السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحب أولا أشكر موقع "بص وطل" على خدماته المميزة وتواصله مع مشاكل الشباب، كل مشكلة باقرأها بصراحة ردكم عليها بيكون مثالي وده اللي شجّعني إني أقول لكم مشكلتي. الموضوع باختصار أني أعمل في إحدى الدول الخليجية، وكنت أبحث عن بنت الحلال التي تكمل معي المشوار، فرشحت لي خالتي واحدة تعرفها، كويسة وبنت حلال وهي جارتها، فتكلمت معها في التليفون للتعارف، وابتدينا نقرب من بعض عن طريق النت يوميا؛ هي في بلد وأنا في بلد حتى شعرت بأنني أميل لها وهي كذلك فاعترفت لها بحبي وهي كمان. إلا أنني مع الوقت شعرت بالملل وتجمّدت مشاعري، فهي رغاية أوي، وساعات أحس منها بالتطفل، فزهقت من النت والتليفونات، وقبل ما أنزل إجازة قلت لها معلش أنا عندي ظروف وأتمنى لك كل خير ومش هاقدر أكمل. ولما نزلت مصر شفت كام واحدة كزواج تقليدي فنحن غير اجتماعيين وليس لنا معارف كثيرة، ولكن ماحصلش نصيب، فلم أجد من يرقّ لها قلبي، وخلصت الإجازة اللي كنت أتمنى إني ألاقي فيها بنت الحلال. وبالمصادفة قابلت البنت التي عرفتني عليها خالتي على النت، وذلك قبل نهاية الإجازة بأسبوع وتحدثنا وقلت لنفسي لماذا لا تذهب إليها وتشوفها يمكن تعجبك، وبالفعل رُحت قابلتها هي كانت في محافظة من المحافظات، وبصراحة عجبتني جدا وكان شكلها غير الصور خالص، وحسيت ساعتها بارتياح وبأقصى سرعة رحت لأهلي وقلت لهم على الموضوع ومددت إجازتي ورحت خطبتها وخرجنا ثلاث مرات فقط وبعد كده سافرت. رجعنا نتكلم نت تاني وتليفونات وحسيت بنفس الإحساس اللي كنت حاسة بيه قبل كده، يصرخ بداخلي صوت أن أترك الموضوع وأشعر بالملل الشديد منها، ودائما ما أتهرب من مكالماتها، ساعتها قلت لنفسي حرام عليك ملل إيه هو بس علشان مش بتشوفها، فعرضت عليها إنها تجيب كاميرا وأنا كمان على الأقل نشوف بعض باستمرار وما أدراك ما الكاميرا. إلا أنه مع الوقت حسيت بتجمد مشاعري، ومرّت سنة وأنا مش عارف أعمل إيه أكمّل ولا أسيبها وأدور على واحدة تانية؟ أنا مش جاهز لسه قدامي سنتين عشان أقدر أتجوز، والبنت منتظراني.. أنا خايف أحس نفس الإحساس بعد الجواز ويكون بيننا أولاد ساعتها هيكون للانفصال عواقب وخيمة. anagalalana صديقنا العزيز.. شكرا لرأيك فينا وثقتك الغالية بنا، في البداية دعنا نتفق على حاجة إن الملل شيء طبيعي جدا في الإنسان؛ فالملل يا عزيزي بجانب الفضول طبعا هو ما أخرج آدم وحواء من الجنة عندما تركا كلّ الشجر واختارا الشجرة المحرّمة، ومن منا لا يملّ الصيف حتى يأتي الشتاء فنمل منه ومن برودته، إنك حتى لا تستطيع أن تقضي ليلتك كلها نائما على جانب واحد، ولن تقدر أن تقضي عمرك تأكل صنفا واحداً. وعندما يختار الرجل امرأة لتكون زوجته لا تتوقع أن يظل متيما بها طوال الوقت وهي لا تدير عينيها من عليه، فنحن عندما نتزوج نختار أشخاصا لنعيش معهم لا أشخاصا نعيش من أجلهم، والفرق كبير. المرأة التي ستتزوجها ستشاركك السكن والفراش والطعام وكل تفاصيل حياتك، كعائلتك، فهل كنت تشعر بالملل من إخوتك وزنّ أمك وطلبات أبيك أحيانا؟ بالتأكيد نعم، وهل معنى هذا أنك لا تحبهم؟ أظن أن إجابتك ستكون بالتأكيد لا، إنك تحبهم رغم أن على رأي المثل "المصارين في البطن بتتخانق". الخلاصة أن الارتباط بامرأة لا يعني حبها طول الوقت، والملل من امرأة لا يعني فراقها، ولكن نحن دائما نحتاج إلى تغيير في حياتنا، وبعد هذا التغيير نشتاق لما كنا عليه في البداية، إنك ستمل زوجتك حتى لو كانت ملكة جمال العالم، وهذا يذكرني بنكتة سمعتها وهي أن رجلا تزوّج ملكة جمال العالم وذهب لقضاء شهر العسل، فسقطت الطائرة ونجيا هما الاثنان فقط وعاشا وحدهما بجزيرة منعزلة، وبعد 6 شهور ملّ منها، فحلق لها زلبطة وقال لها من الآن أنت "محمود صاحبي"! وهذا ما يحتاجه الرجل من المرأة، وما تحتاجه المرأة من الرجل عندما يكونا شريكي حياة، أن تكون يوما صديقك ويوما أمك ويوما حبيبتك ويوما مش طايق تشوف وشها! وهي كذلك تحتاجك كأب وابن وصديق وحبيب، وليس نفس الشيء طول الوقت. ظني أن دوام علاقتكما لمدة عام معناه أنها يمكن أن تصمد مدة أطول، جرّب أن تصنعا بعض التغيير بها، مثل التغيير الذي أحدثه دخول الكاميرا إلى حواركما، جددا الموضوعات، ابعدوا شوية وارجعوا تاني عندما تشتاقان لبعضكما، فكرا في أن تقدما موعد زواجكما؛ لأن الكلام على النت شيء سيئ جدا، وملل وبيخلق الكثير من سوء التفاهم. ولكن نصيحتي عندما تمل لا تفكر في الطلاق، فقط فكر في بعض التغيير فربما يساعدك.