وقعت مؤخرا في محمية Heilongjiang الصينية للنمور حادثة تشير إلى تغيّر قوي في سلوكيات النمور السيبيرية؛ حيث رصدت عدسة أحد المصوّرين أثناء تجوّله في المحمية قيام 11 نمرا سيبيريا بالهجوم على أحد الرجال من مسئولي المحمية كان متواجدا داخل سيارته يحتمي بها، في حركة غير اعتيادية من هذه الفصيلة من النمور تحديدا. غرابة تصرّف النمور السيبيرية (أكبر الفصائل الستة الرئيسية للنمور) لا ينبع من أنها تقوم بالهجوم على السيارة في منطقة مكشوفة على عكس سلوكها في الصيد المعتمد على الاختباء ونصب الكمائن، بل ينبع من تواجدها مع بعضها البعض بهذا العدد الكبير، بل إنها تتشارك في الهجوم على أحد الأهداف بشكل جماعي؛ إذ إن النمور بشكل عام تُفضّل التجوّل والصيد بصورة منفردة ولا تعيش في عائلات كبيرة العدد. الصورة حيّرت العلماء المتخصصين بشدة؛ حيث إن هذا السلوك الاجتماعي المفاجئ للنمور السيبيرية يبدو أنه لا يستند على أي مبرر أو سبب واضح؛ فالأسود هي الوحيدة من بين كل السنوريات التي تتبنّى نظاما اجتماعيا قويا في حياتها بشكل عام والصيد بشكل خاص. يُذكَر أن النمر السيبيري من الفصائل المهددة بالانقراض بشكل رسمي؛ حيث يعيش حاليا نحو 400 نمر سيبيري في البرية موزّعين بين روسيا والصين، إلى جانب وجود أعداد أكبر منها منتشرة في محميات وحدائق الحيوان عبر العالم، وهو ما استدعى من الصين أن تقوم في عام 1986 بافتتاح محمية Heilongjiang في شمال شرق الصين لحماية النمر السيبيري من الانقراض؛ إذ تضمّ حاليا نحو 500 نمر سيبيري بعد أن كانت ثمانية نمور فقط مع افتتاح المحمية.