أنا هادخل في الموضوع مباشره ومش هاسمّيها مشكلة بس ممكن أكون محتاج لحد محترم زي حضرتك يدّيني رأيه في اللي أنا حاسه ده أنا شاب عندي 20 سنة كلية آداب بس تقدر تقول أنا واخد الكلية كفرض اجتماعي شهادة والسلام، بس أنا الحمد لله متفوق فيها بس اللي أنا عاوز أعمله في حياتي أكبر من كده طموحات كبيرة وأحلام أكبر، وبدأت شغل وأنا في المرحلة الإعدادية في حاجات كتيرة علشان أكتسب الخبرات الحياتية اللي أنا حاسس إنها أهم ركن في مجال العمل والتعامل، ورغم صغر سني حققت مبالغ مش بطالة بالنسبة لي.. المشكلة إني نفسي أقول لواحدة معينة إني بحبها بس تعرف حضرتك أنا حاسس إنه من كتر تفكيري في مستقبلي وأحلامي اللي بدأت أشتغل عليها وعلى تحقيقها من فتره كبيرة كل ده مخليني حاسس إن قلبي عطلان ومشاعري زيرو وخايف أحب لأني حاسس إن المشوار طويل ونفسي أقف على أرض صلبة أولا علشان أقدر أتقدم بقلب جامد وأنا أقسم لك بالله إني مخلص أوي في حبي ومش بحب أهين الحاجة أو الشخص اللي بحبه بس المشكلة إني برده شاب ونفسي أقول لها.. بس أقول لها، لكن زي ما شرحت لحضرتك حاسس إن أحلامي دي في السن ده مانعاني من حاجات كتير أوي. وفي نفس الوقت باحس إني كبير أوي لما باحقق حاجة كان نفسي أوصل لها.. آسف إذا كنت طوّلت على حضرتك وأتمنى من ربنا إن الصورة تكون واضحة لحضرتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محمد أنور سيد صديقي العزيز: سعيد جدا بلقاء شاب مثلك يحترم ذاته ويحترم من سيرتبط به، ويحترم أهدافه ومستقبله ويخطط لهما؛ وهذا النوع من الشباب ليس نادرا لكنه متميز. صديقي.. لا شك أننا -كبشر أسوياء- نملك قدرات عامة متقاربة؛ لكن طبيعة حياتنا تسوقنا لأن نتعامل ببعض هذه القدرات ونعطل البعض الآخر لحينها؛ فقارئ القرآن أو الموسيقي مثلا يعتمد على حاسة السمع أكثر من حاسة البصر، والمخرج أو الرسام يعتمد على حاسة البصر أكثر، والشيف أو الطاهي يعتمد على حدسه وذائقته وشمه أكثر من غيرها، والضابط في الجيش يعتمد على حديث العقل والأوامر العسكرية في الوقت الذي يطلب منه أحيانا تعطيل الجانب الرومانسي فيه لحين آخر. لكن أيا من هؤلاء لم يخسر قدراته المعطلة؛ بل هو فقط يحفظها لحين الحاجة إليها أو لوقتها. وهذا ما تفعله أنت؛ فأنت لم تتخلص من مشاعرك ولا يمكن لأحد أن يفعل؛ بل أنت فقط تحفظها لوقتها، وبشيء من التمرين والمراس على استخدامها ستتفتق وتُخرج لك جواهر وكنوزا من المشاعر التي طالما حلمت بها.