قلناها هنا في "بص وطل" منذ أسابيع أن المصري لن ينزل..! لم نضرب الودع، أو نفتح المندل، أو نقرأ الفنجان، أو نفتح الكوتشينة، ولكننا استقرأنا الأحداث بمنتهى الدقة، وبالعِلم والورقة والقلم دون أي تدخّلات شخصية، فكان ما كان، وخرجت الأخبار والتصريحات على لسان الكبار؛ سواء عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة، ومن قبله كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء، الذين قالوها بصراحة لن نغالي في العقوبات، وبهذه الكلمات سوف تثبت الأخبار التي ستخرج بعد ساعات صِدقنا. المهم تعالوا معنا من جديد لا لنضرب الودع، بل لنعرف أن مشاركة الأندية المصرية الثلاثة (الأهلي والزمالك وإنبي) التي ستخوض غمار المسابقات الإفريقية بدوري رابطة أبطال إفريقيا والكونفيدرالية، في منتهى الصعوبة. الأحمر سيُواجه البن الإثيوبي بأديس أبابا في لقاء الذهاب يوم 25 مارس، أما الزمالك سيُواجه أفريكا سبور الإيفواري في اليوم نفسه، بينما إنبي سيلاقي ليديا بطل بوروندي في دور ال32 من الكونفيدرالية. والسؤال الآن.. ما هي فُرص الأندية المصرية الثلاثة في التأهل لدور ال16 فقط؟ وليس الفوز بالبطولة الإفريقية في ظلّ الأجواء التي تمرّ بها المسابقات المحلية من إيقاف وتجميد للنشاط الكروي وإلغاء الأمن للمباريات الودية، وهو ما جعل الأمور سوداء تماما، والرؤية ضبابية والرياح رملية عاصفة تمنع الرؤية، وتحجب الأنظار. الأهلي الذي يعاني من الغياب عن اللقاءات الرسمية منذ مباراة "النكبة" التي لعبها أمام المصري وانتهت ب74 شهيدا إلى جانب مئات المصابين، باتت الأمور بالنسبة له في غاية الصعوبة، فرغم مشاركة الأحمر في معسكر خارجي بالإمارات لعب خلاله 3 مباريات مع فِرق إماراتية وكويتية استفاد منها الأهلي نفسيا بعودة لاعبيه من جديد للعب الكرة بعد أكثر من 30 يوما وقتها؛ فإنه يُواجه مشكلات بالجملة فنيا وبدنيا. ورغم أن الأهلي خسر مباراتين ودخل في مرماه 7 أهداف؛ فإن الجهاز الفني -بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه- اعترف بالأخطاء، وأنه سيُعالجها قبل السفر إلى أديس أبابا.
الخوف "دابب" في قلب الجهاز الفني ولاعبي الأهلي؛ خاصة مع اعتراف قائد الفريق حسام غالي بأن المنافس جاهز فنيا وبدنيا، ويلعب محليا وإفريقيا منذ فترة بعكس الأحمر. ناهيك عن الصعوبات الطبيعية من ارتفاع الهضبة الإثيوبية 3000 متر فوق سطح البحر، وهو ما يعني أن اللاعبين سيُواجهون لاعبا آخر هو الضغط الجوي الذي سيُؤثّر على نقص الأوكسجين، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي للاعبي البن؛ بسبب تعوّدهم على الأجواء. والزمالك ليس بحال أسعد من الأهلي بل أصعب؛ فالأبيض سيلعب مع فريق قوي للغاية هو أفريكا سبور الإيفواري صاحب الشهرة الواسعة في ربوع القارة السمراء كلها، ورغم أن المباراة في القاهرة؛ فإنها ستكون دون جمهور؛ لأن الزمالك لا يزال معاقَبا إفريقيا؛ بسبب "موقعة الجلابية" أمام الإفريقي التونسي. في الظروف التي تمرّ بها مصرنا الغالية بصفة عامة والرياضة بصفة خاصة.. هل يصعد الأهلي أو الزمالك أو إنبي إلى دور ال16؟!