كتبت: دينا حسن من الشأن الداخلي للخارجي، يكشف محمد كامل عمرو -وزير الخارجية- عن خارطة مصر السياسية وعلاقتها بدول الجوار كإسرائيل، وليبيا، وإيران، وعن دور الوزارة الذي ستقوم به لمشاركة المصريين بالخارج في التصويت للانتخابات البرلمانية.. صرّح محمد كامل عمرو -وزير الخارجية- بأنه التقى أول أمس (الأربعاء) المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس الوزراء د. عصام شرف في اجتماع موسع؛ لبحث كيفية تصويت المصريين بالخارج، والآليات التي سيعتمدون عليها. وقال عمرو من خلال حواره لبرنامج "بتوقيت القاهرة" منذ قليل: "هناك لجنة شُكّلت من أجل بحث هذا الموضوع قانونيا ودستوريا، وأن ذلك الحق محل الدراسة، ودور وزارة الخارجية في هذا الشأن هو تنفيذ تعليمات تلك اللجنة المشكلة". وأوضح: "تصويت المصريين بالخارج هو حق أصيل لهم، والوزارة ستقوم بالتنسيق مع سفارات وقنصليات مصر بالخارج؛ لوضع استعداداتها لاستيعاب أعداد كبيرة من المصريين التي ستذهب للتصويت". كما تحدث وزير الخارجية عن دور مصر في ظل تأزم الوضع السوري قائلا: "مصر أول دولة صرّحت بأن العنف لن يحل الوضع في سوريا؛ بل سيزيده تعقيدا، وسيفتح بابا للتدخل الخارجي.. وهناك تنسيق بين الوزارة وجماعة الدول العربية؛ للدعوة للحوار مع الحكومة السورية، والبدء في تدارس تلك الأزمة". وقد ذكر أهم أهداف تلك الدعوة وهي: "وقف العنف، وسحب عساكر الجيش من المدن، وبدء الحوار مع الفصائل المعارضة؛ حتى لا نسمح بالتدخل الخارجي في المنطقة العربية". وقد نوّه وزير الخارجية إلى أن تلك المبادرة المصرية ليست من أجل التدخل في الشأن السوري؛ "لكننا نمنع بها تدخل أي طرف أجنبي ربما لا يكون هدفه حل المشكلة، أو قد لا نضمن توجهاته". وعن العلاقة المصرية الإيرانية، نفى أن تكون تلك العلاقة كما يروّج لها بعض المحللين والإعلام من أنها علاقة عداء أو مقطوعة الاتصالات؛ بل العلاقة المصرية-الإيرانية هي "علاقة يحكمها عدد من المحددات؛ أهما: عدم التدخل في شئون البعض الداخلية، وعدم العبث بأمن الخليج؛ فتلك هي الخطوط الحمراء معها، وفي غير ذلك فنحن مشاركون معها في جميع المحافل الدولية ولدينا قنصليات مشتركة". وعن الملف الفلسطيني ودور وزارة الخارجية المصرية فيه بعد الثورة، أشاد عمرو بالدور الذي لعبه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب العضوية للأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن، قائلا: "هذه خطوة محمودة، ومصر تؤيدها بشكل كامل، ولا تزال تضع ثقلها في الملف الفلسطيني وتتمسك به، والفلسطينيون يعلمون ذلك جيدا ويُقدّرونه". وعن تعارض تأييد مصر لعضوية فلسطين بالأمم المتحدة واتفاقية السلام، حسم ذلك قائلا: "التزامي مع معاهدة السلام لا يتعارض مع وقوفي بجانب الشعب الفلسطيني؛ فمصر تسعى دائما للدفاع عنهم، وتأييدهم في جميع المحافل الدولية". وبشأن تأمين الأنفاق مع الجانب الفلسطيني، استطرد: "الفلسطينون يعملون على حماية الحدود بيننا؛ لأن حمايتهم لها، هي حماية لهم، ولأنهم يُقدّرون الدور المصري بشأنهم". وعن المساجين المصريين لدى إسرائيل، ذكر الوزير أنه "لا إهمال لمصر لأبنائها في السجون الإسرائيلية، وسنطالب بحق الإفراج عنهم والعودة لأراضيهم". أما بشأن زيارة مصطفى عبد الجليل -رئيس المجلس الانتقالي الليبي- لمصر، ذكر أن الهدف من تلك الزيارة هو عودة تقوية العلاقة بين البلدين؛ لأن ليبيا يحكمها قبائل مشتركة على الحدود بين البلدين، مفصحا: "مصر ستقدم العديد من المساعدات للشعب الليبي، وستسانده من أجل إعادة بناء البنية التحتية لها، وسريعا سيكون هناك تعاون مشترك". وبسؤاله عن التمويل الأجنبي لبعض التيارات السياسية في مصر ودور وزارة الخارجية في الكشف عنه، أوضح عمرو أن الإشكالية ليست في التمويل من الخارج؛ وإنما في عدم الإفصاح عنه، وعدم الالتزام بالقنوات الشرعية في تلقي التمويل، وعدم الالتفاف حول القنوات الشرعية والقوانين. كما أعلن أن هناك لجنة قد شُكّلت "لبحث مصادر التمويل؛ سواء كانت من الشرق أو الغرب لجميع التيارات.. وقريبا ستُصدر اللجنة تقريرها". وفي نهاية الحوار طمأن وزير الخارجية المصريين بأن جميع حدود مصر مؤمّنة، ولا يوجد خوف من تهريب أي أسلحة، أو التعدي على أراضينا.