعار الآن وكذلك دفعت السعودية الكثير، وأن القذافي عانى فيما بعدُ من حالة إحباط ورعب، بعد حرب العراق ومصير صدام حسين. وأشار هيكل إلى أن القذافي كان يصرّ على حضور حفلات "البونجا بونجا" في إيطاليا كنوع من أنواع الجهاد؛ لأنه سمع عن أن موسولوني عندما هَمّ لزيارة ليبيا -وهو ما لم يحدث بحسب هيكل- أعدّوا له 12 فتاة ليبية جميلة، وبالتالي فقد أراد أن يرد وينتقم بنفس الطريقة. وأكّد هيكل صعوبة حدوث الوحدة الكاملة في ليبيا إلا من خلال شخص بعينه مثل السنوسي، مؤكّدا أن مصر ستتأثّر بعد حدوث تلك الوحدة، من خلال المصريين الذين عادوا من ليبيا، ومن الصعب أن يعودوا إليها مرة أخرى.