"من بعد أن كانت جماعة محظورة أصبحت محظوظة".. كان هذا وصف الإعلامي سيد علي لِمَا أصبحت عليه جماعة الإخوان المسلمين، وأن هذا هو ما دفع بعض النشطاء المسيحيين لإنشاء جماعة جديدة اسموها جماعة "الإخوان المسيحيين"، وذلك في لقاء خاص مع الدكتور ميشيل فهمي -الناشط السياسي والأب الروحي للجماعة- وأمير عياد -الناشط السياسي وأحد مؤسسي الجماعة- مع برنامج "حدوتة مصرية" على قناة المحور. استهلّ الدكتور ميشيل فاضل حديثه عن الشيخ حسن البنا -مؤسس جماعة الإخوان المسلمين- قائلا: "بدأت الفكرة في أواخر عام 2010 وأنا كنت أكتب منذ أربع سنوات عن الإخوان، وأعجبت كثيرا بإيمان الشيخ حسن البنا وتعمقت فيما فعله، ولكنني واجهت هجوما كبيرا من الحكومة وقتها، ومن ثمّ واصلت العمل على إعداد البرنامج والأهداف بحلول عام2011 .. إلى أن فوجئت باتصال أمير عياد يخبرني أنه يرغب في إظهار الفكرة للعيان، وبالفعل أعلنا عنها مرة أخرى وواجهتنا العديد من الاعتراضات". وأضاف الأب الروحي للجماعة: "عارضنا الكثير بعدما سمعوا أن شعار الجماعة هو "حب مصر هو الحل"، وهذا ليس مقايضة لشعار "الإسلام هو الحل"؛ وإلا كان من الأفضل أن نسميه "المسيحية هي الحل". وأتبع: "يقع تحت هذا الشعار كل المصريين، ويشمل الجميع في حب مصر، كما أنه اسم سياسي وليس دينيا؛ لأننا لسنا جماعة دعوية، وإنما جماعة تهدف للتوعية، نصل عن طريقها إلى تفعيل المواطنة.. ناهيك عند المادة الثانية التي لا تصنع شعبا، ورفع الثقافة السياسية والتعليمية ومحو الجهل، وهي بعيدة تماما عن رجال الكنيسة سياسيا ولكنها قريبة إلى الكنيسة إيمانيا". وتعقيبا على كلام الدكتور ميشيل، يقول أمير عياد فيما يتعلّق بالجماعة الجديدة: "تردد اختيار الاسم مؤخرا على لسان الدول الأجنبية؛ بخاصة أنهم اعتقدوا أن الأقباط لا دور لهم في الحياة السياسية بمصر، وهذه الجماعة رسالة لهم نقول فيها إن أقباط مصر يمارسون السياسة دون أية ضغوط؛ ولكن مع الأسف بدأت الضغوط تأتينا من الداخل". وقال عياد: "الجماعة لها تنظيم وقواعد بفكر حزبي، ليس لنا صلة بأي حزب، وهدفنا الوصول إلى كل بيت في مصر، نرغب في العمل السياسي وخلق وعي سياسي محترم نساعد به الشباب". وفي هذه الأثناء تلقى البرنامج مكالمة هاتفية من كمال زاخر -المفكر المصري- والذي علّق على الجماعة الجديدة، قائلا: "أنا لست ضد أي شخص يمارس حريته ويُحدِث حالة من الرواج السياسي مع الشباب الأقباط بخاصة بعد ثورة 25 يناير؛ ولكنني لا أرغب في وجود إخوان مسيحيين أمام إخوان مسلمين، وعلى الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين لا يزالون جماعة محظورة قانونيا حالفهم الحظ ووصلوا للحكم؛ فإنه أمر خطير ومآله للزوال". وأضاف زاخر: "ندعو بتأسيس تلك الجماعة الجديدة للانتصاف الديني أو السياسي؛ ولكننا أمام واقع يجب قراءته بعناية شديدة، وأنا لست ضد الجماعة؛ وإنما المسمى نفسه.. فلتبحثوا عن اسم آخر، ولا تساهموا في انشقاق الوطن بحسن نية أو دون مقصد". فردّ عليه أمير عياد، مستنكرا: "مهما قلنا فالاعتراض موجود، الاسم ما هو إلا استكمال لجماعة الإخوان المسلمين والشباب المنضم للجماعة من المسلمين والمسيحيين، وكذلك تلقينا حتى الآن ما يزيد على 40 ألف طلب التحاق للجماعة؛ وهذه دلالة على أن الجماعة لاقت صدى لدى الكثيرين، وما نقوم به سيحمل العبء عن الكنيسة بشكل كبير فيما يخص الأمور السياسية، والهدف منها توعية الشباب القبطي سياسيا، وكذلك تعليمهم اللغة القبطية التي أوشكت على الاندثار". وتبعه الدكتور ميشيل بالحديث: "أرغب في توجيه رسالة للاتحاد الأوروبي بأن الإخوان المسيحيين مكملين في الشوارع المصرية مع الإخوان المسلمين، وأن اليوم أولى من الغد بتفعيل الجماعة لإطفاء حرائق الفتنة الطائفية"، مؤكّدا احترامه لمؤسسة الأزهر الشريف الذي وصفه ب"عجيبة الدنيا الثامنة"، مضيفا: "خرج الأزهر بالإسلام الوسطي وصحيح الإسلام لإفريقيا وأوروبا، ولا أكن له سوى التقدير والاحترام". وأتبع: "في ظل الأزهر نعيش جنب إلى جنب مسيحي ومسلم، وأنا ضد الإسلام السياسي، ورسالتي هي أن هناك مسيحيين مكمّلين في الشوارع للإخوان المسلمين". وختم أمير عياد اللقاء، قائلا: "أوجّه رسالتي للكنيسة.. لا تحجري على أفكار الشباب ودعيهم يحتكون بالأمر الواقع.. وبالنسبة للقائلين إننا نمول من الخارج؛ أردّ عليهم بأننا سنجمع تمويلنا من اشتراكات الأعضاء".