عندما صدر قانون المرور الجديد اعتقدت أن أحوال الشوارع في مصر ستتحسّن، وبعد ما كانت تُشبه "مولد وصاحبه غايب" ستتحوّل إلى شيء حضاري كشوارع أوروبا والدول المتقدّمة، وبعد أن فُرِضت عقوبات كالحبس والسجن وغرامات مالية كبيرة ظننت أن الحال سيُصبح غير الحال وسيخاف الكبير قبل الصغير. ولكن ما اكتشفته أن المولد مازال مولداً، ولم يتم إلغاؤه بسبب إنفلونزا الخنازير كما فعلت الحكومة مع مولد السيدة زينب، بل الأدهى أن صاحب المولد الغائب حضر علشان "يهيص في الهيصة.. ويظيط في الظيطة"!!! وعلى رأي ناس زمان اللي قالوا في الأمثال "الغربال الجديد له شدة" فكان قانون المرور الجديد في بداية تطبيقه له شدة "تقطم الوسط"، وكانت العقوبات والغرامات "شغالة على ودنه"، ولكن فجأة هدأت كل هذه الضجة واختفت وسط زحام الشوارع كالعادة، حتى حدث ما حدث في يوم من الأيام واكتشفت أن هذا القانون لم يأتِ ليحافظ على الشوارع مطلقاً ولكنه أتى ليحافظ على أشياء أخرى!!! عندما يُفرض قانون ويبدأ تطبيقه فيجب على الكل احترامه ولا مهرب أو مفر لأي شخص سواء اللي على رأسه ريشه أو اللي من غير، فعندما تجد أن سيارة تُخالف كل ما جاء في القانون سواء من حيث الزجاج المشروخ أو المكسور، أو تسير عكس الاتجاه أو زجاجها "فيميه أسود" فيجب عليك أن "تستغرب"، وعندما تجد أن أمين الشرطة قد استوقفها في الشارع ليسحب رخصة السائق فيجب عليك أن "تفرح"، وعندما تجدها بعد لحظات قد سارت في اتجاهها لتكمل مسيرتها فيجب أن "تتنقط"!!! وعندما تسأل عن الأسباب؛ فستجد من يغمزك ويقول لك في "الخباثة" أصله "ظابط".. وصدقني ستجد لسان حالك يقول: "يا ترى ظابط جيش ولا شرطة؟؟". عندما تسير في الشوارع وتقابلك كل ربع ساعة حملة مليئة بالدبابير والنياشين والرتب ويستوقفونك لطلب الرخصة، فيجب أن تبتسم فأنت في بلد يُطبّق القانون، وعندما يجدوك لا تضع الحزام أو لا يوجد معك صندوق الإسعافات ويطبّقوا عليك الغرامة لا تحزن ولا تثور فأنت في بلد القانون وصبر نفسك وقول: "في أوروبا والبلاد المتقدمة نفعل كما يفعلون"، لكن عندما يصادفك نفس الموقف مع شخص آخر وتجده بكل بساطة يضع يده في جيبه ويخرجها بورقة فئة ال10 جنيه ليدسها في يد صاحب النصيب ثم يذهب لحال سبيله، فيجب عليك أن تبكي و"طلتم" وتفعل ما يحلو لك واعلم أنك في بلد النذوووور!! مين هيكلبش الونش؟؟ سؤال طرحته على نفسي في إحدى مرات ركوبي الميكروباص، عندما كان يسير في طريقه متجهاً إلى ميدان التحرير وفجأة ظهر الونش فجأة من خلفه وكأنه ظهر من العدم!! وكان يسير بسرعة خرافية عكس قوانين الطبيعة فلا وزن ولا حجم الونش تسمح له بأن يسير بهذه السرعة، ولا كثافة السيارات وحركة المرور تسمح له بذلك!! ولكن بالتأكيد لا أحد يستطيع أن يعلّق!! فهذا الونش تابع لإدارة المرور والتي بدورها تتبع وزارة الداخلية الكريمة والتي يبتعد عنها الكثيرون بمجرد المرور أمام مقرها بلاظوغلي، ولكن ما أثار دهشتي حقاً هو عندما صدم هذا الونش الميكروباص وسيارتين أمامنا فكسر المرآة الجانبية للميكروباص وكسر الفوانيس الخلفية للسيارتين الملاكي، وكأن شيئاً لم يكن.. فلم يستطِع أحد أن يتكلم أو حتى يعترض!! وكأن هذا الونش "ما لوش صاحب وما لوش ماسكة"، وكأنه لا يسير في الشوارع المصرية التي تطبّق قانون المرور، مما دفعني للسؤال: "هو لمّا الونش يخرج على القانون أو يتعمل بيه جريمة مثلاً مين اللي هيعاقبه، ولّا كأن مافيش حاجة حصلت؟؟!! طيب بلاش الونش، خلينا مثلاً في بوكس الدورية لو طبّقنا عليه نفس الوضع، هل سيتم اتخاذ قرار بشأنه أم لا؟!!" وإذا وجدت عزيزي القارئ الإجابة على هذا السؤال أرجو أن تشاركني إياها. تفتكر مين ممكن يكلبش الونش؟ تفتكر مين ممكن يكلبش الونش؟ القانون 41% (9 صوت) الشرطة 9% (2 صوت) الشعب 50% (11 صوت) عدد الاصوات : 22