أنا مكسوفة أوي من اللي هاقوله بس ده اللي حصل معايا.. باختصار أنا من المغرب اتجوزت من مصري، كان عندي 18 سنة، الجواز كان تقليدي لمجرد الخلاص من عذاب تاني، وجيت مصر أعيش مع جوزي من غير أي مشاعر لا مني ولا منه. وكانت صاعقة بالنسبة لي؛ وجودي هنا بعيد عن كل حاجة عرفتها؛ إخواتي الستة وأهلي وأصحابي بعيد عن العالم بتاعي كله، عشت أيام صعبة أوي ربنا اللي اطلع عليّ فيها، ونتيجة لعدم الحب والتفاهم اللي بيني وبين زوجي كانت كل حاجة أصعب.
المهم إنه بعد أربع سنين جواز وابن عنده تلات سنين، قابلت واحد حس بكل الآلام اللي أنا فيها من غير ما أتكلم، وحسسني بكل اللي كنت محتاجاه مع زوجي؛ حبيته أوي وكنت فاكرة إنه حبني، حبه خلاني أقوى من الأول.
ومرت أسابيع طويلة كلها حب.. غير بعض الساعات تأنيب ضمير على الجريمة اللي أنا عملاها، وفي يوم قرّر هو فجأة إن اللي بيني وبينه حرام، وإنه مش ممكن يحرِم أم من ابنها، وإن ده أنانية وإن طلاقي من زوجي غلط كبير.
أنا احترمت صراحته وبعدت، بس بشرط إنه يفضل بنا صداقة بريئة، ورجعت استغفرت ربنا على ذنبي، وحاولت بكل ما عندي أصلح علاقتي من زوجي، وفعلا ده اللي حصل، ولقيت فجأة زوجي في منتهى الحب معايا.. بس دلوقتي أنا عرفت بالصدفة إن الشخص ده كنت بالنسبة له مجرد تسلية لحد ما حبيبته ترجع ليه.. وده خلاني هاتجنن، ومش عارفة أفكر غير في اللي حصل وليه عمل معايا كده؟؟
أنا كنت مستعدة أسيب كل حاجة علشانه، أنا عارفة إن اللي حصل غلط وحرام ومافيهوش حاجة من الاحترام.. بس أنا مش عارفة أسيطر على مشاعري اللي على طول رايحة له.. أرجوكم انصحوني جوايا نار ومع كل صلاة بادعي ربنا يهدي قلبي.
raja
وأنا أيضا أدعو لكِ ولنفسي وللجميع بالهداية وبأن نكون أكثر ذكاء؛ فنحمي أنفسنا من كل ما يشعرنا بالمهانة في الدنيا والعذاب في الآخرة.
وقد بدأت مشكلتك الحقيقية عندما تعاملتِ مع زوجك كوسيلة للتخلص من مشكلة وليس كبداية لحياة أفضل.. لقد اختزلت مشكلتك مع زوجك على هذا النحو الضئيل، وحرمتِ نفسكِ من الاستمتاع بالزواج، ومن تحريض زوجك على إشباعك عاطفيا وحسيا.
كما خذلتِ نفسك ولم تستمتعي بأمومتك؛ لأنك تعاملتِ مع الزواج على إنه يقتصر على الخلاص من وضع سيئ سابق، ولم تسعي للحصول على المزيد منه.
وعندما انتقلتِ مع زوجك إلى مصر، كان بإمكانك التواصل عبر الإنترنت مع أهلك وصديقاتك والاستمتاع بوجودك في بلد مختلف؛ والاهتمام باكتشاف التفاصيل والسعادة بالحصول على فرص لإقامة صداقات جديدة؛ بخاصة أنك لا تعانين الاختلاف لا في الدين ولا اللغة، وهو ما تعانيه تذهب للعيش في بلد أجنبي.
أما عن قولك إن هذا الرجل أحسّ بالألم الذي تعانينه دون أن تتكلمي، فهذا يرجع إلى خبراته الواضحة في هذا الشأن؛ ولذا استغل تعطشك للحب وقام بإرضاء غروره والاستمتاع بتدفقك العاطفي لبعض الوقت، وعندما أدرك إنك جادة في طلب الطلاق سارع بالفرار؛ لأنه لن يفكر في الزواج من زوجة خانت زوجها أبدا.
وقد خدعتِ نفسك عندما قمتِ بتصديقه، وظلمتِ نفسك عندما توهمتِ بوجود صداقه بريئة بينكما، فلا مجال للحديث عن صداقة بعد أي تورط عاطفي؛ فهذا من قبيل الكذب على النفس.
وقد أسعدني ندمك واستغفارك لذنبك، وأتمنى أن تقومي بزرعه داخل عقلك وقلبك؛ لتحمي نفسك من تكرار هذه الخطيئة، وأيضا لتطردي أي تفكير به.
ولأساعدك في ذلك عندما تتذكرينه؛ لا تقومي بالربط بينه وبين الحب والاهتمام والرومانسية -كما تفعلين حاليا- بل تتخيلينه وهو يسخر من سذاجتك، ولا يحترمك ويقول عنك أسوأ الكلام.
وصدقيني هذه هي الحقيقة، وقد سمعتها بنفسي من رجل أقام علاقة مع سيدة متزوجة ووصفها بصفات لا يليق أن أذكرها، فلا تكوني أبدا مثل المناديل الورقية التي تستخدم وترمى، وازرعي العزة بداخلك وارفضي أي تفكير به؛ لأنك أغلى من ذلك.
وقد أسعدني إصلاح علاقتك بزوجك، وهو ما يؤكّد ما ذكرته لكِ في البداية من إنك لم تحاولي "تحريض" زوجك على حبك أو بإشباعك عاطفيا وحسيا، وعندما فعلته مؤخرا منحك ما تريدين، فاسعدي بذلك واشكري ربك على نعمة الستر، وإنه عز وجل لم يرضَ بافتضاح أمرك، وهو ما كان سيترتب عليه تطليقك وحرمانك من طفلك وعودتك إلى بلدك وإلى ما كنت ستتعذبين منه سابقا.
فاشكري الخالق على ذلك، ولا تقتربي أبدا من أي موضع يؤذيك لا دينيا ولا دنيويا، وتذكري أنه بإمكانك السيطرة على عواطفك متى رغبتي في ذلك، وربطت بين ذلك وبين المكاسب في الدين والدنيا، وبين فقدان السيطرة عليها، وبين الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.
أغلقي صفحة الماضي، واستمتعي بحب زوجك لكِ، ولا تسمحي لأي رجل بإهانتك أو بإذلالك عاطفيا بدعوى الحب، والحب منه برئ.. فكل ما في الأمر إشباع غرائز فكوني غالية دائما.. وفقك الله.