أنا أريد أن أعلم لماذا أول حب ينتهي ب(ما ينفعش)؟ هل من أحد يجاوبني؟ هل من الممكن أن يرد عليّ أحد ويقول لي لماذا؟ أنا فتاة من القاهرة أحببت شاباً من الإسكندرية يكبرني بتسع سنوات، ومع أن فارق السن ليس قليلاً؛ لكنه لم يحسسني به وأنا أيضا ما مرت لحظة أحسست أنه يكبرني بهذه الفترة، المهم أحببته وظللت أحبه ثلاث سنوات، والصراحة لا أقدر على نسيانه.
انجذبت إليه وتقابلنا وتحدثنا كثيرا، وبعدها سافرت إلى القاهرة؛ لكني كنت أسافر غليه إلى الإسكندرية أحيانا وأحيانا هو يأتي، وكان يتحدث إليّ في التليفون أكثر من مرة يوميا. وطبعا مع مرور الوقت قلّت هذه العادات.
قال لي إنه يريد أن يتزوجني وأنه يريدني بجانبه، صدقته وأحببته أكثر، وكانت تعجبه رقتي وضحكتي وخجلي منه. وهو دائم السفر لطبيعة عمله؛ لكنه سافر وعمل عمرة رمضان اللي فات، وعاد إنسان تاني خالص إنسان رقيق حساس محب، وتحدثنا في الارتباط بشكل جدي أكتر من أي وقت مضى، وكان كلامه هذه المرة جد مع أني على مدار الثلاث سنوات أحس أنه يكذب، وأقول لنفسي لا إنه يحبني، هو فعلا يحبني؛ بس كان دائما المشكلة أمامه إنه دائم السفر وإنه في بلد وأنا في بلد آخر، وأن طبيعة شغله هكذا يسافر دائما وما يحبش يسبني لوحدي في الشقة؛ مع إن شقته جنب والدته وأنا نصف قرايبي هناك، وقلت له عندما أحب رؤية أهلي سأذهب لهم هذا لا يسبب لي ضيقا؛ إلا لو فيه حاجة تانية إنك مش مؤتمنني على اسمك وبيتك؟ قال لي إنه يثق فيّ فوق الوصف ويعلم جيداً أنني البنت التي يريدها زوجته وأم أولاده.
وبدأ في الفترة الأخيرة يتغير يسافر دون أن يقول لي ثم أعلم بعد سفره من أصدقائه مش منه، وكان يقول إن السفر جه فجأة، وكلما نتفق على الزواج كان بعدها يتحجج بأنه مسافر، ولم يرد على مكالماتي ويتصل من تليفونات أخرى غريبي وإداني ميعاد وخذلني ولم يأتِ؛ هذا من حوالي شهرين، وأنهى كل شيء بجرح وأسى وأنا لا أدري لماذا.
poba
عزيزتي: يؤسفني كثيراً ما عانيت منه، وما مررت به خلال تجربتك العاطفية؛ ولكن ما يؤسفني أكثر أنك أحببت شخصاً تلاعب بمشاعرك وعواطفك، ولم يكن صادقاً معك منذ البداية، وقد يكون هذا بإرادته، وقد يكون خارجاً عن إرادته؛ وبالطبع لا أقصد الدفاع عنه؛ ولكن أقصد أن أوضح لك الأمر؛ فهو بإرادته، لأنه منذ تعرف عليك وهو يعرف طبيعة عمله، وأنه يسافر كثيراً؛ فكان عليه منذ البداية أن يحسم أمره، إن كان حقاً يحبك ويريدك، وأن يذهب لخطبتك من والدك.
وقد يكون دون إرادة منه؛ هذا أنه يريد بالفعل الارتباط بك، ولكن لأنه اعتاد أن يكون مثل الطائر حراً طليقاً، لا يوجد ما يرتبط به وما يكبل أجنحته؛ فإنه كلما حاول أن يضع فكرة الارتباط بك نصب عينيه، يشعر أنه سوف يدخل بقدميه سجناً سوف يحد من حريته ويقيد من انطلاقه؛ فعندها يبتعد مباشرة، هرباً من هذا السجن الذي لا يطيقه، ولا يريد أن يقضي بقية حياته فيه، سواء معك أو مع غيرك؛ فهو يريد أن يشعر بالحرية دائماً، وبعدم التقيد، والارتباط بشيء بعينه.
لهذا فما أنصحك به يا عزيزتي أن تحاولي نسيان هذا الشخص، وأن تبدئي منذ الآن، وأن تحافظي على ما تبقى من كرامتك وكبريائك، ولا تحاولي الاتصال به مجدداً، أو السعي خلفه.
انسي تماماً رقم هاتفه، وهذا بأن تشغلي نفسك بشيء مفيد، ولا تجعلي في حياتك لحظة فراغ واحدة، حاولي أن تحصلي على وظيفة أو أن تشغلي نفسك بهواية ما؛ المهم أن تبتعدي عن كل ما يذكّرك بهذا الشخص، وعليك إن حاول هو الاتصال بك، أن تكوني حاسمة معه، وألا تسمحي له أن يتلاعب بك أكثر من هذا؛ فقد أضعت الكثير من وقتك وعمرك في انتظار هذا الشخص، وعليك أن تفيقي الآن قبل فوات الأوان.
عليك أن تقولي له إن حاول الاتصال بك: إنه إن كان حقاً يحبك ويريدك فليأت ليتكلم معك وسط أسرتك وأهلك، وأن يعرف أنك غالية، ولك أسرة تحترمينها، وليست الأمور لعبة؛ فإن كان حقاً يريدك، سوف يأتي إليك وأنت معززة مكرمة، دون أن تهدري كرامتك وكرامة أسرتك، وإن لم يفعل؛ فيكفي أنك حافظت على نفسك، ورددت له الصاع صاعين، وعرف أنك لست الفتاة التي يتلاعب بها.
وفي النهاية: الزواج يا عزيزتي قسمة ونصيب؛ فإن كان هو نصيبك فسوف تتزوجينه، وإن لم يكن فلن يحدث؛ ولكن المهم ألا تجعلي حياتك وقفاً لهذا الشخص، لا بل عليك أن تفتحي الباب لمن يتقدم لخطبتك، وتحاولي أن تعطي لهم الفرصة، ولنفسك الفرصة للتعارف عليهم؛ فقد تجدين من هو أفضل من هذا الشخص، وعندها تتغير حياتك تماماً للأفضل إن شاء الله.