أكد المشير محمد حسين طنطاوي -رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة- أن القوات المسلحة لن تستسلم للمخططات الخارجية، ولن تنجر في اتجاه ما يريده العدو، مؤكدًا أن القوات المسلحة هي العمود الذي يحمي مصر وسينفذ مهمته على الوجه الأكمل، وأن القوات المسلحة اضطرت إلى العمل السياسي في تلك الفترة؛ للمساعدة في حماية مصر من المصائب. وشدد خلال حضوره إحدى مناورات الجيش الثاني الميداني في إطار حديثه عن أهمية تنظيم التعاون على المستوى القتالي، أيضا على أهمية تنظيم التعاون على المستوى السياسي، قائلا: "التعاون مهم على المستوى السياسي، ونحن كقوات مسلحة اضطررنا إلى العمل على المستوى السياسي؛ للمساعدة في حماية مصر من المصائب، وهناك أعداء للوطن، والشعب لا يشعر بذلك؛ لأن التخطيط جاء من الخارج".
وأضاف: "نحن على المستوى السياسي نتوقع كافة الاحتمالات، ونفس الشيء على المستوى القتالي، لا بد أيضًا توقع كافة الاحتمالات أثناء القتال، لافتًا إلى أن مصر تتعرض لمخاطر وسوف نعبرها بالقوات المسلحة".
وحذر المشير من مخاطر ستحدث خلال الفترة القريبة قائلا: "نواجه خلال الفترة القريبة مخاطر كبيرة جدًا لم تحدث من قبل، ولكن إن شاء الله سنعبرها بالقوات المسلحة القوية، والتي تأخذ كلام العدو في اعتبارها، وكلام من يبحثون عن مصلحة شخصية نصب أعينها"، لافتًا إلى أن القوات المسلحة هي العمود الذي يحمي مصر الآن، وهدف الأعداء هو إسقاط هذا العمود.
وفي معرض إجابته عن التساؤلات بشأن صمت الجيش عن تلك المخاطر، قال المشير طنطاوي: "لو ما سكتناش هنولعها، ولكن نحن ننفذ مهمتنا على الوجه الأكمل، ولن نسمح للجهات الأجنبية بجرّ القوات المسلحة في اتجاه ما يريدون"، مشددًا على أن القوات المسلحة لم ولن تستسلم، ولم ولن تنجرّ في اتجاه ما يريدون، والشعب معنا.
وأكد المشير طنطاوي على ضرورة الاهتمام بالرماية لكافة التخصصات المقاتلة والإدارية والحفاظ على الحالة الفنية للأسلحة والمعدات، والأخذ بأسباب العلم والمعرفة؛ لمواكبة أحدث نظم التسليح عالميًا وصولاً لأعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي.
وطالب خلال المناورة -التي أجراها الجيش الثاني الميداني التي تواكبت مع الاحتفال بيوم تفوقه- بالحفاظ على الروح المعنوية العالية للقوات، وأن يكونوا قدوة لجميع أفراد المجتمع في الانضباط والتفاني في أداء مهامهم؛ لتظل القوات المسلحة قادرة على الوفاء بمهامها في الحفاظ على الوطن واستقرارة، وحماية أمنه القومي.
كما أدار المشير طنطاوى حواراً مع عدد من القادة والضباط المشاركين بالتدريب ودارسي الكليات والمعاهد العسكرية، وأكد على ضرورة الاهتمام بالتدريب التخصصي لجميع العناصر؛ لتطبيق أسس ومبادئ معركة الأسلحة المشتركة، وكيفية تحقيق المبادأة واتخاذ القرار؛ لمواجهة التغيرات المفاجئة أثناء إدارة العمليات، وأداء المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين بدقة وكفاءة عالية، والبعد عن النمطية في تخطيط وتنفيذ المهام والأنشطة التدريبية وصقل مهارة القوات التي شاركت في حماية الجبهة الداخلية وتأمين الانتخابات البرلمانية خلال الفترة الماضية، واستعادة كفاءتهم التدريبية والعملياتية؛ لتنفيذ كافة المهام المخططة والطارئة بدقة وكفاءة عالية.
وكان المشير طنطاوي قد شهد المرحلة الرئيسية للمشروع التدريبي بالذخيرة الحية (نصر -6) الذي ينفذه أحد تشكيلات الجيش الثاني الميداني، والذي استمر لعدة أيام.
وشارك في تنفيذ المناورة الوحدات المدرعة والمشاة الميكانيكي والمدفعية وتشكيلات من القوات الجوية ووسائل وأسلحة الدفاع الجوي.
وبدأت المناورة بقيام القوات الجوية بتنفيذ أعمال الاستطلاع والتأمين للقوات بالنيران ضد الأهداف الأرضية، ومعاونة أعمال قتال القوات القائمة بالهجوم تحت غطاء وسائل وأسلحة الدفاع الجوي ونيران المدفعية المباشرة وغير المباشرة. وبعد ذلك، تم إبرار عناصر من القوات الخاصة؛ للاستيلاء على خط حيوي في عمق دفاعات العدو، وتأمينه، وتدمير مركز قيادة للعدو، وقامت المفارز المدرعة والميكانيكية بمهاجمة واختراق دفاعات العدو وتدميره بمعاونة الطائرات المروحية المسلحة، وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، لفصل الاحتياطات المعادية، والتصدي لهجمات العدو المضادة، وحرمانه من استعادة أوضاعه الدفاعية، وتطوير الهجوم لاحتلال خط حيوي في عمق دفاعات العدو، واستعادة الكفاءة القتالية للقوات؛ للعمل كاحتياطي أسلحة مشتركة للمستوى الأعلى واستكمال تنفيذ باقي المهام.
وظهر خلال المناورة مدى الدقة في التعامل مع الأهداف الميدانية وإصابتها من الثبات والحركة، وما وصلت إليه العناصر المشاركة من مهارات ميدانية وقتالية، عالية وقدرة على استخدام الأسلحة والمعدات وتنفيذ أعمال التجهيز الهندسي، بما يلائم طبيعة الأرض وتنفيذ المهام المخططة والطارئة باستخدام أحدث وسائل السيطرة والتعاون.
وقد حضر المناورة الفريق سامى عنان -رئيس الأركان نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة- وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة القوات المسلحة، واللواء أ.ح/ محمد فريد حجازي -قائد الجيش الثاني الميداني- وعدد من دارسي الكليات والمعاهد العسكرية.