السلام عليكم.. أنتم بجد موقع ممتاز وباستفيد منكم، وبانفّذ نصايحكم ليّ؛ بس بجد المرة دي أنا في مشكلة. مشكلتي مع أختي؛ هي مش قادرة تفهمني، وبرغم إني الكبيرة؛ فهي شايفة نفسها صح، ومش بيعجبها تصرفاتي، ودايما معاملتها جافة، وبتغير مني ومن أصحابي؛ لأنها شايفة إنهم كل حياتي، وأنا والله حاولت أقرّبها مني وبقيت أحكي لها؛ بس هي ماقدّرتش ده. دلوقتي فيه مشكلة كبيرة بينّا؛ أنا بحب زميلي وهي عرفت، أنا عارفة إنه غلط، وقلت لها، وحاولت أبعد عنه؛ بس كل مرة بافشل، وأمي عرفت بالموضوع ده، وحصلت مشكلة كبيرة، وبفضل الله قدرت أحل مشكلتي معاها. المشكلة دلوقتي إني لسه على علاقة بالشاب ده، وبالاقي أختي بتفتح موبايلي من ورايا وبتشوف اللي عليه، وبتتدخل في خصوصياتي من غير إذني، وبتبعت رسايل للشاب ده بتشتمه وتهزأه فيها! ودلوقتي لما لقيتني لسه باكلمه، عايزة توصّل الموضوع لوالدي ووالدتي تاني، وأنا خايفة أخسر أمي تاني.. أنا من الصعيد والمواضيع دي عندنا غلط. أنا تعبت ونفسيتي تعبت، من ناحية مش قادرة أبعد عن الشخص اللي بيقف جنبي وبيحبني، وهو مش قادر يتقدم لظروف مالية، ومن ناحية تانية أختي اللي مش عارفة أعيش بسببها، ودايما مغلّطاني وبتهددني بأمي. أنا شخصيتي مش ضعيفة؛ بس الموضوع ده مش عارفة أحله، ومش عارفة أتصرف إزاي مع أختي، كل حاجة عندها غلط وحرام، ودايما تكشّر في وشي، وكل ما أمسك تليفوني تتنرفز وتبص لي بنظرات غريبة؛ حتى لو أنا ماسكاه عادي. أنا مش عارفة أتصرف معاها إزاي؟ ولا عارفة أنهي موضوع الشخص اللي بحبه إزاي؟ أنا تعبانة والله.. أعمل إيه مع أختي؟ أنا خلّصت كلية السنة دي، وأختي أصغر مني، وهي في سنة تانية كلية طب، وشخصيتها صعبة جدا وعصبية. أرجو النصح والحل والرد سريعا قبل أن يصل الموضوع لأهلي.
wiza الصديقة العزيزة.. شكرا على ثقتك في الموقع، ويعلم الله وحده كم تألمت كثيرا حينما قرأت رسالتك؛ لأننا لا نتحدث هنا عن زوج وزوجته أو حبيب وحبيبة؛ بل عن علاقة الإخوة؛ التي هي من أقوى العلاقات وأقربها إلى القلوب؛ خاصة أن أختك هي الصغرى، وتنافُر تلك العلاقة وتوترها من المؤكد أن له خلفية قوية دعت إلى تلك المشاحنات والحواجز التي بُنيت على تلك العلاقة بينكما، وتراكم الجليد على تلك المشاعر، وأدت أيضا إلى برود تلك العلاقة، واختفت فيها معاني الحب والمودة والتراحم التي دعانا لها الله ورسوله. وأقصد بتلك الخلفية أن اختلاف فارق السن بينك وبينها قد يكون أحد الأسباب لشعورها بذلك الفراغ.. وسكوتك عنها هو ما جعلها تشعر أنها الأقوى؛ ولكن هل تعلمين أني لم أتألم من رسالتك إلا على أختك، وأريد منكِ أن تنظري لها معي تلك النظرة؛ ألم يخطر لكِ ولو لمرة أن حصولك على شيء لا تستطيع هي (طالبة الطب المتفوقة) الحصول عليه، قد يثير بداخلها الحزن والأسى على حالها. ولمَ لا؟ فأنت لك عدة صداقات، وعلى علاقة بشاب تحاول هي أن تتخلص منه لتكوني مثلها دون حبيب؛ خاصة أنك قد ذكرتِ أنك من الصعيد؛ أي أن تلك العلاقات بحساب. وما يهمني الآن أن أتحدث عنه هو تلك العلاقة التي تربطك بذلك الشاب، والذي ذكرتِ أنك تحبينه، وهو أيضا يبادلك نفس المشاعر؛ ولكنه لا يستطيع التقدم، وهو ما تُمسكه أختك ضدك، وأنا أتعجب على صبرك على تلك المهانة التي تمارسها أختك بسبب تلك العلاقة، فلمَ لا تتجهين إلى والدتك لتحكي لها عن ظروف ذلك الشاب؛ فربما وجدتْ هي معكِ الحل، وتخلّصتِ من ذلك الضغط. وإن لم يُجدِ ذلك نفعا؛ فعليكِ أن تقللي من تلك العلاقة والمكالمات الهاتفية، وأن تقتصر على الاطمئنان فقط؛ مع علم والدتك أيضا بذلك؛ حتى تتحسن الظروف ويتقدم لخطبتك، وبذلك تكونين قد تخلصتِ من ذلك الضغط القائم من أختك. أما عن توصلها الدائم إلى هاتفك؛ فما المانع أن تستخدمي خاصية الرقم السري للهاتف، وبهذا لن يقوى وقتها مخلوق على استخدم هاتفك ولا كشف أسرارك. عزيزتي دعيني أذكّرك أيضا أنه مهما بلغت بأختك الغيرة والكره؛ فهي لا تزال صغيرة، ولم يكتب لها الزمن أن تعلم مدى قسوة الحياة، والتي لا يخفف من ثقلها إلا وجود مَن هو قريب منك، ولن أجد لكِ غير أختك قريب. ودعيني أذكّرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علاقة الإنسان بمن يحبه في الإسلام في قوله: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه"؛ هذا يا عزيزتي عن الغريب فما بالك بالقريب. ونصيحتي لكِ يا عزيزتي.. أن تصفّي ذهنك تماما، وأن تحاولي مرة أخرى أن تتكلمي معها، وأن تُعلميها أنها أعز شخص لقلبك، ولن يكون لكِ من هو أقرب منها إلى قلبك، وإن استمرت في ذلك؛ فلا مانع من أن تعاتبيها، فربما ظنت أنها بما تفعله تكون الأقوى، وربما كان ذلك لها درسا لتتعلمه؛ فليس معنى سكوتك ضعف؛ بل هو قوة لا تعلمها هي حتى الآن، ولا تجعلي نفسك عُرضة للأذى، وحاولي أن تريْ ما فيها من صفات جيدة لتتفاعلي معها؛ فهي لن تجد سواكِ لها أحنّ وأجمل في تلك الحياة التي نعيشها.. وفقك الله تعالى، ولا تيأسي.