أنا شاب عمري 21 سنة.. منذ فترة وأنا مهووس بالجنس بس كنت محروم، ولما خطبت حاولت إقناع خطيبتي بممارسة الجنس بس دون فضّ البكارة طبعا.. وبعدين إحنا أخدنا على كده، وأنا قررت إني أبطّل أعمل كده تاني إلا بعد ما نتجوز؛ علشان ربنا يرضى عننا شوية، بس اللي كنت عايز أخد رأيك فيه.. هل أنا كنت غلطان غلطة كبيرة؟؟ وهل خطيبتي لما وافقتني إننا نمارس الجنس كانت إنسانة مش كويسة؟ ويا ريت تقولوا لي الصح إيه؛ لأني احترت جدا جدا، وأفادكم الله.
hazin
بدأت مشكلتك عندما فتحت الباب للهوس بالجنس؛ فالأمر يبدأ عادة بإلحاح التفكير في الجنس، فإذا استسلم الإنسان له كانت الخطوة التالية التخطيط، لتحويل التفكير إلى واقع.. ثم لا يتوقف الأمر عند ذلك بالتأكيد؛ إذ إن من يختار الهوس الجنسي لا يقنع عادة بشيء، ويكون مثل من يشرب من ماء البحر لا يشعر بالارتواء أبدا..
لذا فإنه من المهم للغاية السيطرة على أفكارنا ومراقبتها أولا بأول، وعدم السماح لأنفسنا بالاستغراق فيما نثق بأنه يؤذينا دينيا ودنيويا.
ولا شك في أنك ارتكبت خطيئة دينية بما ارتكبته أنت وخطيبتك، بعد أن حرّضتها على ذلك فهذا ليس خطأ كبيرا -كما تساءلت- ولكنه أحد الكبائر التي لا بد من التوبة الحقيقية.. ومن أهم شروطها الندم البالغ على ما فعلته، والعزم الأكيد على عدم تكراره وكراهية ذلك بشدة والاستغفار المتواصل والاغتسال بنية التوبة وصلاة ركعتي التوبة وتكرار ذلك ما استطعت.
والإكثار من الأعمال الصالحة بوجه عام والاهتمام بالطبع بأداء كل العبادات، وفتح صفحة جديدة مع الخالق عز وجل، وهو ما أتمنى أن تفعله أنت وأن تحرّض خطيبتك عليه أيضا كما حرّضتها في السابق على ارتكاب الخطيئة معك..
ولكي تنجح في التوبة احرص على ألا تنفرد بخطيبتك في أي مكان مغلق ولا تتحدث معها هاتفيا ليلا، وراقب كلامك معها حتى لا تجد نفسك تعود لارتكاب الفاحشة مجددا..
وقد أسعدني توقفك عن ارتكاب الفاحشة، وأدعو لك ولخطيبتك أن يغفر لكما ربي وأن يحميكما من غضبه وعذابه بسبب هذه الفاحشة..
أما عن تساؤلك.. هل خطيبتك عندما وافقت على ارتكاب الفاحشة فإنها إنسانة "مش كويسة"، فالحقيقة أن هذا ينطبق عليك أيضا، وإن كنت لا أعفيها من الموافقة؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكنك أيضا ارتكبت نفس الخطيئة، فلماذا اكتفيت بالتساؤل هل ارتكبت خطأ كبيرا ثم تساءلت هل هي إنسانة مش كويسة؟!
وبالطبع أنا لا أدافع عنها، ولا أقبل إطلاقا بارتكاب الفاحشة تحت أية ضغوط أو إلحاح؛ وكنت أتمنى أن تقاوم خطيبتك تحريضك، وأن تخبرك بضرورة الانتظار حتى يتم الزواج حتى تفوزا سويا برضا الخالق عزّ وجلّ.
وأتمنى أن تقوم بزرع الإحساس بالذنب على الفاحشة والرغبة الصادقة بالتوبة داخلك أنت وخطيبتك، وأن تستفيدا من هذه المعصية البالغة في هذه السن المبكرة بضرورة تحري كل ما رضى الرحمن طيلة العمر وتجنّب كل ما يغضبه؛ لتفوزا بالخير الوفير في الدين والدنيا، كما أدعو لكما ولكل الشباب من الجنسين.