شدد محمد بديع -المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- على أن الجماعة ستنزل يوم 25 يناير المقبل للاحتفال بالثورة، مؤكدا رفضه للدعوات بقيام ثورة ثانية، متسائلا: "على من تقوم أصلاً". وقال بديع في سياق حوار مطول مع الإعلامي وائل الإبراشي في قناة "دريم" عبر برنامج الحقيقة اليوم (الجمعة): "سننزل للاحتفال مع الشعب المصري يوم 25 يناير المقبل بما تحقق من ثورتنا.. ورحمة الله على شهدائنا، وسنستمر بالمطالبة ببقية الحقوق". وحول دعوات البعض للقيام بثورة ثانية ضد المجلس العسكري، أشار مرشد الإخوان: "بالقطع لا أوافق على مفهوم الثورة الثانية؛ فعلى من تقوم أصلا؟ فللثورة مكاسب تحققت بالفعل، فلأول مرة منذ 30 عاما نرى هذا المشهد الانتخابي العظيم، 30 مليون مصري قالوا كلمتهم، أليس هذا أكبر المكاسب التي تحققت جراء الثورة؟ ولما الشعب يتكلم الناس كلها لازم تسكت". وأضاف: "هناك مطالب بالفعل لم تتحقق، ولكن لا يجوز أن أقيم ثورة على أعضاء مجلس عسكري فيه بشر يخطئون أحيانا ويصيبون أحيانا، وجيشنا نحترمه ونجلّه وأنا قلت لأعضاء المجلس من قبل لكم دور سياسي ويجب أن تتقبلوا النقد". وأتبع: "ولكن أن أقوم بثورة ضدهم فهذا أمر مرفوض، المشهد مختلف عن النظام السابق؛ فهم بشر يصيبون فنشكرهم ويخطئون فنصوّب لهم.. ويجب أن نشكر من حمونا بغضّ النظر عن الأخطاء، فمؤسسة الجيش وطنية وهذا أمر لا بد أن نعيه، ونطالب بباقي المطالب بسلمية وحضارية.. والشعب أصبح رئيس اتحاد ملاك مصر بكل ما عليها". واسترسل: "الغد أفضل من اليوم فنطالب المخطئ بأن يعتذر.. ولكن أن نعود في حالة عداوة مع قيادات جديدة فهذا أمر مرفوض، يجب أن نعود للتصالح لنعود يدا واحدة؛ فالفرقة تخدم عدونا فقط". ورفض بديع الاتهامات التي صدرت مؤخرا بوجود صفقة بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين، قائلاً: "هذا أمر لم يحدث، وعندما قام الدكتور علي السلمي بوضع الوثيقة الشهيرة قلت له بنفسي رجاء لا تضع أحدا فوق الدستور.. فالجيش نحترمه والمجلس لا بد أن يحاسَب على أي أخطاء فعلها، ولا أحد فوق المحاسبة". وعاد بديع للتأكيد على نزول الإخوان للميدان للاحتفال بالثورة، متسائلا: "لماذا لا نحتفل بما حققنا من ثورتنا.. وستكون احتفالات مبهجة للشعب الذي عانى من الاكتئاب لعشرات السنين.. فأنا أضحك على النكت التي تقال علينا؛ لسعادتي بعودة روح الدعابة للمصريين". وأردف: "أطالب الشعب بأن يفرح ويسعد يوم 25 يناير المقبل.. ويظل حاميا لثورته ومطالبا ببقية حقوق الشهداء والمصابين.. ولا نمسك في الأخطاء ونضخّمها ونسوّدها". واستطرد: "نريد استعادة روح التحرير خلال يوم 25 يناير 2012 بوحدة الشعب وتآلفه.. مسلمين ومسيحين، فقراء وأغنياء، شباب وشيوخ، وننحي خلافاتنا ونتعاون ونعذر بعضنا فيما اختلفنا.. والاختلاف لا يجب أن يؤدي للخلاف". وطالب المرشد الداعين لعمل تظاهرات يوم انعقاد الجلسة الأولى لمجلس الشعب يوم 23 يناير المقبل؛ اعتراضا على نتائج الانتخابات بأن يراجعوا فكرهم، موضحاً: "أليس الميدان هو من الثورة والتي خرجت من رحمها الانتخابات، فأقول للداعين لمثل هذه الأمور: لا يتحدث أحد باسم شعب مصر، وعلى الكل أن يحترم كلمة شعب مصر، ولا يقبل أن نكون هناك فريقان متناحران.. وإذا كان النظام السابق فرّقنا ليتفرغ للنهب فلا يجب أن نمزّق أنفسنا أيضا.. ونحن حريصون على أن تكون مصر يدا واحدة". وبسؤاله عن الاتهامات التي طالت الجماعة بسرقتهم للثورة، قال: "لقد احتكمنا للديمقراطية.. وهي التي أوصلتنا للبرلمان وإذا زعلت تبقى غلطان.. فمن يتصور أن البرلمان المقبل سيكون مكانا لحصد المكاسب والمغانم فهذا أمر ولى زمانه". وردّ بديع عن الاتهامات التي وجهها الدكتور محمد البرادعي للجماعة في بيانه الأخير، والذي أعلن خلاله انسحابه من سباق الترشح للرئاسة، بقوله: "من الذي سرق الثورة؟ وسرقها ممّن؟ فهل نجاحنا في الانتخابات بطريقة ديمقراطية شيء سيئ؟ فلنعلن إذن أننا نرفض الديمقراطية! فهل رأينا مثلا تزويرا مثل ما كان يحدث في النظام السابق.. أعطونا فرصة فقد منحتم مبارك 30 سنة". وحول انسحاب البرادعي من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية، أشار: "البرادعي قامة وقيمة وطنية مصرية نعتز بها.. وكنا داعمين له في حملته قبل سقوط النظام للجمعية الوطنية للتغيير.. وطالبناه من يومها بأن ينزل إلى الشارع، فنحن نفَسنا كان طويلا منذ عشرات السنين وكانت تصادَر ممتلكاتنا ونظل على وفائنا لوطننا، فلا نقبل انسحابه، وأرجو أن يراجع هذا الأمر؛ فهذا ليس وقت الانسحاب من معارك الشرف". وشدد بديع على أن جماعة الإخوان تدرس الآن التوافق على اسم مرشح للرئاسة يدعمونه ويقفون بجواره، قائلا: "سيكون هناك توافق على دعم مرشح للرئاسة.. وسنعلن بوضوح دعمنا لشخص معين، وما زلنا نتباحث حول اسم هذا الشخص.. وأنا أقولها شخصيا بأنني لن أعطي صوتي للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح؛ لأنه خالف قرار الجماعة بالنزول لانتخابات الرئاسة". وحول رأيه في الإعلان عن إنشاء هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، أكد: "يجب أن نتوقف عن مثل هذه الدعاوى، فمثل هذه النماذج التي طبّقت في دول أخرى كانت شكلا فقط وليس مضمونا، فلا يوجد بين العبد وربه وسيط ولا يوجد في مشروعنا إنشاء مثل هذه الهيئة.. وكل إنسان على نفسه رقيب ونحن سننصحه بالدعوة إلى الله والحكمة". ووجّه مرشد الإخوان رسالة للشعب المصري في ختام حديثه، بقوله: "ثقوا في أنفسكم وإمكاناتكم وقدراتكم ولا يصل بكم المشككون أن تهتز ثقتكم بالله، وانزل افرح واحرس ثورتك ومصر.. مصر الآن أصبحت بلدنا جميعا".