أ ش أ استعادت ميادين مصر ذاكرة الماضي في جمعة تعدّدت أسماؤها حسب أهواء المشاركين فيها ومطالبهم وانتماءاتهم وتياراتهم؛ فقد أسماها البعض "جمعة الزحف"، والبعض الآخر أطلق عليها جمعة "تقرير المصير"، وآخرون قالوا جمعة "حقن دماء المصريين". في محافظة أسوان، شاركت مختلف القوى السياسية والتيارات الدينية وشباب ائتلاف الثورة اليوم في مليونية أطلق عليها مليونية "حماية الثورة وحقن دماء المصريين" بميدان المحطة وسط مدينة أسوان في توحّد جديد بين جميع هذه القوى منذ قيام ثورة 25 من يناير. وجاءت مشاركة القوى السياسية تحت شعار واحد "حماية دماء المصريين، والتنديد بقتل المتظاهرين في ميدان العباسية". كما نظّم شباب ائتلاف الثورة والجماعة الإسلامية والتيارات السلفية والإخوان المسلمين مسيرات انطلقت عقب صلاة الجمعة من ميدان وسط المدينة حتى ميدان المحطة، مرورا بكورنيش النيل، رافعة شعارات ثورية، ومطالبين بسرعة نقل السلطة إلى سلطة مدنية في مواعيدها المحددة لضمان التحوّل الديمقراطي السليم خلال هذه المرحلة من تاريخ مصر. وفي محافظة القليوبية، شهدت الميادين العامة بمدينة بنها عدة تظاهرات وتجمّعات انطلقت عقب صلاة الجمعة، نظمها عدد من القوى والحركات والأحزاب الإسلامية، وطالبوا بضرورة إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري حتى يمكن الطعن على قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية. كما طالب المتظاهرون بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وتسليم السلطة في 30 يونيو القادم، وتحقيق مطالب الثورة، وكذلك ضبط الجناة والمتهمين في أحداث العباسية. وفي سياق متصل، رفض عدد من القوى والائتلافات الثورية والشبابية بمحافظة القليوبية المشاركة في مسيرات اليوم، مؤكّدين أنه تمّ تنظميها من قِبل التيارات الإسلامية في محاولة لاستدراج القوى السياسية للوقوف بجانب الإخوان ضد المجلس العسكري ومساعدتهم في الاستحواذ على السلطة؛ وذلك حسب ما أكّدته تلك القوى. وفي محافظة شمال سيناء، نظّمت القوى والتيارات السياسية والأحزاب وائتلاف وحركات ولجان الثورة ومنسّقو حملات المستبعدين من ترشيحات الرئاسة بعد صلاة الجمعة وقفة احتجاجية أمام المسجد الرفاعي بميدان السادات الرئيسي بوسط مدينه العريش، وأتبعوها بمسيرة في محيط المنطقة، وذلك تضامنا مع المعتصمين بميدان العباسية، وإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري. وفي محافظة السويس، قام العشرات من جماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة بتنظيم مسيرة بميدان الأربعين، عقب أداء صلاة الجمعة للمطالبة بتسليم السلطة للمدنين، وذلك تضامنا مع ما أسموها ب"جمعة النهاية" بميدان التحرير، وردّدوا هتافات تطالب بحماية الثورة، وتسليم السلطة في الموعد المحدد. جاء ذلك في ظلّ مقاطعة تامة من قِبل الأحزاب المدنية بالمحافظة لهذه المسيرات التي أطلقوا عليها مسيرات "إخوانية"، وفقا لِمَا قامت به جماعة الإخوان من تنظيمها بمختلف المحافظات. وشهدت المسيرات، قيام عدد من النشطاء بانتقاد جماعة الإخوان المسلمين، رافضين لما يقومون به خلال هذه الفترة الحرجة ومحاولة استقطاب القوى السياسية لمساندتهم، دون اعتبار لمصلحة الوطن في المقام الأول.