شيماء منير أكّد الدكتور محمد مصطفى -مدير مستشفى أحمد ماهر- وفاة الناشط السياسي مهند سمير إكلينيكيا، بعد أن توقّف قلبه عن العمل.
وأشار مصطفى اليوم (الثلاثاء) إلى أن التقرير الطبي لمهند أظهر وجود العديد من بِلي الخرطوش على الجانب الأيسر من الجمجمة، وهو ما أسفر عن شروخ بالجمجمة، وإحدى الشظايا عَبَرت جدار الجمجمة من الناحية اليسرى. وتابع أنه وفقا للتقرير الطبي أُصيب مهند بطلق ناري خرطوش من مسافة قريبة، ونبّه إلى أن الإشاعات المقطعية الخاصة به أظهرت وجود كسر في عظام الجمجمة والفقرات العنقية، وتهتّك بجذع المخ، مع وجود بِلي خرطوش في جذع المخ. وفي سياق متصل، طالب الدكتور محمد فتوح -رئيس جمعية أطباء التحرير- من وزارة الداخلية سرعة تعقّب الجناة مرتكبي الحادثة، وأضاف: "هناك تطابق في أسلوب اغتيال رموز الثوار الذين يشتركون في كونهم شهودا ثقات على وقائع خطيرة وشهود عيان على مجرمين؛ بدءا من فضيلة الشيخ عماد عفت، والحسيني أبو ضيف والطالب مهند سمير؛ فجميعهم اغتيلوا بنفس الأسلوب بطلق ناري من مسافة قريبة في الرأس بهدف القتل المباشر، وما زال الجناة طلقاء والحق ضائع فيما يزيد على عام". وحمّل محمد فتوح الرئيس محمد مرسي مسئولية الحادثة، مؤكّدا أن عليه القصاص من القتلة، وعدم الاكتفاء بتحميل الأمر لطرف ثالث أو أيادٍ خفيّة، وإلا ليتحمّل النظام الحاكم مسئولية اغتيال الثوار؛ وذلك على حد قوله. وعلى جانب آخر، كشفت والدة مهند عن أملها في عودة الوعي مرة أخرى لنجلها، وأنها لم تيأس من شفائه، رافضة اعتباره ميّتا وأن شفاءه ميئوس منه؛ خصوصا أن درجة الوعي تزايدت من 4 إلى 8 درجات، واستطاع تحريك يديه في حركات لا إرادية، وهو ما يعطيها أملا لرجوعه إلى الحياة، مشيرة إلى أن قلب مهند قد توقّف، والفريق الطبي استطاع إنعاشه مرة أخرى. وصرّحت فرح حشمت -ناشطة حقوقية وصديقة مهند- بأن أصدقاء مهند يودّعونه في الساعات الأخيرة أو أيامه الأخيرة، بعد أن تأهبوا لأمر محتوم لا مفرّ منه؛ خصوصا بعد أن أكّد أطباء المستشفى على وفاته إكلينيكيا، وقالت: "يبدو أن الشهداء يُنادون بعضهم بعضا؛ فقد حزن مهند على الحسيني، وها هو يَلقى نفس مصيره، بعد أن تمّ إصابته برصاص الغدر". وشهد مستشفى أحمد ماهر ساعات من البكاء والحزن من أصدقاء مهند سمير الذين أتوا؛ آملين في إفاقته من الغيبوبة؛ خصوصا بعد أن حرّك يديه صباح اليوم قبل توقّف قلبه بساعات قليلة. يُذكر أن مهند سمير قد شهد مقتل رامي الشرقاوي خلال أحداث مجلس الوزراء، وتمّ اتهامه بحرق المجمع العلمي والتعدّي على أفراد من القوات المسلحة، وأفرج عنه في أكتوبر الماضي، وتعرّض لإطلاق نار من طرف مجهولين بالقرب من شارع طلعت حرب؛ حيث أصيب بخرطوش في رأسه، وهو ما استدعى نقله إلى مستشفى أحمد ماهر.