تنطلق الاثنين قمة كوبنهاجن بمشاركة نحو مائة رئيس دولة في مباحثات تستمر أسبوعين، ووصفت بأنها نقطة تحوّل في سياق محاولات للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للتغيرات المناخية. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعادية في مقاطعة هذا المؤتمر؛ بعد المعلومات التي تسرّبت من أجهزة الكومبيوتر الخاصة بعلماء المناخ بجامعة إيست أنجليا بإنجلترا والتي تثبت أن التغيرات المناخية المتوقعة ليست بالخطورة التي يتم تصويرها، وأنه لو كان هذا حقيقي لارتفعت استعدادات الدول لمواجهة هذا الحدث بشكل أكبر ولكن الحديث عن إيقاف الانبعاثات الحرارية من مداخن المصانع وليس تقليلها.
وسيحاول المؤتمرون إيجاد آلية من شأنها مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة عواقب الاحتباس الحراري؛ منها: الفيضانات والعواصف الهدامة وارتفاع منسوب البحار وجمع مليارات الدولارات لتقديمها في صورة مساعدات وتكنولوجيا نظيفة.
ويسعى القادة المشاركون في القمة، من بينهم الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الذي سيشارك في اليوم الختامي في 18 ديسمبر؛ للتغلب على انعدام الثقة العميقة بين الدول الغنية والفقيرة إزاء تقاسم عبء جهود الحد المكلفة من انبعاثات الغازات الدفيئة.
ومنذ أسبوعين فقط، وعد الرئيس الأمريكي بخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنحو 17 في المائة من مستويات 2005 بحلول 2020، ويعد هذا الهدف -وهو أقل من 4 في المائة فقط عن مستويات 1990- أقل بكثير من التزامات الاتحاد الأوروبي عن نفس الفترة.
وكانت الكتلة الأوروبية قد أعلنت فى بداية عام 2007 عزمها خفض الانبعاثات بنسبة 20 في المائة عن مستويات 1990 بحلول عام 2020، وبنسبة 30 في المائة إذا سارت الدول المتقدّمة الأخرى على نفس النهج.
وأضافت جنوب إفريقيا زخماً جديداً للقمة عشية انعقادها بالإعلان الأحد أنها ستخفض انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 34 في المائة، أدنى من المستويات المتوقعة عام 2020 في حال قدمت الدول الغنية المساعدة المالية والتكنولوجية. وستكون محادثات كوبنهاجن أكبر اجتماع بشأن المناخ في التاريخ مع حضور 15 ألف مشارك من 192 دولة، وقدم أكثر من 34 ألف شخص طلبات للحصول على اعتماد لحضور القمة، ضعف سعة "بيلا سنتر" مقر القمة في العاصمة الدنماركية.