أكد المشاركون في مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" -المنعقد في باريس بمشاركة نحو مائة دولة وغياب الصين وروسيا- حتمية زوال نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وضرورة اتخاذ تدابير لحماية المدنيين، بينما طالبت المعارضة السورية المؤتمر باتخاذ قرار بإقامة ممرات آمنة ومناطق حظر جوي. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تأسيس باريس لصندوق للطوارئ لمساعدة الشعب السوري، داعيا الدول الصديقة للشعب السوري إلى المشاركة فيه، كما دعا إلى محاسبة المسؤولين عن "الفظائع" التي ترتكب ضد الشعب السوري، وأكد ضرورة التواصل مع المحكمة الجنائية الدولية في هذه الصدد، وفقًا لشبكة الجزيرة الإخبارية. من ناحيتها دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في كلمتها أمام المؤتمر للرجوع إلى مجلس الأمن لإصدار قرار بشأن العملية الانتقالية في سوريا. أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيج، فدعا مؤتمر أصدقاء الشعب السوري للاستمرار في فرض العقوبات وحرمان النظام السوري من المصادر التي يستخدمها لتمويل عمليات قتل السوريين. ودعا وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى التعامل مع الوضع في سوريا بسرعة؛ حتى لا يستغل النظام السوري الوقت لمزيد من عمليات القتل -حسب قوله- كما دعا إلى ممارسة مزيد من الضغط على النظام السوري وعلى من يدعمونه. من جانبها دعت مسؤولة العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى تشديد العقوبات على سوريا، وأكدت ضرورة تأمين وصول المساعدات إلى المحتاجين في سوريا. بدوره طالب الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني -رئيس الوزراء وزير خارجية قطر- المؤتمر بعدم إصدار بيانات دون نتيجة، مؤكدًا أن المطلوب هو وقفة وتصحيح للمسار بالنسبة للموضوع السوري، وعبر عن استعداد قطر للمساهمة بكل ما يساعد، وطالب المجتمع الدولي بتضافر الجهود للتوصل إلى حل خارج مجلس الأمن إذا استمر الوضع على حاله. من جانبه قال الدكتور نبيل العربي -الأمين العام لجامعة الدول العربية- إن اجتماع باريس يجب ألا يتخلف عن الدعم الحقيقي والعملي للشعب السوري، واعتبر أن اجتماع اليوم يجب أن يخلص إلى الاتفاق على خطوات محددة تلتزم بموجبها الدول المشاركة بالعمل على تنفيذ خطة أنان. ومن المقرر أن يعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري القادم في الرباط، حيث دعا وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني الجميع للمشاركة في المؤتمر المقبل بالعاصمة المغربية.