قبل صدور ألبوم إليسا الذي انتظره عشّاقها لعامين كاملين، أطلت علينا الفنانة اللبنانية بتصريحات تفيد بأنها ستفاجئ جمهورها ب"لوك" مُبهر يليق بطول الغياب، مؤكدة أنها سافرت بصحبة المصوّر العالمي "ماتياس كلامير" لالتقاط صور لوذعية جديدة تصاحب ألبومها المزمع نزوله قريباً إلى الأسواق.. وجاء الألبوم الذي أعترف بأنه "قنبلة" من الناحية الغنائية، بينما جاء الغلاف أو ال"Cover" والصور الداخلية المصاحبة له لأعترف أيضاً أنها صادمة وتحمل رائحة التقليد و"النحت"!
فصورة الغلاف ذات الفستان "الشيك" الذي بهر الجميع بلونه وتفاصيله ما هي إلا تقليد واضح وصريح مأخوذ بالمسطرة والمازورة من صورة تم التقاطها للممثلة الأمريكية الشهيرة "إيفا لونجوريا" خلال حضورها لحفل توزيع جوائز الأوسكار عام 2008، بينما جاءت بعض الصور الداخلية للغلاف استنساخاً صريحاً لفستان "السندريلا" الذي ارتدته الممثلة "سكارليت جوهانسون" في حملة ترويجية لمدينة "ديزني" عام 2009، والأكثر طرافة وغرابة أن الاستنساخ لم يشمل الفستان فقط، بل استوحى فكرة ال"سيشن Session" ذات السلالم التي تنزلها "سكارليت جوهانسون" مسرعة لأسفل، ونفس الإضاءة، ليصوّر إليسا بأميرة القصر، لتضم إليسا هذه "الجنحة الفنية" إلى صحيفة سوابقها الغنائية التي تحوي العديد من التقليد و"النحت" سواء في غلاف ألبومها قبل الأخير "بستناك" الذي قلّدت فيه غلاف المطربة "Sarah brightman" في ألبومها الشهير"harem"، بجانب نحت صور أخرى ل"جنيفير لوبيز" بل وتقليد مواطنتها اللبنانية هيفاء وهبي نفسها!
صورة البوستر ذات الفستان "الشيك" هو نقل بالمسطرة من فستان "إيفا لونجوريا" ظننت أن الأمر سيصل إلى هذا الحد فبدأت أتساءل: لماذا كلما زادت نجومية فنان أو فنانة بفعل اجتهاداته الشخصية وأفكاره الخاصة وموهبته التي منحته إياها السماء، وزاد معها ارتباطه بالجمهور، بدأ في تعطيل تفكيره واجتهاده عامداً متعمداً، لينصب مجهوده على متابعة مشاهير الغرب والسير على نهجهم في كل شيء خاصة الشكل الخارجي واختيار المكياج والملابس؟!
وهل إليسا لا تعرف كيف تلبس أو تلتقط صوراً جديدة تعبّر عن طابعنا الشرقي وهويتنا العربية، فصارت تقلّد مختلف الثقافات الأخرى سواء أمريكا أو إسبانيا، أو بورتريكو، أو المكسيك، أو إنجلترا، وكأنها لا تملك من مقومات الوصول للعالمية سوى النحت والتقليد؟!
إليسا استنسخت فستان "السندريلا" الذي ارتدته الممثلة "سكارليت جوهانسون" وهل هذا يدل على الفراغ والإفلاس من وجود أفكار جديدة في الملابس والمظهر؟! أم يثبت ذلك عُقدة خفية لدى إليسا من عدم الوصول للعالمية وحب من طرف واحد لنجمات الغرب، فباتت تقلّد المشاهير رغبة في التساوي بهما في الشهرة والجماهيرية العالمية بأي ثمن ولو بالشكل فقط؟
وفي غمار التساؤلات التي لم ولن تجيب عنها السيرة الذاتية لإليسا وأغلفة ألبوماتها المقلّدة، فوجئت بخطيئة جديدة لكنها تضاف هذه المرة إلى الصحيفة الجنائية لشركتها المنتجة "روتانا" التي لا تثبت على مبدأ وموقف واحد!
نعم هي ليست على مبدأ، وهذا لا يندرج تحت بند السبّ والقذف، خاصة إذا ما شاهدتم معي غلاف مجلة "روتانا" الذي جاء كمثال حي للازدواجية والتناقض؛ حينما قرر المسئولون عن المجلة أن يغطّوا صدر إليسا باستخدام برنامج "الفوتوشوب" لتبدو بفستانها ال"بيربل" المقلّد فتاة محتشمة لا يبدو منها فقط سوى ذراعيها، بينما تمت تغطية باقي جسمها في الصور الداخلية المصاحبة للموضوع داخل العدد بطريقة بدائية شوّهت إليسا ومحت مفاتنها، وكأن العاملين بالتجهيزات الفنية بالمجلة هواة لا يجيدون فن الفوتوشوب، أو كأن إليسا قررت أن تضيف للمستحيلات الثلاثة مستحيلاً رابعاً وارتدت البادي الكارينا!
إليسا بالبادي الكارينا الذي ألبسته "روتانا" لإليسا رغماً عنها لماذا فعلت المجلة ذلك؟ الإجابة لأنها توزّع في دولة "السعودية" الإسلامية حيث الكعبة المكرمة وقبر الرسول "صلى الله عليه وسلم"، ولا يصح أن يرى الشعب السعودي "المتديّن" هذه الصور "العارية"، وكأن صاحب مجموعة "روتانا" والمسئولين عن المجلة التي تصدر باسمها نسوا أو تناسوا أن قناة "روتانا كليب" وغيرها من مجموعة قنوات "روتانا" تصل للشعب السعودي الشقيق، وتدخل باقي البيوت العربية المتديّنة سواء كانت مسلمة أو مسيحية!
فهل مثلاً مُشاهدة صور إليسا العارية في مجلة "روتانا" حرام، بينما لا تمتد الحرمانية إلى قنوات "روتانا" الفضائية؟!! وهل الحرمانية قاصرة على إليسا فقط، بينما لم تأخذ "روتانا" بالها من باقي الصور العارية للمطربات التي تظهر في مجلتها؟ وإذا كان الأمير الوليد ابن طلال يخشى الله ولا يريد أن يتحمّل وزر من يُشاهد صور إليسا العارية فأوعز إلى إدارة مجلته بتحشيم وكساء إليسا، فلماذا يوافق من الأساس كمنتج على أن يكون غلاف ألبوم مطربته عارياً وهو يعلم أن هذا الغلاف سيدخل كل بيت؟!! وماذا عن باقي المطربات اللاتي أنتج لهن ألبوماتهن وأغلفتهن العارية؟ وماذا عن الكليبات العارية "الإباحية" أحياناً، وتذاع على قنوات "روتانا" من إنتاجها، وتمويلها، بمطرباتها العاريات، أو الفتيات ال"موديلز" اللاتي يشاركن مطربيها في التمثيل والرقص؟!
المبادئ لا تتجزأ، والقيم لا تسري على وسيلة إعلامية دون الأخرى، والفضيلة ليست قاصرة على شعبٍ دوناً عن باقي الشعوب.. فإذا كانت "روتانا" بال"فوتوشوب" والتناقض ضاربة، فشيمة أغلفة إليسا هي النحت!