رأى خبراء سياسيون أن إيران خسرت معركة العلاقات العامة مع الشعوب العربية بسبب طريقة تعاملها مع احتجاجات البحرين، حيث فسر الشارع العربي موقفها بالسعي لحرب طائفية فيما ظهرت إيران بدعمها لنظام الأسد ضد الانتفاضة الشعبية وكأنها تقدم المصالح السياسية علي قيم العدالة والحرية. وأشاروا إلى أن ايران تحدد أنماط علاقتها وتحالفاتها مع الدول العربية وفقا للمواقف العربية تجاه طموحاتها الاقليمية كما أن قوة إيران من صنع الآخرين وعبر استغلالها الأخطاء الأمريكية لأنها تركز علي مصالحها وتستدعي الأيدولوجيا عندما تكون متسامحة مع هذه المصالح رغم أنها أثبتت قدرتها علي قراءة المعطيات الموجودة علي الأرض. وأكد اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاسترايجية أن ايران عامل قلق وعدم ارتياح بسبب تمسكها باحتلال الجزر الثلاث كما أشار إلي مساعدتها الحوثيين في دخول الحدود السعودية موضحا أن سعي إيران لامتلاك القنبلة النووية لتكون في الواجهة الدولية للضغط علي الولاياتالمتحدة. واستبعد أن تقوم ايران بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج موضحا أن مصر ستتأثر في حالة اطلاقها صواريخ علي إسرائيل مؤكدا دعمه لإيران كدولة إسلامية قوية، لكن الداخل الايراني وما يدور في الدوائر السياسية الايرانية بشأن علاقات طهران مع الدول العربية والعالم محل تساؤلات. وأضاف أن القضية الفلسطينية لم تكن محل اهتمام ايران حتي في حكم الخوميني وحتي السنوات الأخيرة وأنها بدأت تهتم بها لأنها تدرك مدى حساسيتها ومركزيتها للدول العربية فكانت مدخلا للتقارب كما تقوم السياسة الايرانية علي البرجماتية للحفاظ علي مصالحها ومن ثم فلها مصالح مباشرة في دعم القضية الفلسطينية . ومن جانبه أكد محمد عباس ناجي الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن ايران حددت انماط علاقتها وتحالفاتها مع الدول العربية وفقا للمواقف العربية تجاه طموحاتها الاقليمية التي استمرت قبل وبعد الثورة. وأوضح أن التوتر المستمر علي علاقتها مع مصر وتحول علاقتها مع سوريا إلي شراكة إستراتيجية أو تحالف إستراتيجي واتسمت علاقتها مع السعودية والعراق بالصراع علي النفوذ والهيمنة في منطقة الخليج. وقال إن ذلك يعكس عدم وجود رؤية عربية موحدة إزاء العلاقات مع ايران فضلا عما يسمى ب"مدركات التهديد "وهو رؤية هذه الدول لإيران التي تتراوح بين العدو والصديق حيث حددت هذه الدول مستوى تفاعلاتها وعلاقتها مع ايران. واضاف أن ايران مثلت لسوريا ظهيرا اقليميا وحليفا استراتيجيا في مواجهة الضغوط الدولية والأمريكية بعد غزو العراق فيما اعتبرت مصر والأردن والمغرب ودول الخليج أن طموحاتها الاقليمية والنووية تؤثر علي مصالحها وأمنها القومي. وأوضح أن ايران هي الدولة الوحيدة التي لم تتعرض لهجمات من تنظيم القاعدة كما أن هناك قوى شيعية ليست حليفة لها كما أن المذهب الشيعي لا يطغى على سياستها مثل مع حماس مشيرا لرفضها ارسال متطوعين لغزة لمساعدة الفلسطينيين خلال الحرب الاسرائيلية. وقالت مروة حامد الخبيرة في الشئون الايرانية والخليجية: إن الموقف الايراني ازاء حركات الاحتجاج العربية اتسم بالتدرج والتفاوت وفقا لمستوى العلاقات مؤكدة أنه من الصعب الحديث عن تغير محوري في حركة العلاقات بين طهران والقاهرة. وقالت: إن التغيير الناجم عن الربيع العربي يمكن ان يخلق حقائق جديدة تؤثر علي التوازن الاستراتيجي مما قد يربك الحسابات الايرانية في المنطقة موضحة ان ايران خسرت معركة العلاقات العامة مع الشعوب العربية بسبب طريقة تعاملها مع احتجاجات البحرين حيث فسره الشارع العربي ذات أبعاد طائفية فيما ظهرت إيران بدعهما لنظام الأسد ضد الانتفاضة الشعبية وكأنها تقدم المصالح السياسية علي قيم العدالة والحرية.