كشف الناشط السياسي أحمد دومة أن البلاغات التي تقدم بها هو وعدد من النشطاء ضد أعضاء المجلس العسكري والمشير طنطاوي والفريق عنان، سببها في المقام الأول ألا يتهم الناس الثوار بأنهم بلطجية لا يرغبون في تسيير أمور الدولة. وقال دومة في سياق حواره لبرنامج "الحياة اليوم" اليوم (الأحد) بحضور الكاتب الصحفي صلاح عيسى واللواء سيد هاشم، المدعي العام العسكري السابق: "نحن بين نارين من أن يتم اتهامنا بوقف حال البلد وأننا بلطجية، وكأن من ماتوا مجرد مجموعة من الدجاج لا ديّة لهم، وأن نختصم ضد خصمنا وننتظر أن يحكم القانون لنا". وأضاف دومة: "نحن لا نثق في جهات التحقيق لأن القضاء العسكري أحد المتهمين". وأشار إلى أنهم قد تقدموا بمجموعة من الأدلة منها قتل برصاص حي ودهس بالمدرعات وتقارير طبية للمصابين والشهداء. وفي السياق نفسه أوضح اللواء سيد هاشم المدعي العام العسكري السابق: "حيثيات تحويل الفريق عنان والمشير طنطاوي للقضاء العسكري ترجع إلى أن القضاء العسكري هو المنوط بمحاسبتهم". وأتبع: "جدية البلاغات المقدمة ستكون هي السبب في شروع النيابة في التحقيق". وحول مسئولية الفريق والمشير السياسية عن أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وغيرها أوضح: "لا يوجد في مصر مسئولية سياسية، ولكن العقوبات تأتي من خلال قانون العقوبات". وشدد الكاتب الصحفي صلاح عيسى على أن التحريات حول الدلائل المقدمة لصحة الاتهامات هي التي تحدد مدى جدية البلاغات. وأشار اللواء سيد هاشم إلى أنه لا يوجد تحصين للمشير وأعضاء المجلس العسكري، حتى ولو تم وضعهم كأعضاء دائمين في المجلس العسكري، لأن أعضاء مجلسي الشعب والشورى غير محصنين من المحاكمات لو ارتكبوا جنايات. وشدد على أننا علينا أن نثق في القضاء العسكري ثقة بلا حدود لأن القضاء هو درع مصر الآمن. واعترض هاشم على وصف دومة للقضاء بأنه انتهك حقوق الناس وعلى التشكيك في نزاهته، مشيرا إلى أن التجريح تهمة كبيرة ضد القضاء. وشكك دومة في نزاهة القضاء والنائب العام الحالي، مشيرا إلى أن القضاء أهان نفسه بدخوله في اللعبة السياسية، وصنع مهازل قضائية في محاكمات القتلة وصنع مهرجان البراءة للجميع في قضايا قتل الثوار. وأشار هاشم إلى أن التسرع في تقديم المتهمين للمحاكمة دون جمع الأدلة بشكل صحيح هو ما أدى إلى خروج هؤلاء الضباط المتهمين، وتسبب في إحباط الجميع وليس لأن القضاء متواطئ معهم. ونفى دومة أن يكون اتهامه للقضاء مطلقا، ولكنه يتهم من ينساقون في العملية السياسية. بينما أكد الكاتب الصحفي صلاح عيسى أنه مندهش من موقف الإخوان الآن، مشيرا إلى أن لديهم رغبة في الانتقام، وهو الأمر الذي نفاه دومة، مؤكدا أن هناك صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري على الخروج الآمن. وشدد صلاح عيسى على أنه مع الثقة في القضاء المصري حاليا خصوصا بعد زوال الضغط السياسي بإحالة المشير وأغلب أعضاء المجلس العسكري إلى التقاعد. وأشار دومة إلى أن القضاء هو الحصن الأخير لمصر بشرط تطهيره، إلا أن الشارع هو آخر الحلول لو حدث اعوجاج في سير القضايا الحالية. واختتم عيسى الحوار مشددا على أنه منزعج من فكرة الانتقام التي يتبناها الثوار، لأن الثورات لا تقوم من أجل الانتقام، بل تهدم نظما فاسدة وتبني نظما أقرب إلى الناس والانشغال بالانتقام لأننا هكذا نعطل الثورة.