بعد سنوات طويلة كان جل تركيز جيش الاحتلال الإسرائيلي يتجه نحو الجبهة الشمالية لإسرائيل، يقوم الجيش الإسرائيلي حالا بتغيير استراتيجيته العسكرية والالتفاف جنوبا نحو الحدود المصرية، بعد التغيرات الأخيرة التي شهدتها مصر وصعود محمد مرسي إلى الرئاسة، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي إلى المطالبة بميزانية إضافية لكي يتمكن من التزود بعتاد استخباراتي ووسائل قتالية بحجة التمكن من التعامل مع التهديد الجديد. حيث ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية صباح اليوم (الخميس) أن الجيش الإسرائيلي قرر المطالبة بزيادة ميزانيته بمقدار 15 مليار شيكل لكي يتمكن من زيادة جاهزيته على الحدود المصرية، مدعيا أن الجبهة الجنوبية لإسرائيل فُتحت من جديد بسبب التوترات المتزايدة على تلك الحدود وفوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية. وأضاف التقرير الذي أذاعته القناة الإسرائيلية أنه بعد سنوات من التركيز على الجبهة الشمالية وقطاع غزة والاطمئنان للحدود مع مصر، أجبرت التطورات التي تشهدها مصر والمنطقة الجيش الإسرائيلي إلى البدء في تعديل نظرته الاستراتيجية العسكرية. وأكدت القناة الثانية أنه في إطار ذلك بدأ قادة الجيش الإسرائيلي في عقد سلسلة مناقشات داخلية، حتى قبل فوز مرسي في انتخابات الرئاسة؛ لبحث إمكانية التزود بوسائل قتالية حديثة ونشر عتاد استخباراتي على طول الحدود المصرية، الأمر الذي يتطلب ميزانية تقدر بنحو ثلاثة مليارات شيكل سنويا على مدار خمس سنوات قادمة. هذا وقد صرح مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى للقناة الثانية الإسرائيلية أنه لا يمكن أن تتجاهل إسرائيل المتغيرات التي تشهدها الدولة التي تُعد قلب العالم العربي، ولكن مع ذلك شدد المصدر على أنه بالرغم من المطالبة بزيادة الميزانية العسكرية المخصصة للمنطقة الحدودية مع مصر، فإن إسرائيل تولي أهمية بالغة في إبقاء اتفاقية السلام قائمة على قواعدها. وتزعم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن هناك نقاشات قادمة داخل الجيش الإسرائيلي ستخصص لقضية الاستعدادات الإسرائيلية على الحدود مع مصر، وأنه بدون إضافة ثلاثة مليارات شيكل سنويا فسيجد الجيش الإسرائيلي صعوبة في مواجهة ما سموه بالتهديدات الجديدة على الحدود الجنوبية لإسرائيل. ويؤكد التقرير في نهايته أن الجيش المصري يُعد حاليا من أفضل الجيوش على مستوى العالم، وأنه مر بالعديد من مراحل التطوير منذ حرب أكتوبر، ويتكون الآن من 12 فرقة ويمتلك ما يقرب من 300 دبابة و240 طائرة 16F حديثة ويخدم به ما يقرب من مليون جندي نظامي واحتياطي، مقابل 700 ألف جندي فقط يخدمون في الجيش الإسرائيلي.