أنا امرأة تخطيت الخمسين من عمري، رسالتي ليست بخصوصي أنا بل بخصوص ولدي الشاب البالغ من العمر 28 عاماً، فهو يفطر قلبي لعدم قدرته على الزواج مثل سائر أقرانه؛ وذلك لأنه مصاب بالصدفية؛ وقد بدأت تزحف كالوحش على جميع أعضاء بدنه حتى شعر أن رجولته تتأثر، ولكني اعتقدت أنه يبالغ، ولكن عند الزيارة التالية للطبيب الذي يتابع حالته صارحنا أن السبب في هذا الضعف "الحقيقي" هو الصدفية أيضاً وسؤالي هنا: هل تسبب الصدفية ضعفاً جنسياً بالفعل؟ وهل تؤثر على الإنجاب كما قال الطبيب؟ وكيف ذلك؟ وما علاقة بالصدفية بهذا كله؟ شكراً على الإجابة مقدماً.
سيدتي الكريمة.. أولاً: لك ولولدك دعواتنا جميعاً بالشفاء والمعافاة، فإن الله هو الشافي المانح القدير المقتدر.. اللهم استجب لك ولنا..
ثانيا: إن الصدفية يا سيدتي ليس مرضاً جلدياً، ولكنه مرض يصيب جهاز المناعة فيجعل خلايا الأنسجة تحارب بعضها بعضاً؛ لفشل جهاز المناعة في التعرف على الخلايا الذاتية واعتباراها خلايا غريبة تجب محاربتها بل القضاء عليها..
أما عن تلك الخلايا وهذه الأنسجة فهي خلايا الجلد في المقام الأول، ولكن المرض في حد ذاته قد يصيب أياً من أنحاء الجسد، فإذا أصاب الخصية مثلاً، فمن المنطقي أن تتأثر القدرة الجنسية والإنجاب حسب أي من خلايا الخصية أصيبت؛ هل هي الخلايا الخاصة بإفراز الهرمونات أم الخلايا الخاصة بإنتاج الحيوانات المنوية؛ فإذا كانت الثانية يتأثر الإنجاب، أما إذا كانت الأولى، فتتأثر القدرة على الأداء، ولكن بعد وقت طويل؛ فالتأثر ليس تأثراً كلياً منذ أول الأمر، ولكنه يضعف تدريجياً بحيث يكون هناك أمل في الشفاء وتعويض نقص الهرمون، ولكن على يد طبيب متخصص بالطبع..
د.هبه السلام عليكم.. أرجو منك الرد على مشكلتي، وهي أنا رجل في أول الثلاثينيات، متزوّج، ومشكلتي تتعلّق بقيامي بالعلاقة مع زوجتي، أما القصة من أولها هي:
منذ 8 أشهر شعرت بألم شديد وانتفاخ في الخصية، فذهبت فوراً للطبيب، وأعطاني حقنة لتخفيف الألم، وطلب مني تحاليل متعددة شخّص منها أنه يوجد صديد وأملاح شديدة، وظل هذا الألم موجوداً عدة أيام لدرجة أنني لم أكن أستطيع الوقوف مستقيماً بل كنت منحنياً من شدة الألم..
المهم، الحمد لله ذهب التضخم من الخصية ولكن الألم باقٍ حتى الآن.. ولكن المشكلة الآن ليست في الألم فقط؛ ولكن المشكلة الحقيقية التي تجعلني لا أنام هي أنني فقدت الانتصاب، وقد حدث في مرة أنني لم أستطِع القيام بواجبي مع زوجتي؛ فشعرت فجأة أنني ضائع وبلا هوية، وأنني لا قيمة لي، وأنني لا بد أن أذهب إلى المكان الذي يجمعون فيه خيول الحكومة لينفذوا فيها حكم الإعدام.
وذهبت إلى طبيب آخر ففحصني، وقال لي إنني مصاب بتضخم بسيط في البروستاتا؛ فهل التضخم "البسيط" يسبب كل ذلك؟! فماذا أفعل حتى أعود مثل حالتي الأولى وأكون قادراً على القيام بواجبي الزوجي..
أنا آسف جداً على التطويل، ولكن أرجو أن تقولي لي إن كان هناك علاج أم إن حالتي ميئوس منها؟ وهل يجب أن أذهب للفحص لدى طبيب آخر؟ أم هناك تحاليل أو أشعات يجب أن أقوم بها؟
صديقنا الكريم.. لماذا هذه اللهجة السوداوية القاسية على حالك؟ لماذا هذا الظلام الحالك الذي تتصوره لحالتك؟ إن حالتك أبسط مما تتصور؛ ولكنك تبالغ كثيراً في استسلامك للأمر حتى أنك وضعت نفسك في مصاف الهالكين العاجزين والعياذ بالله.
سيدي.. أنت لم تصف حالتك توصيفاً طبياً سليماً؛ حيث قلت إنه كان لديك ألم وانتفاخ في الخصية، وهذا يحتمل أكثر من سبب من الناحية الطبية يفتي فيها باقتدار الزملاء المتخصصون في الأمراض التناسلية وأمراض الذكورة، وقد حدث أنك استشرت أحدهم وعالج حالتك بالفعل، واختفى العرض الذي كان يضايقك؛ ولكن بقي عرض آخر وهو الألم الموضعي والذي يحتمل أيضا أن يكون متسبباً من أكثر من احتمال؛ ولكن يبدو أنك اكتفيت باختفاء الانتفاخ وسكتّ على الألم إلى أن بدأ يزداد، ويحدث ذلك كثيراً في حالة عدم إكمال الدورة العلاجية للمضادات الحيوية..
ويثبت ذلك الالتهاب الذي أصاب البروستاتا لديك؛ فربما يكون عدوى من الميكروب الذي أصاب الخصية، أو ربما يكون التهاباً مزمناً موجوداً منذ زمن؛ ولكن ظهر بانتعاش الميكروبات فيه؛ بسبب إصابة العضو المجاور وهو الخصية..
إن إصابة الأعضاء الجنسية يا صديقنا العزيز مثلها مثل إصابة أي مكان في الجسم، يمكن أن تمرض ثُم تتعافى، تبلى ثم تلتئم، أقول ذلك؛ لأن ليست هذه هي المرة الأولى التي أصادف من يعتقد أن القدرة الجنسية إذا احتجبت؛ فإن ذلك لابد أن يكون بلا رجعة، ويتراءى لمن أصيب بذلك أنه الظلام الدامس لبقية الحياة؛ في حين أن الحقيقة المجردة هي أن معظم الحالات المماثلة إذا أصابت الوظيفة الجنسية تكون عابرة ومؤقتة، ولا تتطلب منك هذا الكم من اليأس والقلق الذي وضح جلياً في رسالتك..
أما عن حالة الإخفاق التي أصابتك في لقائك مع زوجتك فهي لا تعدو أن تكون ردة فعل من جراء الألم في الأعضاء المجاورة، مثل أن يكون أحد الأصابع مصاباً بخراج مثلاً؛ فنجد أن اليد كلها تؤلم بالرغم من أن الإصابة في إصبع واحد فقط؛ وهو عرض طبي معروف، ويسمى بالآلام التعاطفية؛ فضلا عن توترك أنت شخصياً بأدائك وبجودته، فراقبت نفسك وانتزعت تلقائية أدائك فخرج على النحو الذي لا يرضيك، وهي نتيجة منطقية من فرط التوتر الذي غلف ما يجب أن يكون بلا رقيب ولو ذاتي..
أما عن الإجراءات الطبية التي يجب اتخاذها؛ فهي فحوصات شاملة إكلينيكية ومعملية، بجانب ضرورة إجراء دوبلر -وهو فحص تدفق الدم بالموجات فوق الصوتية- لتشخيص ما إذا كان قد أصابك ضعف فعلي في الدورة الدموية تسبب عنه قلة تدفق الدم في العضو الذكري ومن ثم ضعف الانتصاب؛ سواء في صورة عدم اكتماله أو فقدانه بعد اكتماله، وفي الحالتين لا تتم العلاقة الحميمة.. ولكن ليست هذه هي نهاية القصة، ولا يدعو ذلك إلا للإسراع في استشارة الطبيب وإكمال مشوار العلاج؛ حيث إنه قد يستغرق بعض الوقت؛ ولكن مسألة ترك العلاج بمجرد الإحساس بتحسن الحالة؛ فهذا هو بيت الداء الحقيقي...
فهذه المرة سأعقد معك صفقة، جانبي منها هو أنني أعدك أنك ستكون سليماً تماماً إن شاء الله، أما عن جانبك أنت؛ فهو متابعة حالتك من حيث كل ما ذكرته وحتى يقول لك الطبيب إنك شفيت تماماً، وليس حين تشعر أنت بالتحسّن؛ لأن ذلك قد يكون في منتصف مشوار العلاج..
لا تقلق على نفسك يا صديقنا فأنت بصحة طيبة وستستمتع بحياتك مع زوجتك طوال عمركما السعيد المديد بإذن الله، وما ذلك إلا سحابة صيف وستمر عليك مرور الكرام وتعود الأشياء إلى أحسن ما يكون إن شاء الله.