قال خبراء اقتصاد فلسطينيون اليوم (الجمعة) إن عنصر المفاجأة الذي قامت به فصائل المقاومة الفلسطينية بضرب مدينة تل أبيب قد ألحق أضرارا اقتصادية بإسرائيل كتدني سعر صرف الشيكل أمام العملات الأخرى، وتهديد عمل البورصة. وكانت إسرائيل قد بدأت أول أمس عملية عسكرية كبيرة على قطاع غزة راح ضحيتها ما يزيد على 20 شهيدا وعشرات الجرحى، مما دفع المقاومة في غزة إلى ضرب مدن وبلدات إسرائيلية بالصواريخ التي وصلت حتى مدينة تل أبيب. من جانبه، أشار نافذ أبو بكر -أستاذ الاقتصاد بجامعة النجاح الوطنية الفلسطينية- إلى أن تكاليف الحرب على قطاع غزة جزء منها محسوب وجزء آخر غير محسوب، مما قد يؤثر على الميزانية المالية لوزارة الدفاع وللحكومة الإسرائيلية بشكل عام؛ وذلك وفقا لما ورد بوكالة الأناضول للأنباء. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها أمس (الخميس) إن التكلفة القتالية لليوم الواحد في عملية "عمود السحاب" التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، تبلغ 1.5 مليار شيكل أي ما يعادل 380 مليون دولار أمريكي، كما أن إبطال مفعول الصاروخ الحمساوي يتكلف ربع مليون شيكل، وتتكلف ساعة طيران طائرة حربية ما بين 200 إلى 250 ألف شيكل. وأضاف أبو بكر أن دولة الاحتلال وقعت في مفاجأة صواريخ المقاومة التي وصلت إلى مدينة تل أبيب التي باتت تحت خط النار، مما يعني تعطيل الحياة اليومية والعمل بكل مجالات الحياة بأكبر مدينة إسرائيلية. وأوضح أبو بكر أن استهداف تل أبيب قد يعطل البورصة عن العمل، مما يعني هبوط سعر الشيكل أمام العملات الأخرى، وهذا ما حدث يوم أمس من تأثير واضح على سعر الصرف. وانخفض الشيكل أمام الدولار الأمريكي اليوم ليصل إلى سعر الدولار = 3.98 شيكل، مقابل 3.91 أمس، مشيرا إلى إمكانية انخفاض السعر في حال استمرار سقوط الصواريخ على تل أبيب. وقال أبو بكر إن إسرائيل لم تشن عدوانها على القطاع بردة فعل بل هو مخطط له ولأهدافه ولفترته الزمنية واحتياجاتها المالية، موضحا أن إسرائيل تعاني من مشاكل في الموازنة منذ عدة شهور ولم تقر ميزانية 2013 حتى اللحظة. وتتزامن عملية "عمود السحاب" الإسرائيلية على غزة مع نهاية العام 2012، والذي من المتوقع أن يُخلّف عجزا ماليا في الموازنة العامة لإسرائيل يبلغ عشرات المليارات، فضلاً عن أن الحكومة والكنيست لم يتوافقا حتى الآن على إقرار موازنة العام الجديد 2013، مما يزيد من ربكة إسرائيل ماليا.