في طريقي صباحا للعمل.. بدأت الحشود تتوافد على محمد محمود لإحياء ذكرى هذا اليوم الكارثي -بتقول محمد محمود- آه شارع "محمد محمود" مش فاكرينه.. طيب فاكرين شارع "عيون الحرية"، طيب شارع "الشهداء". في مثل هذا اليوم منذ عام بالضبط، اندلعت أسوأ مَشاهد أعقبت ثورة 25 يناير، وهي أحداث محمد محمود. بدايةً.. الأحداث كانت من خلال فضّ اعتصام لمصابي الثورة، والاعتصام كان بقاله أكثر من أسبوع.. عدد المعتصمين يوم الجمعة ليلا لم يتعدَّ ال200 شخص، الاعتصام بالأساس كان في الحديقة المتواجدة أمام مجمع التحرير, والمرور في الميدان كان مفتوحا، وكل شيء يسير في فلكه عادي، ثم فجأة ودون أي مقدّمات نزلت قوات من الأمن المركزي بأعداد غفيرة, وفضّت الاعتصام بالقوة وتعدّت على المصابين. بعدها.. بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل الأخبار -لأن طبعا التليفزيون المصري كان مشغّل فيلم لإسماعيل ياسين- ونزل ميدان التحرير أعداد أكثر للتضامن، ومن ساعتها والمعركة مستمرّة لم تتوقف إلا ساعتين بالضبط صباح يوم 21 نوفمبر. وفي ذكرى هذا اليوم، تناقل الشباب -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- هاشتاج #ذكريات_محمد_محمود للتذكير بأبرز أحداث هذا اليوم وشعاراته، والتي كانت أبرزها: "اشهد يا محمد محمود.. كانوا ديابة وكنّا أسود". وأضاف مغرّد آخر في تدوينة له: "لمّا كنت باشوف واحد كاتب اسمه وعنوانه على ذراعه عشان لو مات يعرفوا يدفنوه". "جدع يا باشا".. حد فاكر هذه المقولة؟ لأ.. أفكّركم.. المقولة دي بتاعة الفيديو الشهير للضابط؛ حيث يقوم بتصويب بندقية الخرطوش نحو المتظاهرين فيصيب أحدهم في عينه، لينطلق صوت أحد العساكر من خلفه وهو يقول له: "جدع يا باشا.. جبت عينه". من ذكرى أحداث محمد محمود أن حشود المتظاهرين في ميدان التحرير قابلت كلمة المشير طنطاوي بغضب شديد والتي ألقاها يوم الثلاثاء 22 نوفمبر, وبدأ المتظاهرون في الهتاف ضد المشير وحكم العسكر؛ مثل: "الشعب يريد إسقاط المشير"، "الجدع جدع والجبان جبان.. وإحنا يا جدع هنموت في الميدان"، "يسقط يسقط حكم العسكر". وكانت من أبرز التويتات التي انتشرت بين صفوف المتظاهرين حينها هو شاب متواجد بينهم كتب على حسابه الشخصي على تويتر: "أنا باضرب بإيد.. وباتويت بالإيد التانية". "الشعب يريد الغاز القديم".. من أبرز هتافات أيام محمد محمود وبحسب ما نقلته جريدة الشروق حول ذكريات هذا اليوم؛ فإنه في محاولة لالتقاط الأنفاس من الجانبين وإعطاء فرصة للتفكير، تدخّل عدد من شيوخ وزارة الأوقاف يوم الأربعاء 23 نوفمبر لعقد هدنة بين المتظاهرين والأمن. وبالفعل وافق الجانبان إلا أنها لم تدم أكثر من ساعة؛ حيث اخترقت قوات الأمن الهدنة، وأطلقت القنابل المسيّلة للدموع وطلقات الخرطوش على المتظاهرين، بعد أن وصلتهم تعزيزات من الداخلية، وهو ما حدث رغم أن عددا من المتظاهرين كانوا يؤدّون صلاة المغرب. وفي النهاية هذه هي حصيلة أحداث محمد محمود: - حصدت أحداث محمد محمود نحو 40 شهيدا ومئات المصابين؛ منهم نحو 80 إصابة مباشرة في العين أدّت إلى فقدان النظر. - كانت النتيجة المباشرة لتلك الأحداث هي استقالة حكومة عصام شرف، بعد نحو 6 أشهر من عملها، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس الوزراء الأسبق، كمال الجنزوري. - يُدين رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بالفضل لشهداء محمد محمود؛ فبعد أن كانت الانتخابات الرئاسية ستجرى نهاية العام الحالي أو العام القادم؛ قرّر المجلس العسكري أن تكون في يونيو الماضي، وهو ما مهّد لانتخاب رئيس جمهورية منتخب. - اعتصام مجلس الوزراء كان نتيجة غير مباشرة للأحداث، وجاء كردة فعل على تشكيل الحكومة الجديدة، واستمرّ نحو أسبوعين أمام مقر مجلس الوزراء، إلى أن وقعت اشتباكات جديدة على خلفية محاولة فضّ الاعتصام.