شيماء عمرو "إن هيمنة الإسلاميين على البرلمان في مصر تجعل من الضروري على واشنطن إعادة النظر في المساعدات العسكرية التي تقدمها إلى مصر؛ خاصة إذا ما انتقلت السلطة من المجلس العسكري الذي يتبنى سياسة مُرضية للجانب الإسرائيلي إلى رئيس مصر ينتمي للإسلاميين".. هكذا عبّرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في افتتاحيتها. وأوضحت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى إعادة تقييم لعلاقاتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط؛ نظرا لما بات يُطلق عليه "الربيع العربي"؛ بهدف منع الإسلاميين المتطرفين من فرض سياستهم المتطرفة -على حد وصف الصحيفة- بمساعدة الأسلحة الأمريكية المتطورة، وليس فقط بدافع الحرص على مصالح حليفتها الاستراتيجية (إسرائيل) في المقام الأول. وتقول الصحيفة في افتتاحيتها التي نشرتها أمس (الأحد) أن إبرام واشنطن لصفقة الأسلحة مع المملكة العربية السعودية الثلاثاء الماضي هو أمر منطقي إلى حدٍ كبير، ولا يدفع الجانب الإسرائيلي إلى رفضه -برغم كون إسرائيل والسعودية ليستا حليفتين- وسببه وجود عدوهما المشترك المتمثل في الجانب الإيراني. وبررت الصحيفة تلك الصفقة بأنها توفر دفعة قوية لتوطيد العلاقات بين واشنطن والسعودية بعد فترة من الاضطرابات، كما أنها بمثابة إجراء احترازي ضد التهديد الإيراني؛ إذ جاءت خلال أسبوع من تهديد إيران بعرقلة حركة السفن عبر مضيق هرمز -الشريان الرئيسي لمرور النفط لأمريكا- كردّ فعل على فرض عقوبات اقتصادية دولية عليها؛ مؤكدة في النهاية أن تلك الصفقة بمثابة هدية كبيرة لاقتصاد الولاياتالمتحدة المتدهور. واعتبرت أن الصفقة برغم كونها تمثل تهديدا للكيان الصهيوني من الناحية النظرية؛ إذ من المحتمل أن تستخدم السعودية تلك الأسلحة ضد الكيان الصهيوني؛ فإن الواقع يُثبت خلاف ذلك لعدة أسباب كان أهمها: أن مقاتلات إف -16 التي تم بيعها للملكة السعودية لن تكون مزوّدة بصواريخ بعيدة المدى يمكن استخدامها ضد أهداف أرضية وبحرية، إضافة إلى تخوف الولاياتالمتحدة من توجه السعودية إلى الروس أو دول الاتحاد الأوروبي لشراء الأسلحة. والسبب الثالث أن هذه الصفقة جاءت في الوقت الذي فيه التعاون العسكري بين واشنطن وإسرائيل على أعلى مستوياته، والرابع يأتي في أن السعودية وإسرائيل عدوهما مشترك؛ مؤكدة أن الخلافات بين إسرائيل ودول الخليج تُعدّ شيئا لا يُذكر؛ مقارنة بإيران.