السلام عليكم.. أولا: أنا باشكر الموقع ده وكل القائمين عليه، وأنا باعتبره الموقع المفضل بالنسبة ليّ. ثانيا: أنا عندي أكتر من مشكلة، أو بمعنى أدق أكتر من موضوع عايز أتكلم فيه مع حد باثق فيه ويقول لي على الطريق الصح. بس أنا هاتكلم في موضوع واحد بس النهاردة، على أساس إني لازم آخد فيه قرار الأيام دي. المشكلة فيّ إن أنا دلوقت باخلص ورق الجيش والمفروض إني هابدأ شغل بعدها وأدخل في دوامة الحياة. ووالدي المفروض إنه هايدخلني في شغل كويس جدا كمان، بس أنا كل تفكيري الأيام دي إن أنا مش عايز أشتغل أي حاجة في الدنيا غير حاجة بحبها، وأنا بحب الكتابة قوي سواء مقالات أو قصص اللي ناس كتير أعرفها قرأوا الحاجات اللي أنا باكتبها وأعجبوا بها جدا. بس أنا مع الأسف عايش في صراع كبير بين حاجتين ومش عايز أتكلم مع حد في الموضوع ده لإن محدش هيفهم قصدي. المشكلة الأولى حبي للكتابة بصورة مبالغ فيها، ده غير الموهبة اللي المفروض إنها عندي. المشكلة التانية إن أنا حاسس إن الموضوع ده حرام أو غلط (تأليف القصص على أساس إنها أفلام) وده اللي مخليني مش عايز أتكلم فيه مع حد على أساس إنه مش هياخد باله من موهبتي وحبي في الكتابة. علشان كده لازم آخد رأي حد يكون فاهم ومقدر حالتي، وأخيرا آسف للإطالة بس كان لازم أشرح الحالة اللي أنا فيها كويس.
mambo
عزيزي.. دعني أتناول أولا مسألة "تحريم الكتابة" تلك التي تتحدث عنها، من قال إن الكتابة "حرام"؟! ماذا عن تراثنا العربي وما فيه من كتابات ومقالات وقصص؟! هل كل ذلك حرام؟! أم أنك تقصد فقط ما يتحول منها إلى أفلام؟ وحتى هذا النوع الأخير ليس محرما بالمطلق، فما دام العمل الدرامي ليس به ما يخالف الدين والأخلاق فلا حرمانية في الأمر. إنما الحرام منه ما فيه ابتذال وعري ودعوة للموبقات، فدعنا لا نكون من المتزمتين المتعنتين، وأرجوك لا تقل لي "وأين العمل الدرامي الخالي من الموبقات؟" فالكاتب لو أراد أن يكتب عملا نظيفا فلن يوقفه شيء، وانتشار الإسفاف والابتذال لا يعني أنه السبيل الوحيد، فكثير من الكتّاب والفنانين يقدمون أعمالا درامية محترمة تضيف إلى المحتوى الأخلاقي لا تنتقص منه. أما عن مسألة وأدك موهبتك، فهو الحرام بعينه؛ لماذا تتمسك بتلك الفكرة الخاطئة تماما عن أن الاشتغال بالموهبة عبث ومضيعة للوقت وأنه أمر "بلا مستقبل"؟! ألا يمكنك مثلا أن توفق بين عملك كمصدر مستقر للدخل وموهبتك كنشاط إضافي تحتاج إلى إظهاره للنور وعرضه على المهتمين؟ ثم بعد ذلك عندما يوفقك الله لأن تصبح موهبتك صالحة عمليا لتكون مصدرا مستقرا للدخل، يمكنك أن تتحرر من الوظيفة وتركز على الكتابة. كثيرون مارسوا العملين الأدبي والوظيفي أو المهني، ولدينا أمثلة حالية: د. علاء الأسواني يمارس كلا من الكتابة وطب الأسنان، د. أحمد خالد توفيق يمارس الكتابة والتدريس الجامعي، د. نبيل فاروق مارس الطب لفترة طويلة قبل أن يتفرغ تماما للأدب، وهكذا.. الأمر ليس مستحيلا، فأرجوك تحرر من النظرة المصرية التقليدية العقيمة للأدب على أنه "شغل عواطلية" كما قيل لي ما يعني ذلك من قبل. ولو أنك ترغب في مراسلة "بص وطل" بأعمالك لترى النور فلماذا لا تجرب ذلك؟! معظمنا هنا بدأنا هكذا، فلماذا لا تحاول أن تحصل على فرصتك؟! فكّر في كلامي يا عزيزي، وبالله عليك، عامل موهبتك بتقدير أكثر مما تفعل، تحياتي..