أعده للنشر: أميرة شرف أنتج جهاز المخابرات المصري الذي أنشئ عام 1954 ولأول مرة في تاريخه فيلم تسجيلي بعنوان "كلمة وطن"، بمناسبة مرور الذكرى ال57 لإنشائه، حيث استعرض البطولات التي قام بها جهاز المخابرات العامة طوال هذه السنوات. واستعرض الفيلم، الذي أذيع على العديد من القنوات الفضائية المصرية، في نحو 41 دقيقة و44 ثانية، إنجازات الرؤساء بدءاً من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والذي تم في عهده تأسيس المخابرات العامة المصرية، ثم تناول دور جهاز المخابرات في عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، في حين اختصر فترة الرئيس السابق محمد حسني مبارك في 6 ثوانٍ فقط من الدقيقة 22:52 حتى 22:58 ظهر فيها، وهو يؤدي جزءاً من قسمه اليمين الدستورية لتولي حكم البلاد. وأكد الفيلم أن المخابرات العامة قامت بالعديد من الإنجازات في المجالات العلمية والاقتصادية والسياسية، وعلى شبكات الإنترنت، وهو ما ظهر للمواطن في العديد من الأعمال الفنية التي قدمت على الشاشة، والتي تمت الاستعانة ببعض من المشاهد العديدة لمسلسلات وأفلام مصرية تناولت بطولات جهاز المخابرات، مثل "رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة، والصعود إلى الهاوية، والسقوط في بئر سبع". رأي الخبراء حول جهاز المخابرات العامة أوضح الدكتور محمد مجاهد الزيات -نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط- أن إذاعة فيلم في وسائل الإعلام المصرية حول عمل ونشاط ودور جهاز المخابرات بمناسبة مرور 57 عاما على إنشائها، إنما يستهدف إعطاء صورة حقيقية للمواطن المصري ونشر الوعي حول ما يقوم به هذا الجهاز باعتباره معنيا في الأساس بحماية الأمن القومي بمفهومه الشامل وبجوانبه المختلفة والذي يتضمن مواجهة أية مخاطر أو تهديدات لأمن الوطن والمواطنين وتوفير كل ما يخدم متطلبات التنمية الشاملة المستدامة وبأبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية. وقال الزيات في تعقيب حول الدور السياسي لأجهزة المخابرات في العالم، إنه فيما يتعلق بدور أجهزة المخابرات في مصر والعالم فإنه لا يحدث تداخل بينها وبين الوزارات الأخرى. وأكد الزيات أن القانون رقم 100 في مصر يحكم وينظم عمل جهاز المخابرات العامة، وبالتالي فإن ممارسة عمل هذا الجهاز ونشاطه سواء في الداخل أو الخارج محكوم بالقانون وأنه على مدى تاريخ جهاز المخابرات العامة الممتد عبر أكثر من 50 عامًا كان له سجل جيد فيما يتعلق بأنشطة أجهزة المخابرات المعادية، وهي معنية بكل المخاطر التي يمكن أن تمتد إلى الخارج لتهديد المصالح المصرية. وأضاف الزيات أن المخابرات العامة تمثل نقطة إنذار أو جهاز إنذار مبكر لأية أزمات سياسية أو اقتصادية يمكن أن يتعرض لها الداخل المصري.. مشيرا إلى أنه على مدى تاريخها حدثت مباريات بين اجهزة مخابرات متعددة سواء على الأراضى المصرية أو فى الدوائر التى تمس الأمن القومى المصرى خاصة الدائرة العربية والإفريقية. وأوضح أنه رغم وجود معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، فإن ذلك لم يمنع من نشاط مخابراتي إسرائيلى كانت له المخابرات المصرية بالمرصاد.. معربًا عن اعتقاده بأن العدو الرئيسي لمصر ما يزال هو العدو الإسرائيلي. وأشار إلى أن من مهام المخابرات العامة المصرية وواجباتها التي تمارسها خلال السنوات الماضية حماية المصالح المصرية ودوائر الأمن المباشر خاصة في دول حوض النيل والسودان بصفة خاصة.. هذا بالإضافة إلى دور المخابرات في المصالحة الفلسطينية.. مؤكدا أن المخابرات العامة لا تنازع الوزارات في مهامها، وإنما تعمل بالتوازي معها، وفي إطار من التكامل. وبالنسبة للسياسة الخارجية، قال الزيات إن وزارة الخارجية والسفارات في الخارج تستجمع المعلومات الخاصة بالمصالح بالطرق المشروعة وحسب اتفاقية " فيينا" للعمل الدبلوماسي وأن أجهزة المخابرات تستجمع المعلومات غير ملتزمة بمثل هذه الاتفاقية وبالتالي فإن هذه الأجهزة تكمل عمل وزارة الخارجية ولا تنافسها. بالإضافة إلى أن المخابرات العامة لها قطاعات مختصة بإجراء اتصالات مع أجهزة المخابرات الصديقة فى العالم لتبادل المعلومات ذات الاهتمام المشترك وبما يخدم الأمن القومى.. وأشار إلى أنه حيثما يتوقف عمل الوزارات المعنية عندما تقطع العلاقات مع دول يستمر عمل أجهزة المخابرات. ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمي -رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط- أن عرض فيلم عبر وسائل الإعلام عن دور جهاز المخابرات ورغم أنه فيلم وثائقي إلا أنه يحمل في طياته مغزى مهما، فهو يعطي صورة وثائقية وليس مجرد وجهات نظر وأراء منقولة عن قياداته والعاملين فيه عن دور الجهاز. وأوضح فهمي أنه أمر مهم ولافت للغاية أن يبادر جهاز المخابرات العامة بعرض هذا الفيلم لتعريف الرأي العام بنشاط الجهاز من مصدره الرئيسي، وأن هذا التوجه الإيجابي المحمود يدل على أن هذا الجهاز هو جهاز الوطن بأكمله وأنه من المهم أن تعرف دولة الثورة المصرية الجديدة قيمة وأهمية ودور المخابرات العامة المصرية كجهاز وطني لحماية الأمن القومي المصري بمفهومه الشامل. وأضاف: "إنني كأحد الباحثين في الشأن الإسرائيلي أوجه الشكر لجهاز المخابرات العامة لأنه ألقى الضوء على دورهم خاصة فيما يتعلق بعملية المصالحة الفلسطينية ومواجهة المخاطر التي تهدد المصالح المصرية، وأن إعلام الرأي العام والمواطن المصري البسيط ببطولات لا تعرفها الملايين يعلي من نبرة وقوة الشعور والانتماء الوطني، وهو أمر مطلوب خاصة في هذه المرحلة. من جهته قال السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر -رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية- إن الفيلم يعطي صورة واضحة وجلية عن دور المخابرات المصرية من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري باعتباره جهازا وطنيا يحمي أمن الوطن والمواطن خصوصا في هذه الفترة التاريخية من عمر مصر، والتي شهدت انتخاب رئيس مدني لأول مرة في انتخابات ديموقراطية نزيهة. وأشار السفير شاكر إلى أن عرض هذا الفيلم جاء في وقت مناسب بالنظر للمتغيرات الشاملة التي تحدث في مصر وأنه كان لزاما التعريف بأهمية دور جهاز المخابرات كجهاز للوطن بأكمله وأن هذا الدور ما يزال قائما لحماية البلاد من المخاطر والتهديدات التي تواجهها.