ذكر موقع ديبكا العبري -قريب السلطة من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية- أن حالة من القلق الشديد تسود الأوساط السياسية والأمنية بتل أبيب؛ نتيجة مستوى العلاقات بين إدارة أوباما والرئيس المصري محمد مرسي، وعدم التزام أوباما بسلسلة تعهدات تعهد بها لكل من: بنيامين نتنياهو -رئيس الوزراء الإسرائيلي- وإيهود باراك -وزير الدفاع- عبر زعماء اللوبي اليهودي بالولاياتالمتحدة الذين التقى بهم في البيت الأبيض. وزعمت مصادر موقع ديبكا -مساء يوم الإثنين الموافق التاسع من يوليو الجاري- أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعد الزعماء اليهود بأنه لن يجري أي اتصال مباشر مع الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي -المنتمي إلى الإخوان المسلمين- ولن يوجّه الدعوة إليه لزيارة البيت الأبيض قبل أن ينفذ مرسي عشرة طلبات أمريكية، إلا أن إسرائيل اكتشفت خلال الأيام الماضية عدم التزام أوباما بتعهداته لها، وقيامه بإجراء اتصالات سياسية مع مرسي.
وأضافت مصادر الموقع أن من بين تلك المطالب العشرة يوجد مطلبان يعتبران محوريين بالنسبة إلى إسرائيل؛ هما: * أخذ تعهد من مرسي بأن يقوم بإلقاء خطاب مهم يخصص للقضايا الخارجية، يكرس جزءا كبيرا منه لتقديم التزامات باتفاقية السلام تكون أكثر عمقا وتفصيلا من أقواله التي يتضمنها الخطاب الذي ألقاه في 24 يونيو الماضي، وهو ما لم يحدث.
* قيام الرئيس مرسي بتنفيذ خطوات علنية لإقرار معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، وهو ما لم ينفذ كذلك.
هذا وصرّحت مصادر سياسية رفيعة المستوى بتل أبيب بأنه في الوقت الذي انتظرت فيه إسرائيل تنفيذ أوباما لوعوده للوبي اليهودي؛ فوجئ الإسرائيليون بقيام واشنطن بإرسال ويليم بيرنيز -مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية- إلى القاهرة يومي السبت والأحد الماضيين؛ حيث عقد هناك سلسلة لقاءات مع عدد من الشخصيات المصرية المهمة، في مقدمتهم الرئيس محمد مرسي، وأشارت المصادر ذاتها أن بيرنز لم يتطرق خلال لقاءاته تلك في القاهرة إلى موضوع معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، وهو ما أكّده المبعوث الأمريكي بنفسه.
تجدر الإشارة إلى أنه فور انتهاء لقاء مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مع الرئيس المصري صرّح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن بيرنز سلّم لمرسي دعوة من أوباما لزيارة البيت الأبيض في شهر سبتمبر المقبل، كما أنه من المقرّر أن تقوم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بزيارة رسمية للقاهرة يوم السبت الموافق الرابع عشر من الشهر الجاري بعد انتهاء زيارتها لإسرائيل.
في الوقت نفسه زعم موقع ديبكا أنه ردا على ذلك وإعرابا عن استياء إسرائيل نتيجة عدم تنفيذ أوباما لتعهداته أمام إسرائيل فيما يتعلق بالشأن المصري؛ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الإسراع في عمليات إقامة الجدار الأمني على طول الحدود المصرية-الإسرائيلية، واستكمال الاستعدادات الأمنية الإسرائيلية على طول تلك الحدود.
هذا وتُشير مصادر موقع ديبكا بواشنطن في سبق خاص بها إلى أنه خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضي أرسلت إدارة أوباما إلى الرئيس المصري قائمة مطالب ونقاطا يجب عليه تنفيذها إذا كان يريد مساندة واشنطن له.. هذه المطالب هي: 1- الولاياتالمتحدة تقف إلى جوار مواصلة المسيرة الديمقراطية في مصر، وتنتظر رؤية كيف سيتصرف مرسي كرئيس لمصر. 2- يجب على إدارة مرسي ضمان حقوق الإنسان والمواطنة في مصر، والمقصد الأساسي هو أن الولاياتالمتحدة تحافظ على حقوق المرأة والأقليات الدينية مثل الأقباط. 3- على الرئيس مرسي تشكيل حكومة ائتلافية موسعة يُشارك بها معظم الأحزاب الناشطة في مصر، وألا تقتصر على حزب الحرية والعدالة الذي يعدّ الذراع السياسي للإخوان المسلمين. 4- فيما يتعلّق بالعلاقات الخارجية لإدارة مرسي.. ترى واشنطن أن الموضوع المحوري للرئيس مرسي يجب أن يكون الحفاظ على السلام بين مصر وإسرائيل. 5- تتوقع إدارة أوباما من مرسي الإقرار العلني بمعاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية. 6- تريد إدارة أوباما رؤية محاربة جادة من قِبل مرسي ضد الإرهاب في سيناء، وإعادة السيطرة المصرية هناك. 7- وقف الحملات الإعلامية المضادة لأمريكا والغرب، ووقف التعرض للمنظمات الحقوقية الغربية العاملة في مصر. 8- لن يتمكّن مرسي من زيارة واشنطن قبل تنفيذ جميع الخطوات السابقة. 9- إذا لم ينفذ مرسي تلك المطالب؛ فإن إدارة أوباما لن تمارس نفوذها على البنك الدولي لمساعدة مصر على التغلب على مشكلات تمويل وتوريد شحنات الغذاء الدولية.
وهنا يزعم الموقع الإسرائيلي أن مرسي يعلم جيدا أن المهمة الأولى والأساسية الملقاة على عاتقه الآن تتمثل في ضرورة توفير الأموال التي تحتاجها مصر؛ لأنه إذا لم يفعل ذلك فإن الجوع سينتشر في المدن المصرية الكبرى، وحينها سيخرج الشارع المصري للتظاهر ضده وعزله هو والإخوان المسلمين من السلطة.