قال جمال خاشقجي -الكاتب والمحلل السعودي- إن تنظيم القاعدة دُفن في ميدان التحرير، وإن ثورات الربيع العربي قضت على مبرر وجود الجماعة التي كانت تضع هدف إزالة الأنظمة القمعية نصب أعينها. وتابع خاشقجي -خلال حلقة اليوم لبرنامج "بهدوووء" على شاشة cbc- أنه لا مجال للحديث عن وجود تعاون بين تيار الإسلام السياسي في مصر وبعض دول الربيع العربي من جانب وتنظيم القاعدة من جانب آخر؛ لأن هناك خلافات فكرية بينهم، وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا يطلقون على القاعديين في أفغاستان "المكفراتية". وواصل خاشقجي أن دول الخليج العربي ما زالت متوجّسة من الجانب الإيراني، ولكن هذا التوجس سيتحول لحالة هجوم وسط ظهور بوادر على نجاح الثورة السورية، وكذلك بوادر الربيع العربي السني في العراق، وكذلك خطبة الشيخ يوسف القرضاوي المعادية لإيران في الأزهر، بالتالي ستتحول إيران للدفاع عن نفوذها، خاصة أن الحرس الثوري الإيراني يقاتل في سوريا. أما الخبير الأمني سامح سيف اليزل فأكد أن وجود محمد الظواهري على رأس تنظيم القاعدة يطرح تساؤلات حول احتمالية إقدامها على تنفيذ عمليات في مصر، مستشهدا في ذلك برفع أعلامها في أكثر من مناسبة، ولكنه في الوقت نفسه يستبعد أن يكون لهم عناصر مباشرون على الأرض، ولكن هناك من يعتنق فكرهم، مثلما حدث في العريش في أكثر من مناسبة. أما اللواء أحمد عبد الحليم -الخبير الأمني- فيرى أنه عقب عملية تفجير برجي مركز التجارة العالمي حدث تغيير في تخطيط القاعدة من خلال استبعاد فكرة مركزية التنظيم، وعمل ما يسمى بالخلايا النائمة التي لا تعرف شيئا عن بعضها، ووحده من يحركهم هو من يعرف عنهم كل شيء، وأن هناك كلاما عن وصول هذه الخلايا إلى داخل إسرائيل نفسها، ولكنها ما زالت لا تمارس نشاطا. ويرى سيف اليزل أنه قد يكون هناك ضربة استباقية إسرائيلية أو أمريكية لإيران خلال شهر يوليو؛ وذلك بسبب تصريحات المسئولين الأمريكيين التي أكدت أن جميع الخيارات مفتوحة للتعامل مع الملف الإيراني، كما أكد وزير الدفاع الأمريكي أن هناك تنسيقا أمريكيا-إسرائيليا لمنع إيران من الوصول إلى مرحلة تصنيع قنبلة نووية في شهر يوليو القادم. ويعتقد سيف اليزل أن الآلاف من أجهزة الطرد الإيرانية تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20% فأكثر مع وضع صواريخ باتريوت في جنوب أوروبا تحسبا لأي صواريخ محتمل إطلاقها من إيران؛ دفاعا عن نفسها ضد الهجمات المتوقعة من الجانب الأمريكي والروسي، وكل ما سبق يؤكد أن بوادر هذه الضربة تلوح في الأفق.