انتقد النائب محمد البلتاجي -نائب حزب الحرية والعدالة بمجلس الشعب- أداء حكومة الجنزوري مع ما يحدث بميدان العباسية، مستنكرا ما يحدث من إراقة الدماء وإرهاب الأهالي داخل منازلهم؛ وذلك في لقاء خاص في برنامج "آخر النهار" على قناة النهار. وردا على تساؤل محمود سعد حول عدم مناسبة قرار الكتاتتني -رئيس مجلس الشعب- بتعليق جلسات مجلس الشعب، قال البلتاجي: "أنا معك أن القرار ليس مناسبا؛ ولكن لم يتوقف العمل كما يظنّ البعض فاللجان مستمرة، واليوم كنا نناقش أحداث العباسية ونصدر توصيات بشأنها؛ ولكن التساؤل الأفضل الآن هو: لماذا تصرُّ الحكومة بأدائها الفاشل على حرق الأراضي الخضراء وتسليمها؟!". وأضاف: "رفضت الحكومة أن تحضر جلسات مجلس الشعب، وبالتالي لا يمكن اتخاذ قرارات خاصة بها دون حضورها، ولا معنى للجلسات دونهم، واللواء محمد شاهين تحدث أمس مع الكتاتني في حضور ما لا يقل عن 100 نائب، وأكد له أن هناك تعديلا وزاريا خلال ساعات بحضور الفريق سامي عنان". وأتبع: "الخطورة الآن في استمرار حكومة الجنزوري وكل ساعة تستمر فيها يحدث خراب، وحتى لو تبقى على وجودها 20 يوما؛ ولكن بالفعل وجودها يخرب ويدمر فلما الاستمرار؟! ويجب أن يعلم الجميع أن تعليق الجلسات لا يعني التوقف عن العمل؛ ولكن إقالة الحكومة أمر بيد المجلس العسكري". واستطرد: "العسكري استجاب لمطلب الآلاف في إقالة حكومة عصام شرف، ويرفض الاستجابة للبرلمان في إقالة الجنزوري، وما يحدث في العباسية ببساطة أن هؤلاء المتظاهرين استشعروا خطورة استمرار اللجنة العليا للانتخابات في الفترة الحالية باستبعاد بعض المرشحين ودخول مرشح واحد بشكلين مختلفين بإصدار قانون يعزل أفراد؛ فيعزل هذا الشخص ثم يُقدِّم هذا الشخص الطعن فيُقبَل في وقت غير وقت التقديم". والتقط أطراف الحديث قائلا: "لم ينتظر المجلس موافقة الدستورية العليا ووافق على الطعن، وهذا يقلقني أنا شخصيا، ويجعلني أعيش في ريبة؛ لأنني أتساءل هل تستخدم المادة رقم 28 لمصلحة الوطن؟ وهل ستكون هناك انتخابات نزيهة بالفعل أم لا؟ وكذلك يتساءل المعتصمون في العباسية". واستنكر الدكتور البلتاجي أعمال البلطجة والاستفزاز التي تحدث بالعباسية وحالة البلبلة والفوضى العارمة، قائلا: "ما يحدث هو دليل على الرغبة في الانتقام، وحينما وصفت ما حدث بموقعة الجمل الثانية فهذا صحيح؛ لأن ما يحدث لعب بالنار، وهي طريقة مخابراتية منظمة ومرتبة، وإن دلّ على شيء فإنما يدلّ على أن استخدام الأجهزة الأمنية لا يزال موجود ومَن يفعل هذا يعلم جيدا بسيكولوجية الناس ويستفزهم بطريقة فعالة". وفي سياق آخر، طالب الدكتور البلتاجي باستقالة المستشار فاروق سلطان -رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية- قائلا: "أطالب المستشار فاروق سلطان بتقديم استقالته؛ حفاظا على سلامة أداء الانتخابات الرئاسية القادمة لإنقاذ الموقف، ووقتها سيهدأ المعتصمون وتنفض التظاهرات". وفي نهاية الحوار استنكر البلتاجي ما قيل عن الإخوان المسلمين في الفترة السابقة، قائلا: "أخطأ من اتهم الإخوان بالصفقات وبيع دماء الشهداء؛ ولكنهم أول من طالب بحق المدنيين وإلغاء قانون المحاكمات العسكرية، وإن أخطأ الإخوان في شيء، فمهما كان لا يمثله بيع الثورة كما قال الكثيرون، ونحن مع الاعتصام السلمي، وأنا ذاهب الآن إلى ميدان العباسية".