ما هو سرّ إشعال جماهير الاتحاد السكندري للشماريخ أثناء مباراة فريقهم أمام الأهلي؛ بالرغم من تقدُّم الأحمر بهدفين مقابل لا شيء؟ وكيف يردّد جماهير الألتراس أن الشماريخ نوع من الاحتفال، ويقومون بإشعالها وفريقهم مهزوم؟ ولماذا يعتقد جمهور الزمالك أنها رسالة له بالرغم من أنها على بُعد 250 كيلو مترا، فيرد بكمّ من الشماريخ يفوق ما أُطلق في برج العرب. ولماذا تُشعل جماهير الإسماعيلي الشماريخ فوق أسطح المنازل المحيطة بالاستاد، في مباراة ممنوع فيها الحضور الجماهيري؟ كنت سأضع هذا العنوان "الجماهير تُقاتل الحاج بالشماريخ.. وبرشلونة يمنع التدخين في المدرجات"، ولكني تراجعت وقرّرت أن نقوم بالتحليل النفسي لرد فعل الجماهير، والتحليل النفسي لحلول الجبلاية، ونرى -عن كثب- ماذا يفعل الناس في أوروبا والدول المتقدّمة. في البداية قرأت موضوعا للحاج عامر حسين -رئيس لجنة المسابقات- تحت عنوان "عامر: برشلونة منع التدخين من المدرجات.. وفي مصر ما زلنا نحارب من أجل الشماريخ". وتعجّب الحاج عامر من إصرار البعض على السماح بإشعال الشماريخ في المدرجات المصرية، في الوقت الذي تقدَّم فيه نادي برشلونة الإسباني بطلب للاتحاد الإسباني لكرة القدم بمنع التدخين في المدرجات أثناء مبارياته، مضيفا أنه فكّر كثيرا قبل وضع اللائحة الجديدة التي تحرم الأندية المؤازرة الجماهيرية في حالة إشعالها الشماريخ. وأوضح رئيس لجنة المسابقات أنه لم يكن يعلم أن وفاة طفل في المدرجات أثناء تشجيعه لفريق أتليتكو مدريد الإسباني منذ 6 سنوات نتيجة الاختناق؛ هي السبب الرئيسي وراء الإصرار على منع الشماريخ من المدرجات في مصر؛ وذلك حفاظا على أرواحهم. وأكّد رئيس لجنة المسابقات أنه على استعداد لتعديل اللوائح، ولكن من يعدّل اللائحة فعليه تحمّل عواقب هذا التعديل دون توجيه أي لوم له في حالة حدوث أي مشكلات أو أزمات، ولكن ما سبب تمسّك الجماهير بإطلاق الصواريخ والشماريخ؛ لنُحلّل عن عِلم ودقة: 1- الجماهير لا تتحمّل أي عقوبات أو غرامات.. الكل يعرف ذلك! 2- الجبلاية وضعت اللوائح دون حملة توعية في وسائل الإعلام المختلفة. 3- الأندية لا تُقدّم أي شيء للجماهير؛ بالرغم من اعتراف الأجهزة الفنية بفضلها ودورها في تحقيق البطولات. 4- الأرقام التي تسمعها وتتناقلها الجماهير عن أسعار اللاعبين وما تدفعها الأندية والفارق الكبير بين ما يدخل جيوب الجماهير؛ كل ذلك يجعل الأمور مشتعلة. 5- سوء التنظيم "الشنيع" الذي يحدث في المباريات، وما تُقدِّمه الجبلاية والأندية لتسهيل مهمة الجماهير. 6- عدم وجود أي رقابة من أي نوع على مداخل الملاعب وبوابات الاستاد. ولهذه الأسباب كانت قرارات الجماهير غير المعلنة بشكل رسمي؛ وهي: 1- رفض الجماهير قرارات الجبلاية؛ خاصة أنه لا يوجد رد فعل سيقع عليها. 2- رفض أي من جماهير الأندية الرضوخ للقانون؛ حتى لا تتهم أنها ضعيفة وخانعة.. فكان التفاخر بالبلطجة وعدم الالتزام. 3- إخراج الجماهير لسانها للكل، وكأنها تقول: "من النهارده مافيش قانون ولا حكومة.. أناااااا الحكومة". ولكن هل نكتفي بالأسباب والتحليل؟ أم سنطرح حلولا ونكون مثل أصحاب التفكير العقلاني؟ ومن الحلول النابعة منّا والتي تنفَّذ في الخارج: 1- لماذا لا تقوم الفرق بتحية جماهيرها عند كل شوط كما كان يفعل منتخب اليد المصري في كل البطولات، لِمَا لهذا تأثير كبير جدا على الجماهير. 2- عمل مسابقة تُعطى أسبوعيا لأفضل جمهور، وهذا ما اقترحه مدير نادي بلبيس في مداخلة تليفزيونية في برنامج "صباح الرياضة". 3- تكوين شركات أمن خاصة لها قوة القانون تتعامل بكل قوة وحزم، ولكن ممزوجة بكل احترام وأخلاق ودون تفرقة. 4- في الخارج هناك فقرة تقدّم بين الشوطين لتمارين على الموسيقى، يُؤدّيها فريق من الناشئين، ويُقلِّدهم فيها الجمهور؛ فيُخرِجون الشحن الزائد. 5- وضع شرطة سريّة في المدرجات تُبلغ عن المخالفين فورا. 6- إلحاح وسائل الإعلام في ذِكر المشكلة، وذِكر أسبابها وطرق حلّها. ويبقى السؤال الآن: هل لدى أحدكم حلول أو تحليل أو معارضة على ما ذَكَرنا؟