شكّلت نقابة المهن العلمية لجنة لتقصّي الحقائق حول طبيعة الغازات السامة التي تسبّبت في موت أربعة أشخاص في قرية العكرشة وعرب العليقات بمحافظة القليوبية، وأصابت 25 بحالات اختناق، وتُهدّد حياة المئات من سكان المنطقة المُعرّضين لاستنشاق هذه الغازات. وأرسلت النقابة عددا من أعضائها لأخذ عيّنات من موقع الحدث، وإرسالها إلى مصلحة الطب الشرعي للكشف عن طبيعة تلك الغازات ومصدرها. وأكّد خبير بمصلحة الطب الشرعي ل"بص وطل" أن هذه العيّنات تبيَّن أنها غالبا ناتجة عن مخلّفات مسابك ألومنيوم أو حديد. وأشار الخبير إلى أن المصلحة تقوم بتشريح جثث المتوفّين الأربعة نتيجة استنشاق هذا الغاز، والبحث عن أثر هذا الغاز في الدماء والرئة، ومِن ثمّ القيام بتحليله لمعرفة طبيعته. واستطرد الخبير: "الجثث مصابة بحروق في الوجه والرقبة، الأمر الذي يدلّ على خطورة المخلّفات الناتج عنها هذا الغاز". وبسؤال خبير الطب الشرعي حول أسباب انبعاث هذا الغاز من تلك المخلفات؛ قال إن السبب الرئيسي هو تعرّض تلك المخلفات للمياه، وهو ما يجعل هذه المخلفات تتفاعل مع المياه، ومِن ثمّ يُؤدّي إلى انبعاث هذا الغاز الذي يُسبّب الوفاة. وحذّر خبير الطب الشرعي من وجود كارثة موت حقيقية بقرية العكرشة بمحافظة القليوبية، وذلك لبقاء تلك المخلفات إلى الآن بالمنطقة، فقد تمّت إزالة أجزاء قليلة من تلك المخلفات، ونسبة كبيرة منها ما زالت متبقية، وهي ما تم الحصول على عينات منها، وبمجرد هطول أمطار على تلك المخلفات أو سكب أي مياه عليها سيُؤدّي ذلك إلى انبعاث الغاز السام، وبالتالي تعرّض المئات من سكان هذه القرية للموت أو الإصابة بالحروق. وكانت منطقتا العكرشة وعرب العليقات الواقعتان بمحافظة القليوبية قد تعرّضتا الأسبوع قبل الماضي لتسرّب غازات سامة، أدّى إلى حالات اختناق بين المواطنين؛ بسبب قيام بعض الأهالي بردم بعض المستنقعات المملوءة بالمياه الحمضية من مخلفات مصانع الأسمدة والصناعات التعدينية المنتشرة بالمنطقة، الأمر الذي أدّى إلى مقتل 4 وإصابة 25 آخرين، نتيجة انبعاث غاز سام من تلك المخلفات بعد اختلاطها بمياه المستنقعات.