د ب أ يسعى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني إلى العودة لصفوف أندية الصفوة الأوروبية اليوم (الأربعاء) عن طريق الفوز على مواطنه أتلتيك بلباو في النهائي الإسباني الخالص لبطولة الدوري الأوروبي في العاصمة الرومانية بوخارست. وكان أتلتيكو فاز بلقب أولى بطولات الدوري الأوروبي قبل عامين عندما تغلب على فولهام الإنجليزي 2/1 في النهائي الذي جرى بمدينة هامبورج. وألحق أتلتيكو هذا الإنجاز بلقب آخر بعدها بثلاثة أشهر عندما تغلب على بطل دوري الأبطال لذلك العام إنتر ميلان الإيطالي بهدفين دون رد في مباراة كأس السوبر الأوروبية بمونت كارلو. وقال أنطونيو لوبيز، قائد أتلتيكو مدريد: "نريد تكرار الإنجاز الذي حققناه في 2010 .. كان إنجازا رائعا والآن نريد تكرار الأمر من جديد". ولكن فريق أتلتيكو الذي سيخوض نهائي اليوم سيكون مختلفا تماما عن الفريق الذي سبق أن تغلب على فولهام وإنتر. فلم يعد يتبقى من فريق 2010 سوى أربعة لاعبين هم لوبيز نفسه وألفارو دومينيجيز ولويس بيريا وباولو أسونكاو، ولا يضمن أي من اللاعبين الأربعة أن يكونوا ضمن التشكيل الأساسي للمدرب دييجو سيموني في مباراة الغد. واقترب لوبيز وبيريا من مغادرة أتلتيكو مدريد، حيث أعلن النادي استغناءه عن خدماتهما يوم السبت الماضي قبل فوز أتلتيكو على ضيفه مالاجا 2/1 ليحتل الفريق المركز الخامس بترتيب الدوري الإسباني. وقال بيريا: "سنلعب من أجل حياتنا اليوم، سيكون يوما رائعا.. فالوصول إلى الدور النهائي أمر بالغ الصعوبة.. آمل أن تأتي هذه المباراة كتتويج لمشواري مع أتلتيكو". أما لوبيز فقال: "لطالما قلت إنني لا أريد الرحيل عن هذا النادي دون إحراز لقب ما، ومن حسن الحظ أنني تمكنت من إحراز لقبين مع الفريق في 2010، وآمل ألا نضيع فرصة إحراز لقب ثالث". ولا يعاني أي من الفريقين من أي حالات إصابة بين صفوفهما. وفي الوقت الذي دفع فيه سيموني بأفضل 11 لاعبا لديه بأتلتيكو أمام مالاجا يوم السبت الماضي فقد فضل مدرب بلباو مارسيلو بييلسا إراحة أغلب لاعبيه الأساسيين خلال المباراة التي تعادل فيها فريقه سلبيا أمام خيتافي في اليوم نفسه. وكان بلباو هو الفريق الأكثر خوضا للمباريات في أوروبا هذا الموسم بعد وصوله ليس لنهائي بطولة الدوري الأوروبي فحسب وإنما لنهائي مسابقة كأس إسبانيا أيضا. ولكن الضغوط النفسية والبدنية التي تعرض لها فريق بييلسا الشاب أدت إلى هبوطه للمركز العاشر بترتيب الدوري الإسباني. ولكنهم سيتمتعون بالنضارة والحماس اليوم ساعين لمنح بلباو أول ألقابه الأوروبية، ولمحو الذكرى المريرة لهزيمته القاسية أمام يوفنتوس الإيطالي في نهائي بطولة كأس الاتحاد الأوروبي عام 1977 عندما ضاع اللقب من بلباو بسبب لائحة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين. ويعتبر بلباو حالة فريدة من نوعها في الكرة الأوروبية مع رفض النادي الإسباني ضم أي لاعبين أجانب إلى صفوفه حيث يعتمد الفريق على لاعبين ولدوا أو نشأوا في المقاطعات الباسكية فقط. وقال أندر إيتوراسبي أحد مشاريع بلباو الواعدة: "إننا مترقبون، وننتظر يوم النهائي بفارغ الصبر". وأضاف: "كما تترقب الجماهير الحدث بآمال كبيرة كعادتها.. إننا نتفهم الأمر وهو أمر إيجابي بالنسبة لنا أن نعرف أننا نواجه هذه الضغوط حتى نبذل قصارى جهدنا". وقال أوسكار دي ماركوس -أحد نمور خط الوسط الواعدة- الأخرى بفريق بلباو: "كنت أشعر بآلام في معدتي خلال الأيام القليلة الماضية عندما أفكر في النهائي. يجب أن نبعد مثل هذه التوترات عن أذهاننا، إننا جميعا نترقب هذا اليوم بفارغ الصبر ولا نكاد نطيق انتظار وصوله". وسيقود إيتوراسبي ودي ماركوس خط وسط بلباو اليوم ومعهما أندر هيريرا وماركيل سوسايتا، بينما يلعب إيكر مونيان والدولي فيرناندو لورينتني في خط الهجوم. وتتصدر أسماء هيريرا ومونيان ولورينتي القوائم الشرائية للعديد من أندية أوروبا الكبرى خلال هذا الصيف ومعهم لاعب خط الوسط المدافع خافي مارتينيز، أحد لاعبي المنتخب الإسباني أيضا. وسيكون نهائي اليوم هو أول نهائي أوروبي يقام في رومانيا، ويتوقع وصول نحو 15 ألف مشجع لكل نادي إلى العاصمة الرومانية ولكن الكثيرين منهم لن يكون معهم تذاكر المباراة. ولا تتوقع شرطة بوخارست العديد من المشاكل بين جماهير الفريقين نظرا للعلاقات الطيبة التي تجمع بينهما. حيث أنشيء نادي أتلتيكو مدريد عام 1903 على يد مجموعة من طلاب إقليم الباسك في العاصمة الإسبانية باعتباره مجرد فرع لناديهم المحبب بلباو، ولهذا السبب فإن الفريقين لهما نفس الاسم والألوان إلى جانب الصداقة القديمة التي تجمع بينهما.