أنا بحب ربنا جدا وباخاف أوي من عقابه وعارفة أني ارتباطي بأي شاب من غير ما والدي يعرف يبقى حرام شرعا المهم يعني أنا حبيت وخلاص غصب عني اندفعت في علاقتي معاه حبيته أوي واديته كل الحنان والحب اللي جوايا بس للأسف وعلشان أنا مش دكتورة زيه سابني، بس رجع لي تاني، وكان حاسس إني مش هارجع له بس طبعا رجعت له؛ علشان بحبه وعلشان أنا عايزاه. بس المشكلة إن الناس كلها بتقول لي ما ينفعش وما دام هو باع مرة أكيد هيبع التانية، بس هو دايما بيأكد لي إن المرة دي خير وإنه ندم بجد، وهيقوم بخطوات رسمية لما ظروفه تتحسن. تعرفوا بقى المشكلة اللي بجد إني حاسة إني بانتقم منه إنه سابني واتعرفت على شاب تاني بس أنا مش بحبه وهو بيموت في التراب اللي بامشى عليه، باعلّقه بيّ كل يوم أكتر من الأول أنا عارفة إن ده غلط بس مش عارفة أنا ليه باعمل كده. semsema صديقتي إن من يحب لا يعرف الانتقام ولكنه يعرف فقط إنه أحب في يوم من الأيام ونجح في قصة حبه أو فشل.. فإذا نجح فهنيئا له بقصة حبه وإذا فشل فليذهب كل من الطرفين إلى طريقه وبهدوء، تاركين ذكرى طيبة لقصة حب تبقى في الذاكرة أبد الدهر.. أما ما حدث معك ولك فهو يخرج عن إطار علاقة الحب بداية من رجوعك إلى فتاك الشاب بعد تركه لك أيا كان السبب، وبغض النظر عن كونك طبيبة أم لا فلقد ارتضيتِ الرجوع إليه باسم الحب كما قلتِ، فلمَ البحث عن أسباب لما فعلتِه وكأنه هو الجاني وأنت ضحيته البريئة.. لا شك أن فتاك أخطأ عندما بنى الأمور بينكما على كونك لست طبيبة مثله، ولكنه عاد واعتذر وقبلتِ الاعتذار فالمنطق حينها يقول أن تنسي الماضي بكل ما فيه طالما لم يعُد إلى ما دفعه لتركك في المرة الأولى، أما أن تقيمي علاقة مع آخر وطبيعي جدا ألا تحبيه، ولا تكنّي له أي مشاعر، وهنا الخطأ الثاني أنك تتمادين في علاقتك بدون هدف غير الانتقام الذي أقنعتِ نفسك أنه سبب مشروع للانغماس في علاقة ثانية مع استمرار العلاقة الأولى.. ولا يكفي أن تكوني على دراية بأن ما حدث هو خطأ فقط بدون محاولة لإصلاح الخطأ ومحاولة إعادة الأمور إلى نصابها من جديد.. ليس لديّ أو لدى الآخرين حل سحري لمشكلتك مع نفسك إلا أن تتخلي عن الغرور وإحساسك الضخم بذاتك دون مراعاة لمشاعر الآخرين.. فأعتقد أن عليك أن تضعي الأمور في نصابها بالنسبة للشاب الثاني الذي أوقعتِه في حبك وتعلق بك، وأنت تضمرين كل هذا الشر له ولنفسك ولفتاك ولعائلتك التي لا تعرف ماذا تصنعين بهم، حتى لو كان هذا سيكون مؤلما له في البداية ولكن أفضل من التمادي في علاقة مثل هذه ليس لها مستقبل وبنيت على حساب علاقة أخرى بحاجة إلى النمو في الطريق السليم.. أما بالنسبة لفتاك الأول فلا بد أن تحددي ماذا تريدين في العلاقة به على وجه التحديد، وبصراحة، وبمزيد من الصدق معها. فإذا استمررتِ في إحساسك بالرغبة في الانتقام منه فالأفضل أن تتركيه وتستأنفي حياتك من جديد بدون أن تدعي تلك الرغبة تأخذ من عمرك الكثير، وتجعل مساحة الشر بداخلك تحتل مساحة أكبر من الخير فتكوني أنت الخاسرة.. أما إذا وجدت أن الرغبة في الانتقام لم تكن سوى حجة واهية للعبث والرغبة باللعب بمشاعر الآخرين فتراجعي عما فعلتِ وحاولي أن تجعلي الخسائر في أقل الحدود الممكنة؛ فما ارتكبتِه في حق الشابين مؤلم ويصعب نسيانه، وما فعلتِه في نفسك أكثر قسوة بأن جعلتِ مشاعر الرغبة في الانتقام تتملكك لدرجة أن تسيطر عليك وتجعلك تهينين نفسك وتلعبين بمشاعر الآخرين بهذا الشكل الذي أقل ما يقال عنه إنه مقزز ويثير الاشمئزاز في النفس.. ويبقى يا صديقتي أن تدركي حقيقة مهمة هي أن لكل منا لحظات ضعف وكل إنسان لا بد أن يضعف، لكن القوة الحقيقية في ألا تسيطر علينا لحظات الضعف وتصبح هي المحرك لأفعالنا ولتصرفاتنا ولقراراتنا في الحياة.. فأنت في حاجة للحظة قوة واحدة تكون هي صاحبة الهيمنة والسيطرة عليك لتنجحي في أن تعيدي الأمور إلى نصابها في حياتك التي ارتبكت وأصبحت كالغرفة المبعثرة أشياؤها..