كتب: السنوسي محمد السنوسي لم يكد يصدر قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية النظام السوري حتى يكفّ عن أعمال القتل والمذابح التي يرتكبها في عز النهار، حتى انطلقت الأبواق التابعة له تسبّ وتلعن العرب، وتلعن الحاجة اللي اسمها الجامعة العربية، وتتهم الدول العربية الموقعة على القرار بالعمالة والخيانة، بأبشع الألفاظ التي لا تليق بالدبلوماسية ولا بالأخلاق الإنسانية. والسبب في هذا الغضب العارم من النظام السوري أن قرار الجامعة هو البداية الرسمية في كشف الغطاء الدولي عن هذا النظام، بعد أن عرّته وفضحته الإرادة الشعبية التي انتفضت تطلب الحرية وتصر عليها منذ 9 أشهر، رغم العدد الكبير الذي قدمته من الشهداء والجرحى والمعتقلين. ولم تكن الدول العربية وحدها التي سبَّها النظام السوري، بل راح يتوعد الدول الأوروبية بقطع إمدادات الغاز والنفط، وبأنه سيفعل وسيفعل.. طيب ما يروح يتشطر على إسرائيل التي كانت كلما تقصف موقعًا في سوريا يكتفي النظام السوري (الجعجاع) بأن يقول: نحن نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب والمكان المناسب! يا سلام!! وطبعًا يتكرر العدوان الإسرائيلي.. وبعده يتكرر "التهديد" السوري!! وما حدش عارف بالضبط إمتى ييجي الوقت المناسب والمكان المناسب؟! النظام السوري بدلا من أن ما يشكر الجامعة العربية التي أعطته مهلة ستة أشهر ويزيد منذ بدء الثورة إما للقضاء عليها (لو كان يستطيع) أو للتفاوض مع المعارضة (لو كان يريد).. راح يكيل الشتائم والاتهامات للجامعة بالعمالة لأمريكا والاستجابة لضغوطها، ويقول لها: نحن نحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب والمكان المناسب! لكن بعد ساعات وجّه النظام السوري الدعوة للدول التي شتمها وللجامعة العربية لعقد قمة عربية في دمشق!! بقى ده اسمه كلام يا جدعااااااااااان!! هذا الارتباك من القيادة السورية هو خير دليل على ضعف موقفها وعلى كذبها فيما تدعيه من وجود عصابات تقتل المواطنين ثم تلصق ذلك بالجيش السوري!! لو كان النظام السوري مظلومًا كما يزعم، فبأي وجه حق يزعم بشار أنه حامي حمى سوريا ووحدة الأراضي السورية، وهو يعجز عن مواجهة هذه العصابات، التي لا يمكن أن يقول أحد إنها تمتلك أسلحة أكثر من قوة الدولة؟! وكيف سيحرر الجولان من يفشل في القضاء على مجموعة عصابات؟! أُمّال هيواجه إسرائيل إزاي وهي تمتلك قوة تساوي ولا 100 عصابة من أكبر العصابات؟؟!! وأنا رأيي، عكس ما يروج النظام السوري تماما، أن أمريكا لا تريد أن تضغط على بشار ولا أن يصدر قرار دولي جادّ في هذا الخصوص؛ لأنها تعلم أن البديل هو مجيء نظام وطني سيضع في أولوياته تحرير الجولان، والوقوف (بجد، مش زي بشار الفشار) ضد محاولات أمريكا السيطرة على سوريا وعلى المنطقة. والدليل على ذلك هو ما شهد به الأعداء! فقد عبّر عاموس جلعاد -رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع الإسرائيلية- عن رأيه في أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل، مشيرًا إلى أن بديل الأسد ولادة إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط في مصر والأردن وسوريا. المعارضة السورية ما زال الطريق أمامها طويلاً.. وطويلاً جدّا.. لكن المهم أنه غير مسدود! لأن النظام ما زال متماسكا بعض الشيء، والجامعة العربية "غير قادرة" على الضغط بشكل كافٍ، والدول الغربية "غير راغبة" في الضغط للإطاحة ببشار؛ لأنها تخاف من القادم سواء كان إسلاميّا أم وطنيّا، ولأنه لا يوجد في سوريا بترول مثل ليبيا يمكن أن يغطي تكاليف الحرب ضد بشار ونظامه. ولذلك ليس أمام المعارضة إلا أن تعتمد على نفسها بعد التوكل على الله سبحانه.. وأن تواصل الجهود والتضحيات؛ لأن ذلك أفضل من انتظار قوة من الشرق أو من الغرب، ربما تأتي متأخرة بعد أن يكون بشار ونظامه قضوا على الشعب السوري كله!!