السلام عليكم.. قرّرت أن أكتب لكم لكي أخرج ما بداخلي.. كي أصرخ حتى أستيقظ من ذلك الكابوس الذي أرهقني.. بداية أنا لا أعلم من المخطئ؛ ولكن دعوني أتحدث ربما أجد من يأخذ بيدي، أنا ارتبطت من 8 أشهر بشاب من أسرة غاية في الطيبة والكرم، كان زواجا تقليديا لم أكن أعرفه من قبل؛ ولكن فترة الخطوبة قرّبت كل منّا للآخر أو هكذا اعتقدت.. أحببته وأحبني.. كان بي رحيما، وكنت في أزماتنا صابرة؛ ولكنني كنت أشعر طوال الوقت أنه شخص آخر في لحظات اقترابي منه في علاقتنا الحميمة كنت أراه شخصا آخر، شخصا مختلفا لم يطلب مني ما يغضب الله أبدا حتى لا أظلمه؛ ولكنه كان مختلفا.
مني بعدذات يوم طلب مني أن أدخن وأصرّ في طلبه، وقال لي: "إنتي زوجتي لا بد وأن تطيعيني".. فوافقت وأصبحت مدخنة نهمة الآن بفضل توجيهاته طبعا.. وهذه نقطة من بحر عميق.. تدور بداخلي تساؤلات كثيرة هل هذه بداية أفكاره الغريبة؟ ما الخطوة التي سيطلبها بعد ذلك تحت شعار الزوجية؟ أدركت الآن أن من يحب لا يخاف على حبيبه؛ بل يخاف أن يرفض له طلبا قد يرضيه، بتّ أخشى الغد مع إنسان أحببته، واعتقدت أنني فهمته جيدا، وإذا بي أستيقظ بجوار رجل غريب عني بعيد عني جدا ليته يدرك هذا.
زوجة رجل مدخن
الصديقة العزيزة.. احترمت كثيرا أمانتك في عرض رسالتك، وإشادتك بطيبة وكرم أهل زوجك، وبأنه كان بك رحيما أثناء الخطبة.. فكل هذا يحسب لك بالتأكيد.
أما عن شعورك بالاختلاف مع زوجك في العلاقة الحميمة فهوني على نفسك؛ فالرجل لم يطلب منك شيئا محرما حتى تشعرين بالخوف غير المبرر منه، ومن الطبيعي أن تبرز للزوجين الكثير من الاختلافات في تفاصيل الحياة اليومية بينهما بعد الزواج، وليس من الصحيح أن من يحب أحد يخاف أن يرفض له طلبا قد يرضيه، فلا مجال للحديث عن الطاعة في أمور تؤذي الصحة.
وأعتقد أن زوجك طلب منك التدخين بإصرار؛ لأنه يحب التدخين، وأراد أن تشاركينه فيه، ولم تكوني موفقة عندما وافقته على ذلك، ولا عندما تماديت في التدخين حتى أصبحت مدخنة نهمة، ولا بد من التوقف عن ذلك فورا، وتذكري أن التدخين يجلب أخطارا صحية فادحة معروفة للجميع، ويجلب للمرأة أخطارا إضافية؛ منها أنه يؤذي الجنين أثناء الحمل، فضلا عن أنه يعجل بإصابتها بالتجاعيد المبكرة.
قولي لزوجك ذلك بلطف، ودون انفعال زائد، وبلا محاضرات طويلة، وكثفي الكلام.. واخبريه أنك فكرت طويلا في الأمر وقررت ترك التدخين؛ لأنك تحبينه وتريدين أن تكوني جميلة دائما من أجله؛ وحتى تحمي أولادكما من أخطار التدخين، وأكدي له أنك تحرصين على طاعته في كل الأمور الأخرى التي لا تتسبب لكما في الأذى سواء على المدى القريب أو البعيد، وشجعيه على ترك التدخين.
وأخبريه أنك تحبينه كثيرا وتخافين عليه من خطورته، وتريدين أن يتمتع بصحته الممتازة طوال عمره الطويل بإذن الرحمن.. واتركيه وغادري المكان لتعطيه الفرصة ليفكر.
وإذا أصرّ على مواصلة التدخين فهذا شأنه وحده؛ ولكن من حقك رفض التدخين وإنما دون عدوانية أو توجيه أية إهانات له.
وتوددي إلى زوجك خلال تفاصيل الحياة اليومية بصورة ناعمة وأنثوية ودون مبالغة بالطبع، واحرصي على المظهر الجميل، والحديث بلطف معه، والاهتمام بشئونه، واكتساب صداقته دون حصار أو إلحاح، وكوني وسطا بين الابتعاد المحسوب، والاقتراب الذكي.
وتذكري أن السنوات الأولى من الزواج تحدث بها الكثير من الخلافات بين الزوجين؛ لاختلاف الطبائع، وأساليب التنشئة، والاهتمامات والميول، ولا تنظري إليها على أنها كارثة؛ بل على أنها أمر طبيعي يمكن الاستفادة منه لفهم الطرف الآخر جيدا، ولإحداث المزيد من التقارب التدريجي.
وتذكري ألا تبحثي عن التطابق مع زوجك في النظر إلى الحياة لأنه غير الواقعي، فقط انزعي فتيل الصدام أو التشاحن أولا بأول وازرعي الودّ والتفاهم بينكما، وستحصدين الخير والسعادة.. كما أدعو لك.
اقرأ الرد كلما شعرت بالضيق لتهدأي ولتحسني التصرف مع زوجك.. كما أدعو لك وتفاءلي بالخير، وستجدينه بمشيئة الرحمن دائما.. وفقك الله.