كتبت: شيماء عمرو في الوقت الذي استخدمت فيه كل من روسيا والصين حقّ النقض (فيتو) ضد مشروع قرار مجلس الأمن لإدانة نظام الأسد؛ لقي ما لا يقل عن 12 شخصاً مصرعهم، فيما أصيب العشرات في قصف للقوات الحكومية السورية صباح اليوم (الإثنين) على أحياء عديدة من مدينة حمص معقل الاحتجاجات الشعبية. وكان الناشطون قد تحدّثوا عن قصف مدفعي وصاروخي طال حي باب عمرو الذي يعتبر أحد معاقل الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تسبب بتدمير مبانٍ وبحرائق، وذلك بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقراً له. من جهته قال سيرجي لافروف -وزير الخارجية الروسي- إن روسيا تغضّ الطرف عن هذه الدماء المُراقة؛ لأنها ترى أن سعي سوريا لتحقيق إصلاحات داخلية دون تدخل خارجي هو أمر يستحق الدعم! وأضاف لافروف أنه سيسلم الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته المقررة إلى دمشق غدا رسالة من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف؛ لكنه لم يكشف عن مضمونها، وأكد لنظيره البحريني أن أحدا لن يعرف بمضمون الرسالة بخلاف بشار الأسد. "أظهر عدم الاحترام" هكذا وصف لافروف رفض مجلس الأمن للطلب الروسي بعدم طرح القرار الخاص بسوريا للتصويت، قبل زيارة وزير خارجيتها ومدير هيئة الاستخبارات ميخائيل فرادكوف لدمشق المقررة غداً.. وعبّر عن دهشته لرفض المجلس التعديلات الروسية رغم كونها منطقية! وعلى الرغم من هذا العنف الواضح المستخدم من قبل نظام الرئيس الأسد ضد شعبه فإن إيفان كونوفالوف -الخبير العسكري الروسي- يرى أن الجيش السوري لا يستخدم قدراته بشكل كامل، وهذا في إطار سياسة الحكومة السورية التي تحاول وضع "حدّ لاستخدام القوة" على حد تعبيره، "لكنها مضطرة للردّ على الهجمات التي تستهدف قواتها"! وليام هيج -وزير الخارجية البريطاني- هدد بأن بلاده تنظر بجدية في مسألة قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، في حال فعلت جامعة الدول العربية نفس ما فعلته تونس مع السفراء السوريين، وطردهم على خلفية الأحداث المشتعلة هناك. وتأتي تصريحات هيج في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطا شديدة؛ من أجل الكشف عن استراتيجية المملكة المتحدة حول سوريا أمام البرلمان البريطاني، بعد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على قرار لوضع نهاية لأعمال العنف المتصاعدة في سوريا؛ بحسب صحيفة ديلي إكسبريس اليوم. وزير الخارجية البريطاني في حكومة الظل لحزب العمال دوجلاس ألكسندر قال إن المملكة المتحدة ستجري محادثات مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية قبل الاجتماع المقرر لوزراء خارجيتها هذا الأسبوع، من دون استبعاد احتمال انضمام بلاده إلى مقاطعة دبلوماسية ضد سوريا تعتمدها الجامعة العربية. مجلس التعاون الخليجي هو الآخر سيعقد اجتماعا السبت القادم في الرياض؛ لبحث الوضع في سوريا، عشية اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة؛ وفقا لما صرح به وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي. أما السفير طارق بخيت -الناطق الرسمي باسم منظمة التعاون الإسلامي- فقد كشف خلال مؤتمر صحفي عقدته المنظمة في جدة اليوم عن اتصالات دولية تجريها المنظمة بشأن التطورات الجارية عقب فشل التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في سوريا، وأن المنظمة ستعلن عن نتائج هذه الاتصالات لاحقاً، وأكد دعم المنظمة للجهود التي أعلنت عنها باريس حول تشكيل مجموعة "أصدقاء الشعب السوري".