أ ش أ نفى الدكتور رفيق عبد السلام -وزير الخارجية التونسي- وجود أزمة في بلاده بين الرئاسة والحكومة بسبب تسليم المحمودي البغدادي -رئيس الوزرء الليبى في عهد نظام معمر القذافي- إلى بلاده. وقال الوزير التونسي -في تصريحات لصحيفة الشروق الجزائرية الصادرة اليوم (الأربعاء)- إن بلاده مستقرة ولا وجود أزمة بين الرئاسة والحكومة، وأن تونس تمر بمرحلة انتقالية ومن الطبيعي أن تسود خلال هذه المرحلة بعض الخلافات خصوصا وأن المرحلة الانتقالية تسيرها ثلاثة أحزاب بالتوافق. وشكل تسليم السلطات التونسية البغدادي المحمودي -آخر رئيس وزراء في عهد القذافي- إلى طرابلس في أواخر يونيو الماضي أزمة سياسية حقيقية في تونس إذ هدد الرئيس التونسي منصف المرزوقي بالإستقالة من منصبه على خلفية هذه القضية، واعتبر المرزوقي أن توقيع رئيس الحكومة على أمر التسليم يعتبر خرقا واضحا لالتزامات تونس الدولية وتجاه الأممالمتحدة، فيما دعا أعضاء المجلس التأسيسي إلى البت في هذه المسألة بعدما تجاوزت الحكومة صلاحياتها، وفق تعبير المرزوقي. وعلى صعيد آخر اعتبر الدكتور رفيق عبد السلام -رئيس حركة النهضة الإسلامية بتونس- أن الحركة جزء من الترويكا الحاكمة ولا صحة للإدعاءات التي تشير إلى أن حركة النهضة، هي التي تحكم تونس وإنما هناك توافق في إطار مبادئ جمهورية. وهون وزير خارجية تونس من ظاهرة المد السلفي فى بلاده والتي بدأت تأخذ أبعادا خطيرة مؤكدا أن الإعلام يضخم بعض الحوادث التي تحدث هنا وهناك، وأشار إلى أن الحكومة التونسية تتعامل مع نوعين من السلفيين، النوع الأول هو تيار سلفي متسامح، وهو تيار نرحب به ونتعامل معه ونحاول إدماجه في العملية السياسية ،أما التيار الثاني فهو التيار السلفي العنيف في خطابه وممارساته، وهذا التيار لن نتسامح معه، ولن تتردد الحكومة التونسية في مواجهته بكل الطرق الممكنة، خصوصا تلك الممارسات التي ترتبط بتنظيم القاعدة. وبخصوص الاتهامات للحكومة التونسية بممارسة الرقابة والتدخل في عمل الصحافة قال الوزير التونسي في تصريحه لصحيفة الشروق الجزائرية إن ذلك لا أساس له من الصحة، وتساءل قائلا "أين نحن من النظام السابق الذي كان يسيطر سيطرة كاملة على الصحف، ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة، أما الحكومة الحالية فهي تمارس عملها وفق الأطر القانونية والديمقراطية".